السودان ليس للسودانيين وعيون المهاجرين مليء بالدموع / بقلم: السر جميل

السودان ليس للسودانيين وعيون المهاجرين مليء بالدموع / بقلم: السر جميل


12-23-2017, 03:40 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1513996819&rn=0


Post: #1
Title: السودان ليس للسودانيين وعيون المهاجرين مليء بالدموع / بقلم: السر جميل
Author: السر جميل
Date: 12-23-2017, 03:40 AM

02:40 AM December, 22 2017

سودانيز اون لاين
السر جميل-
مكتبتى
رابط مختصر

السودان ليس للسودانيين وعيون المهاجرين مليء بالدموع


بقلم: السر جميل

بلادي وإن جارت على عزيزة .. وأهلي وإن ضنوا على كرام، المتأمل من السودانيون في بلاد المهجر للحكمة في بيت الشعر هذا يشعر بألم وحسرة شديدة، ولكن تيار الحياة والكرامة زاد مده في الجور، وتغلب على الحنين للأهل والمكان. لذا كان نزيف الهجرة خارج الوطن خيارا صعبا للكثيرين.

منذ مطلع العام 2014 وحتي اللحظة قد تجاوز عدد الذين هاجروا خارج 50 ألف معظمهم من الأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات والإعلاميين، وتشير إحصاءات جهاز السودانيين العاملين بالخارج الرسمية (المعلنة) إن الذين هاجروا من البلاد منذ العام 2009 تجاوز 347 ألف.

إحتضنت دول الخليج معظمهم، خاصة المملكة العربية السعودية حيث توجد أكبر جالية سودانية مهاجرة عبر العالم فيها، إذ يقيم بها وبصورة شرعية أكثر من مليوني سوداني، هذا غير الذين لم تتوقف أوضاعهم بعد أو قيد الإجراءات، بالإضافة لدول الخليج الأخري وحتي مصر تقول الأرقام الصادرة منها إن عدد السودانيين 5 مليون.

هذا فضلا عن عدد السودانيين في أوربا وأمريكا، واذا كانت هناك أى أرقام بخصوص الهجرة من أى جهة كانت قد تكون غير صادمة، لأن المواني والمطارات والحدود تنقل العباد من البلاد، فهى بلا شك هذه نتيجة طبيعة لسياسات الحكومة التعسفية.

لذلك قد تأثرت قطاعات الخدمات بصورة مباشرة من سياسة التهجير الحكومية، فى مقدمتها الصحة والتعليم، وتشير الأرقام إن جامعة الخرطوم وحدها فقدت نصف هيئة تدرسيها خلال هذه الفترة. إضافة إلى فقدان الجامعات الأخرى جزء كبير من هيئات تدريسها التي أصلا بحاجة للمزيد لسد نقص في تخصصات أساسية فيها.

وللأسف الحكومة بعيدة تماما عن معالجة هذه الظاهرة التي أضرت بآفاق التنمية والتطور في البلاد في الوقت الراهن، وإن نزوح هذه العقول هو السبب الرئيسي للوضع الاقتصادي المتأزم حاليا، وأصبحت الدولة تتخبط في إدارة البلاد بقرارات إرتجالية بدون خبير أو عقل منير.

ولم تقتصر سياسة الحكومة القسرية في التهجير على الأطباء وأساتذة الجامعات والمهندسون فحسب، بل إمتدت في السنوات الأخيرة للعديد من القطاعات الحيوية الأخري مثل الزراعة والبيئة والحرفيين والصحافة والإعلام والمحاسبين والقضاة والفنانين ورجال الأعمال وغيرها الكثير.

وتكاد لاتكون هناك دولة في العالم إلا وعدد السوانيين فيها يشكلون جالية مقدرة، حتى في إسرائيل حيث يشكل السودانيون أكبر جالية إفريقية فيها، فهى بالنسبة لهم أفضل من العيش تحت وطأة هذا النظام. والمثير للقلق حلم من تبقي داخل البلاد هو السفر خارج الوطن، والسؤال الذى يطرح نفسه هل سيبقي هناك سوداني داخل الوطن في الولاية الثالثة للبشير ؟