السفارة الأمريكية وممارسة الوصاية الكاذبة على الشعب السوداني بقلم د.أمل الكردفاني

السفارة الأمريكية وممارسة الوصاية الكاذبة على الشعب السوداني بقلم د.أمل الكردفاني


12-19-2017, 03:21 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1513650078&rn=1


Post: #1
Title: السفارة الأمريكية وممارسة الوصاية الكاذبة على الشعب السوداني بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 12-19-2017, 03:21 AM
Parent: #0

02:21 AM December, 18 2017

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر






اصدرت السفارة الأمريكية بيانا صباح هذا اليوم الاثنين 18 ديسمبر تبدي فيها قلقها ورفضها لتصريحات الطيب مصطفى الذي ذكرهم بمقتل قرانفيلد قبل عشر سنوات واعتبرت ذلك تهديدا للمواطنين الامريكان ..
وقبلها اصدرت السفارة بيانا آخر تبدي فيه قلقها من انتهاكات حقوق الانسان عبر القانون الجنائي وخاصة الاعتقالات التي تتم على اساس الزي الفاضح... وتستمر السفارة في اصدار بياناتها في التدخل في شؤون السودان الداخلية لتمارس لعبة العصا والجزرة ، فهي تعانق النظام الذي تعتبره ارهابيا وتلغي الحظر الذي كان مفروضا عليه لتمنحه روحا جديدة للحياة بدلا عن ان تدعم القوى المعارضة لاجتثاث هذا النظام من جذوره الارهابية اي التنظيم الارهابي وهو تنظيم الاخوان المسلمين ... امريكا تمارس لعبة غبية لا تنطلي على أحد فهي أكبر داعم لهذا النظام ، هي التي تغض الطرف عن الاسلحة التي يستوردها النظام لقتل المدنيين الابرياء في دارفور والنيل الازرق مع ان امريكا تسيطر بالكامل على كافة المعابر البحرية وكل سفينة تخضع للرقابة عبر الاقمار الصناعية وعبر التفتيش البحري المباشر ، امريكا لم تلتزم بحظر السلاح المفروض على النظام ، لأنها تريد بقاء النظام حيا لتدمير الدولة والشعب ، إنني لا اعرف كيف يمكن لنا ان نثق في اي وعد امريكي وهو اكثر الوعود كذبا. تريد السفارة الامريكية ان تمارس وصاية على حرية التعبير على الشعب السوداني، فهي تقبل ما يتفق مع مصالحها وترفض ما لا يتفق مع مصالحها. تصافح النظام لتمرير اجندتها وتطعنه بالشعب لتمرير اجندة أخرى وهكذا يضحى السودان دولة مهتزة ومتوترة وليس لها اي فرصة للنهوض من جديد ، فليقل الطيب مصطفى ما يشاء ، فهو شخصية غير مؤاخذة اساسا ، ولا وزن لها ، والسفارة الامريكية تعرف ذلك تماما ، ولكنها تريد ان تنقل رسالة الى الشعب السوداني مفادها أنها لا تقف مع اي خطاب عدائي تجاهها ، وهذا انتهاك حقيقي لحرية الشعب السوداني وتوجيه وصاية غير مقبولة... ان الباكستانيين يحرقون العلم الأمريكي ويهددون بقتل الامريكان في بلدهم ومع ذلك لا تجروء الولايات المتحدة على اصدار بيان واحد ضد ثورة الباكستانيين ضدها ، ولا يجروء سفير امريكي واحد على الخروج بسيارته وحيدا بدون جوقة من الحراس الشخصيين وحراسة من الحكومة الباكستانية ، ولكنهم هنا في السودان يسرحون ويمرحون بكل أمان بل يحاولون اختراق الطرق الصوفية ، والسفير الامريكي بنفسه يتنقل كمواطن سوداني بكل حرية ويذهب الى محافل الطرق الصوفية ليراقب الوضع من الناحية الدينية.
وسؤالي الجوهري: مالذي تريده امريكا حقا؟؟؟
هل تريد حماية هذا النظام ام تريد حماية هذا الشعب.. هل تحمي مصالحها بالاتفاق مع نظام تضعه على لائحة الانظمة الداعمة للارهاب ام تقف مع القوى المعارضة... نحن الآن في موقف لا يتحمل امساك العصا من المنتصف ..وخزعبلات البيانات الامريكية الصادرة من سفارتها لا قيمة لها ابدا... إنني شخصيا لا استطيع ابتلاع او هضم موقف امريكا المخزي تجاه مبادئ الديموقراطية والعدالة والحرية ، ولعبها المفضوح لتحقيق مصالح الرأسمالية الأمريكية على حساب لقمة عيش الانسان السوداني المسحوق . لن تستطيع أمريكا خداعنا بهذه البيانات المائعة ، فأمريكا التي تحارب الارهاب هي نفسها التي تدعم الارهاب وقد كتب الكثيرون حول هذه الحقيقة منهم مفكرون امريكان امثال نعوم شومسكي .
إذا كانت السفارة الامريكية تخشى من الارهاب فلتغلق سفارتها في الخرطوم وتودعنا غير مأسوف عليها... لأنها سفارة اصبحت كالفيروس متقلب الاشكال..يتجمل احيانا ويغدر احيانا اخرى وهو في النهاية أس البلاء...