السطو علي الطعام والادوية الطبية في متاجر وصيدليات عاصمة الخلافة السودانية بقلم محمد فضل علي .. كند

السطو علي الطعام والادوية الطبية في متاجر وصيدليات عاصمة الخلافة السودانية بقلم محمد فضل علي .. كند


12-14-2017, 06:41 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1513273271&rn=0


Post: #1
Title: السطو علي الطعام والادوية الطبية في متاجر وصيدليات عاصمة الخلافة السودانية بقلم محمد فضل علي .. كند
Author: محمد فضل علي
Date: 12-14-2017, 06:41 PM

05:41 PM December, 14 2017

سودانيز اون لاين
محمد فضل علي-ادمنتون كندا
مكتبتى
رابط مختصر




سقط الحكم العسكري الاول في السودان في اكتوبر من العام 1964 وانتهي عمليا زمن الفريق الراحل ابراهيم عبود العسكري المحترف والمهني المؤدب والانيق دون اخلال بقيم الجندية " والضبط والربط" وترك من بعده اقتصاد السودان وعملته الوطنية تنافس في اعرق البورصات العالمية وافقر فقراء السودان كان يتمتع بالعيش الكريم ويربي اطفاله وهم في كنف الدولة حتي يبلغوا اشدهم واثري اثرياء البلاد كان بيته مفتوح للمعارف والجيران والاهل والعشيرة.
وعندما ذهب نميري وعلي الرغم من الفساد والانهيار النسبي للعملة الوطنية مقابل الدولار الامريكي وعلي الرغم من النخر الاخواني المنهجي في " عضم " الدولة التي اختطفوها منذ منتصف السبعينات في اعقاب ما كانت تعرف باسم المصالحة الوطنية والمقترح السعودي الامريكي لنميري الذي فرض دخول الاخوان وبقية الاحزاب التقليدية السلطة لمواجهة الخطر الاقليمي للشيوعية الدولية وما يعرف بمحور عدن وتحالف اليمن الجنوبي الماركسي وسلطة القذافي في ليبيا واثيوبيا الشيوعية الحمراء لحفظ التوزان ومراقبة الحدود ومنع تسلل الشيوعية الي افريقيا والبلاد العربية وحقق الجميع من هذه القوي الاقليمية والدولية اهدافهم ومصالحهم ماعدا الشعب السودان الذي ثار علي الحكم الاخواني الباطني للسودان في السادس من ابريل 1985 وعلي الرغم من ذلك كانت الدولة السودانية موجودة في حدها الادني حتي ضعفت التجربة الحزبية المخترقة بسبب مؤامرات الاخوان اثناء سعي تنظيمهم السري المتواضع للاستيلاء علي السلطة وبعد ان كانوا قد جعلوا رموز النظام المايوي من التكنوقراط الوزاري وداخل التنظيم السياسي " الاتحاد الاشتراكي مجرد ضيوف شرف في نظامهم من بعض الذين كانوا زاهدين في المال ولم يكونوا مفسدين امثال امال عباس العجب الاعلامية السودانية الشجاعة التي كانت ترعب الاخوان وتعترض ببسالة نادرة مخططاتهم داخل النظام ومعها من شاكلتها نفر اخرين من مجموعة اليسار المايوي امثال الراحل المقيم كامل محجوب والشاعر الاديب خليفة خوجلي.
ثم كان الحكم الحزبي الذي افرزته الانتخابات المتعجلة بعد الانتفاضة بكل مشكلاته التي نتجت من عملية الاختراق الكبير وافشال اتفاقية السلام السودانية وكان مسك الختام الانقلاب الاخواني المهزلة في الثلاثين من يونيو 1989.
حتي اخر يوم قبل انقلاب الاخوان وماتعرف باسم الجبهة القومية الاسلامية حتي ذلك اليوم كانت الحياة في السودان تسير سيرها الطبيعي بحدها الادني ولم يصل الناس الي مرحلة الانهيار التام للاقتصاديات ومؤسسات الدولة القومية والبشر انفسهم الي درجة تداول قصص وحكايات من واقع الحياة اليومية ترقي الي مستوي الدراما التراجيدية في " الافلام الهندية" مثل المقال الذي نشره كاتب صحفي اسمه الفاتح جبرة .
والجديد في الامر وعلي حسب رواية الكاتب المذكور يتمثل في عملية السطو علي اللحوم المجمدة في احد متاجر العاصمة السودانية والاكثر درامية قصة متداولة عن الطفل الذي فر جاريا من احد الصيدليات بعد تسلمه كمية من الانسولين لوالده المريض الذي تقول رواية الكاتب المنسوبة لاخرين في هذا الصدد من الذين تتبعوه انهم وجدوا والده او امه لا اذكر يصارع المرض وهو بين الموت والحياة ..
سواء صحت هذه الروايات او كانت من صنع الخيال الشعبي فهي تنسجم تماما مع مجريات الامور الراهنة في دولة الاولياء الصالحين و المجموعة الاخوانية المدنية والعسكرية الحاكمة في الخرطوم وتدعمها بقوة الاوضاع الاقتصادية وقيمة العملة الوطنية وقيمة الانسان السوداني نفسه حتي اشعار اخر.
sudandailypress.net