وحياتي الباقية !! بقلم صلاح الدين عووضة

وحياتي الباقية !! بقلم صلاح الدين عووضة


12-13-2017, 01:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1513169270&rn=0


Post: #1
Title: وحياتي الباقية !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 12-13-2017, 01:47 PM

12:47 PM December, 13 2017

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*شاهدت فيلماً أجنبياً بعنوان (الحاسة السادسة)..
*وبطلاه طفل يرى بحاسته هذه الأموات، وطبيب نفساني (ميت)... يعالجه..
*فالطبيب يظن أن الطفل مصاب بمرض نفسي..
*والطفل يظن أن الطبيب يظن نفسه (حياً)... كحال كثير من الموتى في البداية..
*أما في النهاية... فظن الطفل هو الذي يفوز على ظن طبيبه..
*وحين يدرك الطبيب أنه ميت- فعلاً- يغادر إلى حيث يغادر الأموات..
*ثم أغادر أنا إلى حيث يغادر (النوَّام)... ولا أعني برلماننا..
*وفي المنام أبصر قطعاً من اللحم النيئ... وهو في التفسير (الغيبي) الشعبي موت..
*ولكن في تفسيري (المنطقي) الخاص هو تعبير عن مرض..
*وبالفعل صحوت وطعم فمي (لحم - لحم)... جراء توعك في معدتي..
*فاستلقيت على فراشي وتناولت كتاباً بشكل عشوائي..
*فإذا هو (البقية في حياتي) لأنيس منصور... وقرأته من قبل..
*ولكن البقية هذه في حياته كانت بمقدار عشرين عاماً- وأكثر- منذ نشره الكتاب..
*بمعنى أنها لم تكن نعياً لنفسه... ولا كان في باله هذا الفهم..
*بينما بالي أنا صار يربط بين هذه المتواترات الغرائبية ربطاً يبعده عن (المنطق)..
*وأسمع بعد نحو ساعة خبر وفاة (قريبتي) زكية محمد ساتي..
*فأتمالك (بطني) وأجرجرها- مع بقية جسمي- إلى حي المهندسين بأم درمان..
*وخلال بحثي عن أبنائها لاحظت أن هناك من يرمقني بدهشة..
*وأحد الرامقين هؤلاء - من أهلي- حاذاني ليهمس في أذني بكلام غريب..
*همس عبد المنعم ابن خالي حسن (قول بسم الله، أمبارح ما كنت هنا)..
*أما ابن خالي محمد - معاوية - فيقسم إنني كنت (هنا)..
*وأنا أقسم... وأجزم... وأحلف... أنني كنت (هناك)....... ولم أكن (هنا)..
*طيب هل رأوا قريني؟... أم شبحي؟... أم (شبهي)؟..
*وصباح اليوم التالي تحتجب زاويتي في (الصيحة)... بسبب هذه الوفاة..
*وتحتل مكانها زاوية صديقي- الزميل العزيز- أحمد يوسف التاي..
*وتجئ كلمته تحت عنوان غريب- أيضاً - هو اسم كاتب هذه السطور... و(بس)..
*وتحوي مقدمتها من الثناء ما يستحقه الكاتب... لا أنا..
*وفي خواتيمها نعي لشخصي بصيغة (ألا رحم الله الأستاذ عووضه)..
*ثم استطراد في مزيد من ثناء أخجل تواضعي... وأنا حي..
*أو ربما كنت حياً مثل حياة ذلكم الطبيب النفساني الذي ظن نفسه عائشاً..
*ورغم توضيح الكاتب لطبيعة الرحمة إلا أن الكثيرين (تجهجهوا)..
*وكان أول (المتجهجين) المدير التنفيذي للمدينة الرياضية الباشمهندس الأمين..
*فقد هاتفني منزعجاً (من الصبح) ليطمئن على أنني حي يُرزق..
*أما أنا فما زلت (متجهجاً) إلى الآن بسبب هذه الغرائبيات..
*وآخر هذه الغرائب أنني أتقبل العزاء في نفسي... عن نفسي... بنفسي..
*وأردد......... (حياتي الباقية !!!).


assayha