المهم !! بقلم صلاح الدين عووضة

01:00 PM December, 12 2017

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

*المهم أنه لم يعد هناك ما يهم لنكتب عنه..
* بل إن مفردة (مسح) فرضت نفسها على ذهني منذ الصباح... وأبت أن (تتمسح)..
*فرضت ذاتها بلا أي سبب... وإذا عُرف السبب بطل العجب..
*تماماً كما تفرض نفسها على الناس انقلابات الصباح للسبب ذاته... أي بلا سبب..
*ثم لا يُعرف السبب... ولا يزول العجب... إلى أن يزول الانقلاب..
*وإلى أن زالت (مايو) لا أحد عرف لماذا فرضت نفسها على الناس صباحاً..
*ولا فلاسفته من أمثال أبو ساق... وعوض الكريم... وجعفر بخيت..
*ولا حتى المنقلبون أنفسهم... فالمهم إنه انقلاب يعقبه (تقلُّب) في نعيم السلطة...
*ثم يعقبه تقلب آخر في الجحيم... طال الزمن أم قصر..
*فيتم (مسح) النظام... وآثاره... ورموزه... وخطبه... وهرائه... من ذاكرة الشعب..
*المهم أن كلمة (مسح) تأبى أن تنمحي من ذاكرتي..
*بمثلما عجزت ذاكرتي عن مسح ذكريات زمان (أمسح) الدراسية... الأليمة..
*أيام (مسحنا) للزاوية؛ وظلها... وجيبها... وجيب تمامها (الجتا)..
*فبعد كل ذلكم المسح - والإعادة - ثبت لنا أن الهندسة المستوية مُسحت من زمان..
*مُسحت من المقررات الدراسية في الدول المتطورة..
*وأُحلت محلها الهندسة القائمة على نظريات آينشتاين الخاصة بعدم استواء المكان..
*أي الهندسة المقعرة... والمحدبة... و(المكعبرة)..
*وهذا هو الواقع الذي كان علينا دراسته... ولا وجود لخط مستقيم بين نقطتين..
*وكان الواجب (مسح) هذا الخطأ... لا مسح أخطائنا..
*المهم أنه ليس هنالك من مهم... ولا يمكن أن يكون هذا المهم مفردة (مسح)..
*ولكن ربما سبب ترجرجها داخل رأسي تذكُّري (المساح)..
*وما قادني إلى تذكره إعلان (متشاعر) شاب تسعيرة أشعاره الجديدة..
*ولا أدري إن كان السبب (ارتفاع) الدولار أم (هبوط) ذائقتنا..
*فالقصيدة (الخام) بمبلغ ثلاثين ألف جنيه... أما (المصقولة) فبخمسين ألفاً..
*والفرق بينهما أن الثانية هذه جاهزة لحناً... وتشذيباً..
*يعني ما على الواحد - أو الواحدة - سوى أن يغنيها... فيصير نجماً ذا (عداد)..
*حتى لو كان هذا المغني أنا... أو زميلي إسحاق فضل الله..
*وذلك- طبعاً - عقب إجراء (شوية) عمليات تجميل... وتصغير... و(تبييض)..
*فتذكرت- فوراً- الشاعر (الأمي) الفذ علي المساح..
*فهو كان (يمسح) حواري مدني بحثاً عن جمال يحرك مكامن موهبته الفطرية..
*ومن بين أزقة هذه الحواري يتحفنا بـ(خلاصة الحواري)..
*وذلك في سياق إحدى درره التي يستهلها بمقطع (يا غصن الرياض المايد)..
*ثم يجئ الآن زمان شعري- وغنائي - نتمنى أنْ لو (يُمسح)..
*المهم ربما كان سبب اجتراري هذه المفردة غرابة حديث صديق (متوالٍ) معي..
*فحين سألته عن سبب طلاقه قال سريعاً (مسحتها)..
*ثم (مسح) بقعة على زجاج فارهته الأمامي... بكل الرفق..
*و............(المهم !!!).



assayha