سحابة الدخان هذه المرة من القدس..!! بقلم عبد الباقي الظافر

سحابة الدخان هذه المرة من القدس..!! بقلم عبد الباقي الظافر


12-10-2017, 04:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1512918534&rn=0


Post: #1
Title: سحابة الدخان هذه المرة من القدس..!! بقلم عبد الباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 12-10-2017, 04:08 PM

03:08 PM December, 10 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


قطع الرئيس الأمريكي عطلته في نهاية الأسبوع وتحديداً في يوم ٢٠ أغسطس من العام ١٩٩٨.. حمل كلنتون للشعب الأمريكي أن قواته المسلحة الآن تقصف معاقل الإرهاب في السودان وأفغانستان.. قصف مصنع الشفاء أخذ اهتماماً كبيراً من الناس باعتبار أن تلك أول نيران أمريكية تصل السودان.. لاحقاً أثبتت كل التحريات خطل المعلومات التي ربطت بين مصنع الأدوية وأي من المنظمات الإرهابية.. لكن الحقيقة الثابتة أن الرئيس كلنتون المحاصر في تلك الأيام بفضيحة المتدربة الحسناء بالبيت الأبيض مونيكا ليونسكي كان يبحث عن سحابة دخان تمكنه من الانسحاب بهدوء من ضغط الإعلام والرأي العام.
يعيش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أياماً صعبة في البيت الأبيض.. المحقق روبرت مولر يطارده في صحوه ومنامه بسبب اتهامات بتواصل فريق ترامب مع الحكومة الروسية خلال الحملة الانتخابية، وهذا أمر مخالف للقانون في أمريكا.. في مايو من العام الماضي استدعى الرئيس ترامب مدير جهاز التحقيقات الفدرالي وطلب منه بلطف أن يبعد عن مستشار الأمن القومي مايكل فلين والذي كان رأس الرمح في تلك الاتصالات.. جيمس كوملي لم يحفل بتنبيهات الرئيس فعاقبه ترامب بالطرد من الخدمة.. لكن ذلك لم ينه الملاحقة القانونية لرجال حول الرئيس.
اضطر الحنرال فلين للاستقالة.. ذلك لم يكن كافياً لإيقاف العدالة.. قبل أيام اعترف مستشار ترامب بأنه كذب على المحققين.. الاعتراف القضائي قد يخفف من العقوبة فقط.. ترامب كان متعاطفاً مع رجله المقرب فأرسل في جنح الليل تغريدات هاجم فيها جهاز التحقيقات الفدرالي.. رد على ذلك الهجوم المدير الجديد للجهاز أنهم لا يهتمون بالهجمات التي تنتاشهم من زوايا مختلفة.. بل في لغة متحدية دافع كريستوفر وري عن المدير المقال ووصفه بالمهنية العالية والتفاني في أداء مهامه.
في هذا المناخ المضطرب فكر ترامب بعقلية رجال الأعمال حينما تفسدها السياسة.. رمى الكرة بعيداً ناحية القدس باعترافه بها كعاصمة لإسرائيل.. هذه الرمية ترفع شعبيته بين اللوبي الصهيوني في أمريكا.. تبعد الأضواء لنواحٍ جديدة شديدة الالتهاب.. أما إذا حدث هجوم على أي أهداف أمريكية وهو أمر محتمل سيجد ترامب نفسه في لامة الحرب.. الأمريكيون لا يفضلون تغيير قادتهم في موسم الحرب.. فرانكلين روزفلت نال استثناءً شهيراً حينما مدت دورته الرئاسية لأربع دورات في مناخ الحرب العالمية الثانية.. لهذا يحاول ترامب أن يصنع مناخاً حربياً يمكنه من الاحتفاظ بالسلطة في مناخ ضاغط ربما يجعله رئيساً مخلوعاً بتهمة عرقلة العدالة.
في تقديري من المهم أن يدرك الناس دوافع ترامب من هذه الخطوة المتهورة.. في استطلاع رأي أجري في مستهل الشهر وجد أن ٦٣% من الأمريكان يعارضون نقل سفارتهم إلى القدس وبالتالي الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل.. هذه الفرضية جعلت تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي يقلل من قرار ترامب حينما يؤكد أن الخطوة لا تغير في الواقع شيئاً.. بالطبع لا يمكن أن نطالب بتفويت الفرصة على ترامب عبر التزام الهدوء.. لكن من المهم استيعاب هذه الحقيقة في هذا الوقت.
بصراحة.. يرتكب الرئيس ترامب خطأ كبيراً عبر تقديم مصالحه الشخصية.. خطوة ترامب تهدد السلم الاجتماعي في العالم..من المؤسف ربما يدفع حتى الأمريكان ثمناً لتهور رئيس يمارس السياسة بتكتيك طاولة القمار.

assayha