Post: #1
Title: شحاذ وغانية !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 12-10-2017, 04:07 PM
03:07 PM December, 10 2017 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *وما كان يجمع بينهما هو محطة (كوريا).. *وذلك جمع ظاهري... ولكن ربما كان هنالك جمع خفي لا أعلمه.. *فقد تكون زوجته... أو ابنته... أو شريكته في الشحذة.. *وذلك مع جواز اختلاف نوع الشحذة بينهما... إن صح ما سمعته وقتذاك.. *بمعنى هو يفتح يده..... وهي (تفتح) بطريقة عادل إمام.. *وربما ما جعل البعض يرجح فرضية ذلكم الاختلاف جمالها... وجنسها... و(تغنٌّجها).. *فشكلها كان يُوحي بأنها من دولة مجاورة... وهو سوداني.. *وحتى شحذته كانت بطريقة سودانية مهذبة لا تزيد عن تكرار (الله كريم).. *بينما آخر- من أبناء مهنته - كان يزيد عليها بجملة (كريم الله).. *وكانت هي التي تصرخ في الكمساري عند اقتراب البص (العجيب) من محطتهما.. *فأغلب باصات الثمانينيات كانت عجيبة.. *ومصدر العجب هو ناقل سرعتها الذي كان موقعه منتصف مقاعد الركاب تقريباً.. *وبصعوبة تبلغ يد السائق مقبضه بالخلف... وكتفه يكاد (ينخلع).. *وفي حين كانت هي (غانية) - أي غنية بجمالها عن الزينة - كان هو شبيه (الغاني).. *والغاني هذا كان له لقب آخر يغني عن الشرح هو (شكلوتة).. *أما اسم كوريا الذي أُطلق على المحطة المذكورة فلا أدري مغزاه ومعناه ودلالته.. *بل ولا أعلم إن كان هذا الاسم سارياً حتى الآن أم لا.. *كل الذي أذكره أنه كان اسماً لمنطقة بين جنوب الديوم الشرقية ومقابر فاروق.. *ولكن ما أذكره جيداً أن المتسولين كانوا في غاية الأدب.. *يأتون بأدب... ويشحتون بأدب... ويشكرون بأدب... ويتقبلون الاعتذار بأدب.. *وقد يكتفون بالتعريف عن أنفسهم بشفرات كلامية (مفكوكة).. *وهي على سبيل المثال : يا محسنين... أو الله كريم... أو يا راحلين إلى منى.. *وما جعلني أتذكر شحاذ كوريا- وغانيتها - ما حدث لي البارحة.. *فقد كاد الجرس أن ينفجر (رناً)... والباب أن ينكسر (خبطاً).. *والوقت كان عقب يقظة العصافير من نومها... لتصدح بأناشيد الصباح المستبشرة.. *ولكني لم أستبشر خيراً بذلك الطرق الصباحي... العنيف.. *فقمت مفزوعاً... مرعوباً... (مخلوعاً).... لأفتح باباً كاد أن (ينخلع) هو ذاته.. *فإذا برجل يتكئ على عصاه... ونظراته في توهج جمر الصيَّاغ.. *وذكَّرني بوقفته تلك سماسرة العقارات... وبرجل إيفيل.. *وبادرني بسؤال قذفه في وجهي كخرقة معطونة بزيت (ياخي ما بتسمع إنت؟).. *وشممت رائحة الزيت (الراجع) فعلاً قبل أن أستوعب السؤال.. *فلولا إنني كنت من (المخلوعين)... للبثت في بطن غضبي إلى يوم يُبعثون.. *فقد كان زائر فجر يتسول في ثياب (دائن) فظ.. *وذكرت بكل الخير متسولي زمان؛ وأدبهم... وتهذيبهم... وحياءهم.. *وتذكرت بكل الشوق عبارة (الله كريم... كريم الله).. *وذاكرت بكل الحنين تاريخ زمان (شحاذ كوريا).. *و.............(غانيتها !!!).
assayha
|
|