Post: #1
Title: (مشنقة) مبارك !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 12-07-2017, 01:54 PM
12:54 PM December, 07 2017 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *مبارك الفاضل رجل برغماتي بدرجة امتياز.. *والبرغماتية هي أحد أهم الأسس الفلسفية التي صنعت أمريكا.. *نعم ؛ فأمريكا صنيعة الفلسفة... وأوروبا صنيعة التاريخ.. *وهذا ما أقرت به مارغريت تاتشر أواخر أيام وجودها في (10) داوننغ ستريت.. *والفضل في هذا الأساس الفلسفي يعود إلى وليم جيمس وجون ديوي.. *حتى الله - والعياذ به - جعلاه مفيداً... بقدر فائدة الإيمان بوجوده.. *ولكن أياً من هذين الفيلسوفين لم يغفلا أهمية (لعب البوليتيكا) لتحقيق الأهداف.. *وهذا ما يغفل عنه دوماً - في المقابل - مبارك الفاضل المهدي.. *فالبراغماتية هي التي أوصلته إلى القصر مساعداً للبشير... كما كان يشتهي.. *والفقر البوليتيكي هو الذي أبعده عن هذا القصر...على غير ما يشتهي.. *وتمثل هذا الفقر في مناصرة البشير على حساب الإسلاميين.. *أو بعبارة أخرى : الجناح العسكري في نظام الإنقاذ.. *والقصر- آنذاك - يعج بمدنيين إسلاميين... ما كان الانقلاب لينجح لولاهم.. *وجميعهم - عسكريين ومدنيين - ما كانوا لينقلبوا لولا الترابي.. *إذن؛ فمبارك أراد أن (يهش) على الدبابير في (عشها)... فلدغته بسمها.. *والآن يُعيد (لعبة) الأماني... بعيداً عن (لعب) البوليتيكا.. *فهو لا يكاد يخفي فرحه بما يراه من مظاهر (مفاصلة) جديدة على مسرح الإسلاميين.. *وذلك بعد أن تمكن - بفضل برغماتيه - من (الوصول) ثانيةً.. *مفاصلة - هذه المرة - بين الإسلاميين كلهم والعسكريين.. *وهي مظاهر أشرت إليها- بقليل تفلسف- في كلمة لي عقب ترشيح البشير لإيلا.. *ولكنه أشار إليها - بكثير تهور- في كلمة له قبل أيام.. *علماً بأنني لا شيء لدى أخاف عليه بعكسه هو الذي (يناضل)...من أجل المناصب.. *فقد تكون هذه المظاهر محض أشواق يصعب تنفيذها.. *أشواق للتخلص من (تبعات) مدنييِّ الإنقاذ؛ داخلياً... وإقليمياً... ودولياً.. *ولكنها أشواق تصطدم بمخاطر انكشاف غطاء السند الشعبي.. *أو طي أرضية الموالاة ؛ ليبقى النظام بلا غطاء يغطيه... ولا قاعدة يستند عليها.. *على الأقل في الوقت الحالي... حيث لا (بدائل) مضمونة.. *وهو الخطأ الذي قلنا أن نميري وقع فيه بعد أن بات الإسلاميون هم البديل المتاح.. *ثم تنكر لهم ليصبح نظامه في (السهلة)... بلا غطاء ولا أرضية.. *فالأمر ليس بالسهولة التي يظنها مبارك الفاضل حتى (ينطط من الفرح).. *فـ(نطيطه) قد يجعله (ينط) من الكرسي... كما حدث سابقاً.. *والبراغماتية إن لم تصاحبها بوليتيكا قد تضر بصاحبها أكثر مما تنفع.. *ولعب البوليتيكا هذا هو الذي أنقذ به غبوش عنقه من المشنقة.. *وعدم لعبها من جانب مبارك سيكون (حبل مشنقته !!!).
assayha
|
|