Post: #1
Title: ليوم (البعث) !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 12-05-2017, 01:58 PM
Parent: #0
12:58 PM December, 05 2017 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *استوقفني شعار صحيفة (البعث) البارحة.. *ليس من ناحية لغوية فقط... إذ لا يجوز وضع همزة تحت الألف في كلمة (استنارة).. *وإنما من ناحية دلالاته السياسية (لا ديمقراطية بلا استنارة).. *فالصحيح - سياسياً وفكرياً دينياً - عكس هذا الشعار تماماً (لا استنارة بلا ديمقراطية).. *فالحرية - أساس الديمقراطية - هي أصل كل شيء.. *فالأصل في الأشياء الحرية... ثم تأتي الاستنارة الدينية والسياسية والفكرية لاحقاً.. *وقد تكون في شكل دساتير... أو قوانين... أو ضوابط عرفية.. *ولكن في عرف البعثيين - والشموليين كافة - لا بد من (ضبط) الناس أولاً.. *ثم يقودهم هذا الضبط - بعد عمر طويل - إلى الديمقراطية.. *ولكن عمر مثل هذا الضبط (التنويري) لا نهاية له... تماماً كأعمار أنظمته.. *فمتى كانت ستكتمل استنارة العراقيين - مثلاً - أيام صدام ؟!.. *ومتى كانت ستكتمل استنارة السوريين أيام حافظ ؟... ومتى تكتمل الآن أيام بشار؟!.. *فهذان نظامان بعثيان مارسا (الاستنارة) عقوداً من الزمان.. *ثم لم يأت وقت يقول فيه أحدهما (كفاية استنارة لحد هنا ، ولنبدأ رحلة الديمقراطية).. *ولن يأتي أبداً... بما أن هذه الرحلة قد تكون نهاية رحلة حكمه.. *فهذا (استهبال) تمارسه كل الأنظمة الأُحادية لتبرير (كنكشتها) في السلطة.. *ولو كان هذا شعار دول أوروبا - وأمريكا - لكانت مثلنا الآن.. *ولحال (الضبط) دون تطورها في كل المجالات التي جعلت منها (عالماً أول).. *ولظلت في انتظار (الاستنارة) منذ (ظلام) العصور الوسطى.. *ولما رأينا حرية صحافة... ولا حرية إبداع... ولا حرية برلمان... ولا حرية معارضة.. *ولكان رؤساؤها كافة نسخاً من صدام والأسدين؛ الكبير والصغير.. *ولما كنا سمعنا فيها بغير حزب واحد يحكم... مثل حزب البعث في سوريا والعراق.. *ولطال تشوُّق شعوبها إلى استنارة لا تجئ أبداً..... أبداً.. *والآن لنُبسِّط... ونشرح... ونييسر... ونضرب الأمثال لعل يفهمون.. *ومن كانوا يفهمون منهم يكفون عن (استهبالنا).. *ولنتخيل رضيعاً أراد أبوه أن يجعله ينمو وفقاً لنظرية الاستنارة الشمولية هذه.. *وأولى مراحل هذا النمو - كما هو معروف - الحبو.. *يحبو ؛ فيقوم... ويقع... ويتخبَّط... و(يتكعبل)... إلى أن يمشي أخيراً.. *ولكن الأب يقسم ألا يدع ابنه هذا يجازف بالحبو قبل أن يتعلم (استنارة) المشي.. *فبعد كم من الزمن - في رأيك - سيستنير الطفل مشياً ؟!.. *الإجابة معروفة طبعاً ؛ لن يتعلم المشي أبداً... إلى أن (ينمو) منه الشارب.. *وكذلك الشعوب التي تُمنع من تعلم الحبو الديمقراطي.. *فهي لن تنمو... ولن تتعلم... ولن تتطور... ولن تستنير..... إلى يوم (البعث).. *ما دامت تحكمهم أنظمة شعارها مثل شعار (البعث !!!).
assayha
|
|