الحزين !! بقلم صلاح الدين عووضة

الحزين !! بقلم صلاح الدين عووضة


12-02-2017, 04:44 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1512229459&rn=0


Post: #1
Title: الحزين !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 12-02-2017, 04:44 PM

03:44 PM December, 02 2017

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*ومالك الحزين لماذا سميناه كذلك ؟..
*فربما هو طائر سعيد... وأول من أطلق عليه هذا الاسم هو الذي كان حزيناً..
*أو ربما قاس علامات حزنه على مقاييس حزن البشر..
*والبشر هؤلاء أنفسهم كيف نميز بين السعيد منهم والحزين من إمارات وجوههم ؟..
*فالحزن والسعادة (حالة) داخلية ليس بالضرورة أن يراها الآخرون..
*والضحك قد لا يعبر عن السعادة... ولا التجهم عن الحزن..
*ومعمرة بريطانية العالم نُشرت لها صور مختلفة تعبر عن مراحل حياتها الطويلة..
*هي طفلة... وهي طالبة... وهي عروس... وهي عجوز..
*وفي كل الصور هذه تظهر عابسة الوجه... وكأن أحزان الدنيا كافة بداخلها..
*ولكن حين سُئلت عن السر في طول عمرها قالت (السعادة)..
*وربما لو وُجه لها سؤال آخر عما إن كانت سعيدة الآن لخرجنا منها بإجابة محيرة..
*وسبب الحيرة أن سعادتها هذه تنظر إليها من بين حجب الذاكرة..
*أو تحاول استحضار لحظاتها من غياهب التاريخ لتهب إجابتها روح الحاضر..
*فالسعادة دائماً لحظات ماضوية... بينما الحزن لحظات آنية..
*أو نحن نعجز عن القبض عليها بأيدي مشاعرنا في لحظتها... ونجترها لاحقاً..
*والسبب في ذلك أن القلق من زوالها يحيط بها - وبنا - من كل جانب..
*القلق من زوالها بفعل المرض... أو المنغصات... أو الخوف من المجهول..
*فإن اطمأنت نفوسنا ألا شيء حصل...تكون هي قد ولت..
*وتعقبها لحظات سعادة أخرى فنجهضها أيضاً بالقلق ... والخوف... والتوتر..
*ومن ثم فلا أدري كيف يتم تصنيف الشعوب السعيدة من الحزينة..
*أي بالافتراض الجمعي لأحاسيس السعادة... لحظة التصنيف..
*فربما هو مثل تسميتنا لذلك الطائر بالحزين... من محض الملاحظة الظاهرية..
*بينما قد يكون هو - في حقيقة الأمر - من أكثر الطيور سعادةً..
*فلا المال يصلح مقياساً للسعادة... ولا الشباب... ولا الصحة... ولا الحب..
*فكل تلكم العوامل يتربص بها القلق... ويتهدد وجودها..
*فالغني يخشى زوال نعمته... والقوي ضياع قوته... والمحب تنكّر محبوبه..
*وقد يسأل سائل هنا : طيب وما الحل ؟..
*الحل - وأقوله متفلسفاً لا عالماً - أن نجتهد في (القبض) على لحظات السعادة..
*أن نشعر بها وقتياً... لا بأثر رجعي بعد افلاتها منا..
*أن نعيشها لحظةً بلحظة... لا أن نجترها ذكرى من بعد ذكرى..
*وهنا قد يسأل آخر أيضاً : وهل ينسحب هذا علينا - كسودانيين - بحالنا الراهن؟..
*والإجابة : لا ؛ فنحن الآن (حالة) فريدة لا تخضع لعلم... أو تفلسف..
*وربما ينظر العالم إلينا كشعب يجسد كل معاني (الحزن النبيل)..
*أو لكل منا على أنه نسخة بشرية من (مالك الحزين !!!).


assayha