تداول العلمانية في السودان بشكل السطحي لدي المثقف السوداني بقلم فيصل محمد صالح

تداول العلمانية في السودان بشكل السطحي لدي المثقف السوداني بقلم فيصل محمد صالح


12-02-2017, 09:12 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1512202359&rn=0


Post: #1
Title: تداول العلمانية في السودان بشكل السطحي لدي المثقف السوداني بقلم فيصل محمد صالح
Author: فيصل محمد صالح_القاهرة
Date: 12-02-2017, 09:12 AM

08:12 AM December, 02 2017

سودانيز اون لاين
فيصل محمد صالح_القاهرة-القاهرة
مكتبتى
رابط مختصر



العلمانية مفهوم و مقولة متداولة كثيرا في عالمنا المعاصر , لكنها تعامل بكثافة لفظية و بخفة مفهومية حيث تناول اغلب المفكرين العلمانية في السودان بشكل سطحي . النظرة الي العلمانية اتسمت بتنامي التدين الشخصي و الصراع بين العلمانية و الأصولية , و وصف العلمانية بالكفر و الالحاد . كما زال الخلاف محتدم في ان العلمانية لفظة مشتقة من العلم او من العالم . بكل الاحوال من وجهة نظري ان العلمانية لا علاقة لها بكل الجدل البيزنطي بين مفكرين بل هي اعمال للعقل و منهج التفكير , و هي معرفة القوانين العلمية للطبيعة و المجتمع , و استخدامها لكي تحقق التغيير المطلوب .
و هذا ما فهمها العالم الغربي للعلمانية لذالك ساهمت في تقدمهم و تطورهم , لكن نحن ما زلنا ندور في نقطة واحد و نبحث الادلة و الثوابت هل العلمانية هي منهج سياسي ام هي الكفر و الالحاد , و ان لم نحسم امرنا سنبقى نرواح في مكان دون تقديم او تاخير .
فعلينا ان نعلم ان العلمانية هي نظام الحياة , و نظام المجتمع و ليس فكرة عابرة . و هي الحداثة و الدولة القانون و فصل السلطات و تاسيس الاحزاب , و التداول السلمي لسلطة , و تحرير الاقتصاد و حرية الفكر و النشر و التعبير . و هي انفتاح على مستقبل من خلالها نبني وطن متقدم في كل مجالات السياسية و الاقتصادية و تنظيمية و القانون و التعليم المتطور , و مؤسسات مجتمع مدني , و نزاهة و استقلال القضاء , و قبول الراي الاخر و قبول المعارضة و قد نجد ان المناقدين للعلمانية يرؤنها مثل ذالك القوة التي استعدة لمهاجمة الدين , لكن العلمانية ليست هجوم على اي الدين و ليس الحاد و ليس ضد العلم , و ليست اجهزة الامنية لقمع المعارضة و تلجم الافواههم , بل هي اعمال العقل و تطور للعلوم و الفنون , و تحرير و تمكينها ايمان بدور الدين في مجتمع اعلاء للفكر و الثقافة , و تكريس للمواطنة و التربية و التنمية القدارات . و تعزيز النظام العام و المساواة بين الناس , لذا نرى ان العلمانية ليست مستوردة بل هي السودانية اصيل . لان ليست كافرة و لا غريبة للمجتمع السوداني . فمثلا عندما يكون هنالك استغلال نحن في حاجة الي العدالة الاجتماعية , وعندما يكون في اغتصاب والابادة الجماعية في دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة نحن بحاجة الي المظاهرات عارمة كجموع الشعب السوداني ضد هذا ،و عندما يكون هنالك اجهزة قمع و الطواري نحن في حاجة الي معارضة و حريات و الاحزاب . و عندما يفر مجرم و يدان البريء نحن في حاجة الي تعزيز السلطة القانون و نزاهة و استقلال القضاء , و عندما يكون هنالك نسبة في البطالة نحن في حاجة الي استثمارات كبيرة و ضخمة , و عندما يكون هنالك اللامبالاة و الاهمال و الفسادة نحن لحاجة الي خلق حراك سياسي و الاقتصادي و اجتماعي . و هنا هي السؤال الذين يرؤن ان العلمانية هي الكفر و الالحاد ماذا تعني الحقوق لديهم ؟ لكن انا كمدعي للعلمانية هي الوسيلة للوصول الي ذالك الحقوق التي توجد في قمم الجبال و لن يتحقق الا من خلال العلمانية في السياسة و الفكر و الاقتصاد والثقافة والتعليم .
ما هي الالحاد و الكفر في هذه المباديء التي تضمن , الحيادة الدولة في الشان الديني , و حيادة مدرسة و التعليم ازاء الدين , و احترام حرية الضمير و الاعتقاد , و الاعتراف بحقوق المواطنة كاملة لجميع المواطنين في مختلف الانتماءات , و الاستجابة للمتغييرات الجديدة , كما يعطي الحق الشعب في حكم نفسه و يكون هو مصدر السلطة و القوانين , و يسمح لهم حرية الفكرو النشر و البحث العلمي , كما انها يصلح للتعددية و التنوع و الحوار و تداول السلطة , كما انها تمكن المراة في مختلف المجالات الحياة .
لذا نجد ان العلمانية هي مذهب و نظام شامل و منهج الحياة , قائم على العقلانية و العلم و التجربة بعيد عن الغيبي و المطلق و المقدس , و من خصائصها . القدرة الاستيعابية التي توفرها للمجتمعات المليئة بالاديان و الاعراق , و الحياد الايجابي للدولة بكل مؤسساتها ازاء الاديان و الطوائف , تسود المساواة بين المجتمع امام القانون , كما لن تسمح اضطهاد الاقليات و عدم سيادة مذهب ضد الاخر . و اكثر اهمية هي ارتباط العلمانية بالعقلانية و تحرير العقل من الاوهام و السوابق .
من خلال الفهمي و نظري للعلمانية , تطرق في ذهني السؤال , هل العلمانية ضرورية للمجتمع السوداني الذي تسود التعددية الاديان و الاعراق و الثقافات ؟ نرى ان لا يمكن للمجتمع السوداني ان تحقق مستويات في التنمية و السلام و الاستقرار السياسي و تقطع مراحل من التقدم الا اذا خضعت للقوانين التاريخ و القوة الواقع و منطق الاشياء و هذا لن يتم الا بتطبيق الاسس العلمانية و هي اقرار الحريات و ضمان الحقوق , بناء الدولة على اسس وطن للجميع و مواطنة هي اساس الحقوق و اشاعة الثقافة المساواة , ورفع كل الوصاية على مواطن , فصل السلطات و نزاهته , اذا ليس هنالك خيار اخر للشعب السوداني غير تبني العلمانية , لان العلمانية تحرير الانسان من الاستبداد و تحرر الدين من الاستغلال , و غاية من العلمانية هي تكريم الانسان و سعادته و تحريره من كل وصاية و العبودية و الاستغلال.
[email protected]

Post: #2
Title: Re: تداول العلمانية في السودان بشكل السطحي لد
Author: عبدالله الشقليني
Date: 12-02-2017, 11:59 AM
Parent: #1






تحية للصحافي فيصل محمد صالح ،
وأحب أن أوضح أن مصطلح العلمانية التي أوضحها المقال ، إن لم يتم معرفته بواسطة أشخاص ،
فإن توصيفهم سيكون ( أرباع مثقفين ) ، ومعظم الذين يمسكون بالسلطة في السودان هم أرباع مثقفين .