صرف النظر ..!! بقلم الطاهر ساتي

01:09 PM December, 01 2017

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

:: ومن طرائف همباتة أيام زمان، يًحكى أن بعضهم قرر قطع طريق قرية تاب بعض أفرادها عن الهمبتة، أي حاصروها انتقاماً لقدامى الرفاق .. ولكن لم يقرروا قطع الطريق بالأسلحة النارية كما يفعلون ، بل برجم سائقي عربات السلع والمحاصيل والخضر والفاكهة بما يحملون حتى الهروب .. ومع أول الفجر قطعوا الطريق على (لوري بامية )، وأنزلوا السائق ثم شرعوا في تنفيذ العقاب، وهو رجم السائق بحبات البامية حتى يهرب .. وكان السائق يضحك ولا يبالي بوقع البامية على جسده، فسألوه بغضب : (البيضحكك شنو يازول؟)، فرد مقهقها : ( إتخيلت منظر ود عمي و بصراحة شفقان عليه، شاحن دوم وجاي وراي)..!!
:: وتقريباً هكذا نهج حكومة السيسي بمصر منذ شروع إثيوبيا في بناء سد النهضة.. وعلى سبيل المثال الأخير، منذ فشل جولة التفاوض الأخيرة بالقاهرة والخاصة بالتقرير الاستهلالي الخاص بالدراسات الفنية للسد ، ومنذ أن صرّح وزير الخارجية إبراهيم غندور بإن مصر كانت - و طوال العهود الفائتة - تأخذ حصة السودان من مياه النيل، وهي الحصة المنصوص عليها في اتفاقية تقسيم المياه بين دول حوض النيل ( 1959 )، و إن الوقت قد حان لأن تدفع مصر ما عليها من استحقاق ويحصل السودان على حصته كاملة دون نقص، يقول لسان حال الإعلام المصري : (الضرر الذي يقع علينا - من السد - أقل ضرراً من السودان)..!!
:: أوهكذا النهج المراد به تضليل الرأي العام بمصر والسودان، منذ أن فشل التفاوض وتحدث السودان عن حصته بكل وضوح .. فالسودان - حسب منطق الاعلام المصري - شاحن (لوري دوم)، ولذلك يضحكون ويشفقون علينا بمظان أن مصر شاحنة (لوري دوم)، وهذا غير صحيح، فالعكس هو الصحيح ..فالسودان ليس بدولة مصب ليكون (الأكثر ضرراً)، ثم خير لاعلام مصر طرح قضيتهم مع إثيوبيا دون أن يحشر السودان..وبالمناسبة، منذ بداية جولات التفاوض حول الدراسات الفنية، لا تسعى حكومة السيسي فقط إلى جر السودان ليخوض لهم معاركة السد ضد إثيوبيا، بل بين الحين والآخر تستغل حدث الجولات وفشلها إستغلالاً سياسياً بحيث يُعيد الأرضية الشعبية المفقودة حالياً .!!
:: الحكومة المصرية لم تتفاجأ بالسد قبل بحيث يصخب إعلامها على مدار اليوم (هجوما وعتاباً).. هي على علم بكل مراحل سد النهضة، ومدهش هذا الغبار المثار حالياً وكأن لجان السد الفنية خالية من مناديب مصر أو كأن مصر لم توقع على الاتفاق الإطاري ..ثم أن فشل هذه الجولة لم يكن مفاجئاً، إذ سبقت هذه الجولة (16 جولة)، وكلها لم تصل للحلول والإتفاق المنشود، فلماذا الصخب والضجيج وكأنها الجولة الأولى أو الأخيرة ؟.. للأسف، غلفت حكومة السيسي فشل هذه الجولة بالإعلام المفاجئ ليصدم به الرأي العام المصري ليخرجه من (صدمات داخلية)، وليصرف نظر الشعب عن أزمات ذات صلة بنهج يكاد يحول مدن مصر ومساجدها وكنائسها - التي كانت آمنة - إلى قنابل موقوتة وعبوات ناسفة ..!!


fb