إيجار ناس سمحين للظهور في الأعراس! بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف

إيجار ناس سمحين للظهور في الأعراس! بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف


11-29-2017, 04:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1511969371&rn=0


Post: #1
Title: إيجار ناس سمحين للظهور في الأعراس! بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف
Author: بدور عبدالمنعم عبداللطيف
Date: 11-29-2017, 04:29 PM

03:29 PM November, 29 2017

سودانيز اون لاين
بدور عبدالمنعم عبداللطيف-
مكتبتى
رابط مختصر


[email protected]
عرضت صحيفة المجهر في عددها الصادر يوم 28/11/2017 إلى ظاهرة "استئجار" مدعوّين "سمحين" في حفلات الأعراس، وذلك لإضفاء طابع الأرستقراطية على الأمسية، بعد أن رأى "الداعون" أن القاعة الفخيمة وحدها لا تكفي. فإذا كان المدعوون من اهل العريس أو أهل العروس "بلدي" أو "شينين" فلابد من "تطعيمهم" بـ"ناس سمحين وقيافة".
تصورت ان يكون هذا الخبر "مزحة" لولا لقاء قد أُجري مع السيدة "م.ن" أكدت فيه أنها قد استأجرت مجموعة من تلك الفئة لحفل زواج شقيقتها.
بهذا أقول حتى لو ذهب ذلك النظام غير مأسوفٍ عليه وأمطرت سماؤنا ذهباً، وبترولاً، وياقوتاً، وزمرداً، فإن الأوان للأسف قد فات والمجتمع برمته الآن في غرفة الإنعاش وفي حالة متأخرة بحيث لا ينفع معها ذهب ولا بترول ... ولا ثروات الدنيا بما فيها.
وإذا كانت هناك نبرة تشاؤمية من أن "ينعدل" حال المجتمع بعد زوال الإنقاذ فذلك لأن الفساد قد أصبح متجذراً بحيث يصعب اجتثاثه بنفس السهولة التي تغلغل بها.
ولعل أول من ناله الضرر بسبب ذلك الفساد، هو المواطن العادي. ذلك المواطن الذي كان يأكل ويشرب ويتعالج، ويعلم أولاده، الآن وبفضل الإنقاذ أصبح المواطن إنساناً فقيراً .. معدماً .. جائعاً .. تعيساً .. محبطاً .. مغبوناً .. حاقداً.. مهزوماً .. يائساً .. وبالتالي، أصبح المجتمع كذلك بيئة صالحة للقتل والنهب .. اغتصاب وخطف الأطفال .. الزواج العرفي .. عيادات لعمليات الإجهاض .. انتشار المخدرات وغيرها من الجرائم والأمراض الاجتماعية.

ومن هنا نقول، إذا كان المجتمع قد انكسر "ضهره" من الفساد وما أفرزه من سلبيات، فالآن حُقّ لذات المجتمع أن تنكسر "عينه" من تلك الممارسات المقرفة التي تنتهجها تلك الطبقة الطفيلية، والتي هبطت عليها الثروة في غفلةً من الزمان فأفقدتها البوصلة، وحار دليلها في أوجه صرفها.
وبما أن مجتمعنا قد درج على التقليد دون وعيٍ ولا دراية، فليس بمستبعد أن يبيع أهل العرس "الوراهم والقدامهم" من اجل ان يستأجروا " شباب جميلين وحلوين" لكي "ينوروا القاعة ويشرفوهم قدام نسابتهم". وهذا الأمر وارد جداً لأن المجتمع الآن في حالة موت سريري، وفي انتظار نزع الأجهزة المبقية للحياة ..
ولا عزاء لسودان الأمس!