عبد الباري عطوان ووزير سياحتنا الوهمان بقلم كمال الهِدي

عبد الباري عطوان ووزير سياحتنا الوهمان بقلم كمال الهِدي


11-29-2017, 03:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1511964674&rn=0


Post: #1
Title: عبد الباري عطوان ووزير سياحتنا الوهمان بقلم كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 11-29-2017, 03:11 PM

02:11 PM November, 29 2017

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

تأمُلات





[email protected]

· كثيراً ما يسطر بعض الكتاب العرب مقالات حول بلدنا دون معلومات كافية وحية عن الموضوعات التي يتناولونها.
· ومن هؤلاء الكاتب المعروف عبد الباري عطوان.
· فقد سطر عطوان بالأمس مقالاً حول زيارة الرئيس البشير إلى روسيا متوهماً أن ما قام به المشير يعد ثورة تصحيحية بعودته للمعسكر الإيراني عبر روسيا الحليف الأول لإيران.
· ليس هناك مشكلة في أن يعبر كاتب عربي عن أمنياته وتطلعاته.
· لكن المشكلة في أن يبني مثل هذا الكاتب العربي الكبير رأيه على مجرد خواطر ومعرفة سمعية عن بلد كبير اسمه السودان.
· فالبشير وحكومته يا عزيزي عطوان لم يقودوا في يوم ثورة حتى يعودوا لتصحيح الأمور.
· كل ما في الأمر أنهم انقضوا على سلطة شرعية في ليل بهيم من أجل السلطة والاستئثار بموارد وثروات البلد لا أكثر.
· ومنذ عام89 لم يكن لهؤلاء القوم أي هم سوى التهام المزيد من هذه الثروات.
· وبسبب هذا التهافت وراء الثراء غير المشروع أهانوا البلاد والعباد وجعلونا عرضة للاستخفاف والتهكم.
· لن تحارب حكومتنا الفساد لأنها هي من جاءت به وتبنته منهجاً لتمكين فئة محدودة على حساب الوطن وشعبه.
· لم نتوقع أن يأتي يوم ويصبح سوداننا ساحة لتصفية حسابات الآخرين ضد بعضهم البعض وتحقيق مصالحهم على حساب شعبنا الأبي، لكن ذلك حدث بسبب هؤلاء القوم.



· جميعكم يريد أن يأخذ نصيبه من كعكة السودان الذي بات مُستباحاً لدرجة أن يحمل أي كاتب قلمه متوهما أنه يستطيع أن يسير الأمور فيه إلى الوجهة التي يريد.
· وتودون أن تفعلوا ذلك من وراء أغطية بالية عنوانها مواقف الشعب السودني تجاه أمته العربية.
· والمؤسف أن الكثير من هؤلاء العرب لم يصونوا أي يقدروا لهذا الشعب مواقفه التي تتحدثون عنها.
· فقد تحالف الكثير من هؤلاء العرب مع الحكومة التي قتلت هذا الشعب( صاحب المواقف الناصعة) وشردته وجوعته وجهلته وشتته.
· فأتركونا في شأننا وكفاكم استغفالاً واستقلالاً لعواطفنا تجاه القضايا العادلة وحقوق الآخرين، فقد صرنا إلى حال نحتاج فيه لأن نلتفت لمشاكلنا حتى نلحق بشعوب العالم.
· لسنا سطحيين لدرجة أن ( تودينا ) كلمة و( تجيبنا) أخرى.
· والآن انتقل للجزء الثاني من عنوان هذا المقال.
· فقد تابعت بالأمس (لدقائق) محدودة برنامج " البوصلة" على قناة الشروق.
· كان ضيف الحلقة وزير السياحة السوداني الدكتور محمد مصطفى أبوزيد.
· وخلال تلك الدقائق سألته المذيعة نسرين عن مناظر خلابة كنا نتابعها لبعض مناطق جبل مرة.
· ألمح الوزير إلى أن بعض الجهات التي تمردت بزعم ضعف التنمية في تلك المناطق قد وقفت عائقاً أمام تنمية هذه المناطق الجميلة، لكن الآن مع هدوء الأحوال تتأمل وزارته العديد من الخطط لترقية تلك المناطق وتسويقها سياحياً.
· الواقع أن تلك المشاهد الخلابة وحديث الوزير أثاروا في نفسي شجوناً لا ح لها.
· فقد خبرت تلك المناطق الساحرة وزرتها مراراً وتكراراً على مدى سنوات عديدة بحكم عمل الخال محمد البشير دعاك ( رحمه الله رحمة واسعة) في التجارة بمدينة نيالا وتواجد ابن الخالة أحمد دعاك بمدينة الجنينة الوديعة.
· كنا خلال تلك السنوات نجوب المناطق الرائعة ما بين المدينتين على ظهور اللواري.
· وكانت مناطق جبل مرة وقتذاك هادئة، مليئة بالخيرات ومستقرة وآمنة إلا من بعض هجمات النهب المسلح، لكن تلك الهجمات لم تكن كافية لمنع الناس من الحركة كما حدث بعد ذلك.
· آخر زيارة لي لغربنا الحبيب كانت في العام 1991، أي بعد أن بدأ الغول في التهام كل خيرات البلد.
· في تلك السنة قرر ابن الخال عثمان دعاك عصر يوم الوقفة أن يكون عيدنا بنيالا.
· فتوجهنا إلى السوق وركبنا أحد (اللواري) المتجهة إلى نيالا الخير والعطاء حينذاك.
· لم يتوقف ذلك ( اللوري) عن المسير إلى بعد منتصف الليل.
· في تلك الساعة المتأخرة توقفنا بأحد ( القهاوي) الشعبية الأصيلة وتمددنا على تلك ( العناقريب) المنسوجة بالجلد وبدأنا في ارتشاف أكواب من الشاي الممتع.
· وأثناء تسامرنا الجميل رأينا سيارتي دفع رباعي تتوقفان على مقربة منا.
· قد لا تصدق عزيزي القارئ أن إحدى السيارتين ضمت حاكم جنوب دارفور وقتها الطيب سيخة.
· ترجل الحاكم من العربة وتوجه نحو إحدى بائعات الشاي وتناول وصحبه أكواباً من القهوة أم الشاي لا أدري، قبل أن يواصوا مسيرهم في تلك المناطق الخلوية وفي ذلك الليل المتأخر.
· هكذا كانت دارفور حتى بعد أن هجم الغول.
· أمناً وسلاماً وتآلفاً ومحبة تمكن حاكماً للإقليم من النزول من عربته آواخر الليل ليجلس بين عامة الناس دون حراسة تذكر في مكان مفتوح تحت سماء صافية لتناول الشاي أو القهوة.
· فمن الذي أشعل النيران بعد ذلك وأحال حياة أهل دارفور الطيبين إلى جحيم لا يطاق؟!
· هل يظن الوزير أن ذاكرة السودانيين صارت مثقوبة إلى حد أن يتخيلوا أن الحروب هناك اشتعلت لأن بعض الحركات تمردت فقط من أجل مطالب تنموية!
· لا عزيزي بالموضوع أكبر من ذلك بكثير.
· حديث وزير السياحة بالأمس لا يخرج عن سياق التصريحات المتكررة عن نزع السلاح في تلك المناطق.
· فمن يسمع حديثهم عن نزع السلاح يظن أن السلاح نزل على مواطني دارفور هكذا من السماء، أو أننا في السودان عُرفنا تاريخياً بإمتلاك السلاح وحفظه في بيوتنا مثل شعوب بعض البلدان الأخرى، حتى تأتي حكومة الانقاذ لتنزعه في محاولة لفرض هيبة الدولة وترقية سلوكنا البشري!
· مواطن دارفور لم يكن يحمل سلاحاً.
· بل على العكس عايشناه وعرفناه كإنسان طيب ودود إلى أبعد الحدود.
· عندما يبدأ إنسان دارفور في ذلك الوقت بتحيتك يساورك الشك بأن عملية السلام والتحية لن تنتهي، من كثر ما كنا نسمع عبارات ودودة مثل " طيبين" " الله يسلم".
· ثم وجدت أفكار الراحل الترابي الشريرة طريقها للتطبيق بعد عام 89 لتشتعل النيران في هذا الجزء العزيز المعطاء من الوطن، مثلما اشتعلت بأجزاء أخرى منه.
· والآن بعد كل هذه السنوات الطويلة جاي تكلمنا يا وزير السياحة عن التنمية!
· إن كان هذا رأيك حقيقة فأسمح لي أن أقول لك أنك " وهمان".
· ومثل هذا الذي يقوله ويفعله مسئولو هذا الزمن الأغبر هو ما فتح الباب واسعاً أمام محاولات الاستقطاب التي نستشفها من مثل ما كتبه عطوان.

خارج النص:
· حين وظفت بالأمس مقولة الكابتن خالد أحمد المصطفى " الزول ده السجلو منو" كان السؤال استنكارياً، أي قصدت التعبير عن عدم الرضا ببقاء لاعب مثل محمد موسى في الكشف، ولم يكن السؤال لجهل بمسيرته في ملاعب الكرة.
· فقد ذكرني الأخ العزيز سيف الدين خواجة ببعض انجازات اللاعب بطريقة فهمت منها ما يعنيه سيف.
· أراد خواجة القول أن محمد موسى يمكن أن يفيد الهلال، إن تجاوز مرحلة سيئة يمر بها، لكن قاريء أخر لم يفهم رسالة خواجة وظن أن التعقيب مقصود منه أن كاتب هذه السطور لا يعرف كيف بدأ محمد موسى ومن أين جاء، فخط تعليقاً " وهذا الكاتب من قال له أنه صحفي رياضي".
· لا يعقل أيها القاريء العزيز أن تقفز إلى نتيجة أن من يكتب كل يوم ويحلل ويقدم آرائه حول مختلف الموضوعات تفوته معلومات بسيطة جداً عن لاعب ، وهي معلومات متاحة لأبسط متابع للكرة.