توجس برلماني ..!! بقلم الطاهر ساتي

01:11 PM November, 29 2017

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

:: بالتزامن مع إعلان منطقة مستريحة خالية من (المتفلتين)، كما قال الفريق محمد حمدان حميدتي قائد قوات الدعم السريع، كشف النائب البرلماني عيسى مصطفى محمد - رئيس كتلة أحزاب الأمة وحزب التحرير والعدالة القومي - عن اتجاهه لاستدعاء ومساءلة وزير الدفاع حول ما أسماها بالإخفاقات التي حدثت بمستريحة، وأشار النائب عيسى إلى وقوع بعض القتلى والجرحى من النساء والأطفال، وقال بالنص : (الإحصائيات المتواترة تتحدث عن وجود قتلى من المواطنين وقوات حرس الحدود التابعة لموسى هلال)، وهذا ما نفاه وزير الدولة بالدفاع ..!!
:: وكان البرلمان قد أمهل وزير الدفاع (48 ساعة) ليجيب على مسألة مستعجلة قدمتها النائبة سهام حسن من حزب التحرير والعدالة حول (أحداث مستريحة).. وعليه، فان توجس نواب البرلمان - على ما حدث بمنطقة مستريحة - يعيد إلى الذاكرة بعض أحداث تحرير هجليج، وما حدث هناك (بعد التحرير).. حيث كان الخبر الشهير : ( تسلمت سلطات جنوب كردفان ما يقارب الأربعين عربة تتبع لشركات النفط بهجليج، و تم إستردادها بواسطة السلطات والإدارات الأهلية، ووجه وكيل النيابة إنذاراً بتسليم كل مفقودات هجليج، وكل من يثبت تورطه وحيازته لأليات وعربات الشركات المفقودة سوف يعرض نفسه للعقوبة القانونية)،هكذا كان الخبر الناقص..!!
:: نعم لم يكن الخبر مكتملاً بحيث يشير الى الجهة التي سلمت النيابة تلك العربات، وكذلك لم يكن مكتملاً بحيث يشير لمن يوجه وكيل النيابة الإنذار القانوني ؟..فالقوات التي غزت هجليج هي قوات الدولة الجنوبية، أما القوات التي حررتها فهي قوات الدولة السودانية، بكل مكوناتها..وعليه، ليس من العقل بأن يظن أحدنا بأن قوات الدولة الجنوبية هي التي أعادت تلك العربات بعد سرقتها، وكذلك ليس من المنطق بأن يظن أحدكم بأن إنذار وكيل النيابة يخاطب القوات الجنوبية.. ولذلك، لم يكن عصيا التكهن بمن سرق عربات وأليات شركات النفط بهجليج.. ولكن تم تجاوز الخطأ بنهج ( معليش، حصل خير)..!!
:: ولكن اليوم، بما أن البعض بالبرلمان يتوجس عما حدث بمستريحة، فيجب أن تأخذ السلطات العليا هذا التوجس البرلماني (مأخذ الجد).. وعندما تشتعل النار في مكان ما، فليست النيران وحدها هي التي تسبب الخسائر، بل الإطفاء غير المهني أيضاً، وهذا ما حدث تقريباً لأحد معارفنا.. إشتعلت النيران في منزله ذات ليلة، فاستنجد بشباب القرية، ونجحوا في إطفاء الحريق ، ولكن بعد أن أحالوا ما بالمنزل الي ركام لايصلح لأي شئ.. ومن الطرائف، عندما إتصل به البعض مواسياً وسائلاً عن خسائر الحريق، كان يرد متحسراً : ( والله كان أخير النار من العملوا أولاد الحلة في بيتي، ياخ ما خلوا لينا كباية سالمة)، ثم يضحك رغم المأساة.. !!
:: لقد خسر هذا المصاب الكثير، ليس بفعل الحريق فقط، ولكن بفعل الإطفاء غير الاحترافي أيضاً..وهكذا الفرق بين الجيش الإحترافي الذي يقاتل بمسؤولية والجيوش الأخرى التي تستبيح كل الأشياء..فالجيش الإحترافي يفرق بين (الأعداء والأبرياء)، ولاتقطع شجرة ولا تقتل طفلاً أو شيخاً أو إمرأة، وهذا ما نتمناه نهجاً لقوات الدعم السريع ..وبما أن المؤمن لايلدغ من جحر مرتين، وبما أن قوات الدعم السريع - حسب قانونها - نظامية وتابعة لأعلى السلطات السيادية، فيجب إخضاع كل عملياتها وأنشطتها للسلطات الرقابية والمحاسبية.. !!


fb