Post: #1
Title: الواقع (جداً) !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 11-29-2017, 02:06 PM
01:06 PM November, 29 2017 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*كتبت عن هذه الحكاية من قبل.. *بل عن المسخرة التي تمت باسم الفن... والنقد.. *فأمير خليجي لا يفهم في الرسم إلا بمقدار ما يفهم كاتب هذه الزاوية في النسبية.. *وفي سياق محاولة قتل الوقت باللهو أراد أن يلهو فنياً ذات يوم.. *وما درى أن لهوه ذاك سيكشف عن مدى ما يُمارس من لهو تحت مسمى الثقافة.. *حتى وإن كان لهواً ينطوي على نفاق... ورياء... ودناءة طبع.. *فقد أحضر لوحة بيضاء ونثر عليها جملة ألوان زيتية... كيفما اتفق.. *وفي رواية أخرى؛ شخبط عليها بالفرشاة (شوية شخابيط).. *ثم دعا نفراً من النقاد المتخصصين في فن الرسم التشكيلي ليكتبوا عن اللوحة.. *وفوجئ في اليوم التالي بسيل من الكتابات... بصحف مختلفة.. *وكلها تتغزل في (ما ورائيات) للوحة تحكي عن واقع العرب... بإبداع فريد.. *(واقعهم) في مجالات السياسة... والثقافة... والتطور.. *مع أن الأمير لم يكن مهموماً بحال العرب ؛ لا (الواقع) منه... ولا القائم.. *وإنما كان مهموماً بشيء واحد فقط... أن يتسلى.. *فوجد أن اللهو مع المتثاقفين... وبهم... وعليهم....... هو قمة التسلية.. *وهم متوافرون بعالمنا العربي... في كل زمان ومكان.. *أو بدقيق العبارة ؛ حيثما... وأينما... وكيفما وُجدت الشمولية وغابت الديمقراطية.. *ومتوافرون بشدة - كذلك - في مجال (اللهو السياسي).. *وعبد الناصر كان يلهو بمصير مصر... وما حولها في العالم العربي.. *فكان لهوه في سوريا طفولياً... وفي اليمن دموياً.. *أما داخلياً فكان مأساوياً؛ إذ انتهى بمصر- والمصريين - إلى نكسة حزيران.. *ومن خلفه هيكل يقوم له بدور نقاد الأمير الفنيين أولئك.. *فأغلب خطواته السياسية كانت عبثية... فيحيلها هيكل إلى (إبداعات فريدة).. *ولكن الفرق بين الأمير وناصر أن الثاني هذا كان (يصدِّق).. *كان يشخبط بقلمه أية قرارات ارتجالية على لوحة مصير بلد... ومصائر ناس.. *فيرتجل له هيكل بقلمه - فوراً- ثناءً... ومدحاً... ونفاقاً.. *وفي محيطنا العربي الشمولي أمثال من ناصر... وأشباه لهيكل.. *فيستنسخ (واقع) العرب - من ثم - نماذج من نثر ألوان العبث على لوحات السياسة.. *فإن شرَّق النظام شرّق معه (الهيكليون)... وتغزلوا في لون الشروق.. *وإن غرَّب غرَّبوا معه... وتغزلوا في لون الغروب.. *وإن وقف مكانه محتاراً وقفوا معه... وتغزلوا في لون الحياد الرمادي.. *فهم يلوِّنون... ويتلونون... وينافسون الحرباء في التلون.. *وتظل أبصارهم معلقةً دوماً باللوحة ليروا أي لون نُثر عليها... من بعد لون.. *أو أي شخبطة شُخبطت عليها... من بعد شخبطة.. *أو أي إبداع (سريالي) فريد رُسم عليها..... من بعد إبداع.. *وبعد أن تغيب ألوان النظام يكتب التاريخ على لوحته أن النظام كان يشخبط.. *وأن كل لوحاته كان عنوانها (الواقع !!!).
assayha
|
|