سوشي بوابة الخروج .. من اليمن؟! بقلم محمد لطيف

سوشي بوابة الخروج .. من اليمن؟! بقلم محمد لطيف


11-27-2017, 02:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1511788027&rn=0


Post: #1
Title: سوشي بوابة الخروج .. من اليمن؟! بقلم محمد لطيف
Author: محمد لطيف
Date: 11-27-2017, 02:07 PM

01:07 PM November, 27 2017

سودانيز اون لاين
محمد لطيف-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


تكاد تجمع كافة التحليلات والاستنتاجات والتوقعات.. أن إفادات الرئيس البشير خلال زيارته الأخير لروسيا لها قراءة أخرى لا تقل أهمية وخطورة عن الموقف من الولايات المتحدة الأمريكية.. إن لم تفقها خطورة وأهمية.. فقد ذهب المحللون إلى أن الرئيس إنما بدأ من هناك رحلة التحلل من أعباء عاصفة الحزم.. وتحالف الخليج المناوئ لإيران.. ذهب إلى ذلك عدد من الكتاب والمحللين وإن وقفوا عاجزين عن استنكار وجهة الرئيس الجديدة.. وعلى الصعيد العربي لم يفوت عبدالباري عطوان الفرصة ليتحدث عن شق الرئيس لعصا الطاعة وخروجه على تحالف الخليج.. حتى الكاتب المقرب من المخابرات البريطانية ديفيد هيرست الذي تحدث عن تصدع التحالف الخليجي.. حد قوله أن محمد بن سلمان قد بدأ يطلق الرصاص على قدميه.. وهي عبارة تستخدم كناية عن التخبط والاضطراب.. مضى معززا انهيار التحالف بأن السودان سيسحب قواته من اليمن.. ثم تبارى المحللون والكتاب في تعداد خسائر السودان.. مقابل مكاسب حققها آخرون لم يقدموا عشر ما قدم السودان..!
ويبدو جليا أن منهج حسم النتائج أولا.. ثم حشد الحيثيات بعد ذلك.. ما يزال سائدا.. فقد تأسس الافتراض على أن حديث الرئيس خاصة في ما يتعلق بالموقفين الإيراني والسوري.. إنما حمل رسالة لدول الخليج عموما ولتحالف عاصفة الحسم خاصة.. أن ثمة موقفا جديدا للسودان.. خلاصته التمسك ببشار الأسد.. ورفض أي مواجهة عسكرية مع طهران.. وجلي مدى تعارض ذلك مع مواقف أهم دول الخليج ورأس الرمح في تحالف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.. وفي كل هذا لم تكن تصريحات البروفيسور إبراهيم أحمد غندور وزير الخارجية كافية.. ولا شافية لتقنع أي من هؤلاء أن السودان لن يسحب قواته من اليمن.. وذلك بغض نظر عن اتجاهات تحليل هؤلاء وأولئك.. هل سحب القوات السودانية من اليمن سيكون سببا في تفكيك التحالف.. أم نتيجة له..؟
والمقربون من دوائر صنع القرار.. يؤكدون أن القرار الاستراتيجي الذي تلتزم به الحكومة هو استمرار دور السودان في عاصفة الحزم.. وبالتالي الاحتفاظ بوضعه.. سواء كان على مستوى القوات على الأرض.. أو على صعيد الموقف السياسي.. أما المقربون من الرئيس فيؤكدون أن علاقات المملكة مع السودان بالنسبة له علاقة استراتيجية.. وأنه عند التزامه.. أياً كانت تلك الالتزامات وتبعاتها.. وأن كل ما دار بينه وبين الرئيس الروسي بوتين كان يعبر عن استيائه من الموقف الأمريكي.. وأنه موجه ضد الولايات المتحدة وليست أية جهة أخرى.. وما يعزز هذه الفرضية محاولات السودان المستمرة للحفاظ على موقف مستقل.. رغم التعقيد العام الذي يشوب المشهد الإقليمي عموما.. عليه فإن حديث الرئيس المتكرر عن عدم الميل لنشوب حرب مباشرة مع إيران.. يفسره البعض بأن السودان قد قبل أن يكون طرفا في حرب يخوضها البعض بالوكالة عن إيران.. ولكن السودان الحريص على تمييز موقفه في ذات الوقت.. يرفض دعم نشوب حرب مباشرة.. ناهيك عن أن يكون طرفا فيها.. عليه فإن تفسير تصريحات الرئيس في سوشي الروسية على أنها كانت مدخلا للخروج من اليمن يكون تأويلا بعيدا لا يتسق مع الراهن.. ولا ينسجم مع طبيعة العلاقة بين السودان والمملكة.. غير أن هذا لم يقطع حبل تفكير البعض من المضي قدما إلى تصور أن تصريحات سوشي لم تكن تمهيدا للخروج من اليمن فحسب.. بل عودة إلى محور قطر إيران.. والحضن الإسلامي..!.


alyoumaltali