ألفة وفتوة !! بقلم صلاح الدين عووضة

ألفة وفتوة !! بقلم صلاح الدين عووضة


11-26-2017, 04:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1511708436&rn=0


Post: #1
Title: ألفة وفتوة !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 11-26-2017, 04:00 PM

03:00 PM November, 26 2017

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*طلبنا للحماية من روسيا ذكّرني بقصة قديمة..
*وذلك إن صحت أخبار هذا الطلب - بالطبع - مع تواتر محاولات (تمييعها)..
*والذي يتولى مهمة هذا التمييع هو غندور... كالعادة..
*وبدلاً من تمييع يجيء لاحقاً - دوماً - من الأجدى أن يأتي التحسب سابقاً..
*وهو تحسب يقوم به مستشارون على درجة عالية من الكفاءة..
*أو مستشار واحد مثل أسامة الباز... بألف مستشار مما نعد في عالمنا العربي..
*المهم أن الخبر (المميع) رجع بذاكرتي إلى أيام الدراسة الأولى..
*فقد كان هنالك (قطبان كبيران) بمدرستنا الابتدائية...أحدهما ألفة والآخر فتوة..
*والأول لم يكن يقل عن الثاني (قوةً) إلا أنه يختلف عنه في أشياء..
*فهو كان يوظف قوته لأعمال الخير...أو هكذا ادعى وصدقنا نحن ادعاءه..
*وما جعلنا نميل إلى التصديق مقارنة أقواله بأفعاله..
*حتى وإن بدت في ظاهرها وكأنها (فتونة)... مثل اعتدائه يوماً على زميلنا ياسين..
*ثم اكتشفنا أنه إنما أراد أخذ قلم منه بالقوة لإعادته إلى صاحبه..
*أما الآخر - وهو الفتوة - فهو اشتهر بيننا بأنه يحمي كل من يلجأ إليه..
*أو بالأصح : يحمي من يماثلونه (طبعاً)... ويقلون عنه (قوةً)..
*ثم لا يسمح لأيٍّ منهم بالحياد عن ذلكم (الطبع)؛ طوعاً أو كرهاً..
*أي سواء كان بمحض إرادته (توبةً)... أو تحت تأثير سياط التأديب (خوفاً)..
*بيد أنه يمكن أن يتخلى عن أي واحد منهم (طوعاً)..
*وذلك حين يحس بأنه يمكن أن (يأخذه معه في الرجلين)... كما حدث مع زهير..
*فزميلنا زهير هذا أوقع نفسه يوماً في مشكلة مع (الغراب)..
*ومحمد صالح - الملقب بالغراب - هو فتوة أولاد الحي المجاور للمدرسة..
*فأتى زهير مهرولاً إلى الفتوة يطلب حمايته وهو يعرج..
*ولم يتردد الفتوة عن مرافقته وهو يرغي ويزبد ويتوعد... ولا فكرة له عن المعتدي..
*وما أن رآه - وعرفه - حتى تكونت لديه (ألف فكرة) عنه..
*وبدلاً من أن يضرب المعتدي...كان الضرب- للمرة الثانية - مصير زهير المسكين..
*وصرخ فيه وهو يضربه (إنت الغلطان، إيه اللي وداك هناك؟)..
*ثم كان لهذا الفتوة عيب آخر ينتقص من (سطوته) أمام التلاميذ...أحياناً..
*فهو كان نداً للألفة... ما دامت هذه الندية في إطار الصراخ..
*كان يمتلك حنجرة تسعفه بكل ضرورات الصراخ الترهيبي عند اللزوم..
*وهذا (اللزوم) لم يكن إلا لحظات الاحتكاك بالألفة..
*أما إذا تجاوز الاحتكاك تخوم الصراخ إلى حدود العراك... فإن الفتوة يلزم (حدوده)..
*تماماً كما تلزم روسيا حدودها كثيراً !!!.


assayha