الكراهية الدينية السودانية بقلم شهاب طه

الكراهية الدينية السودانية بقلم شهاب طه


11-25-2017, 07:30 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1511634620&rn=0


Post: #1
Title: الكراهية الدينية السودانية بقلم شهاب طه
Author: شهاب فتح الرحمن محمد طه
Date: 11-25-2017, 07:30 PM

06:30 PM November, 25 2017

سودانيز اون لاين
شهاب فتح الرحمن محمد طه-
مكتبتى
رابط مختصر



بالطبع هناك العنصرية والكراهية في بلادنا كما بقية بلاد العالم، ولكن أعتقد، وبما لا يدعو مجال للشك، أن الكراهية الأكثر عمقاً وجزافية في مجتمعاتنا السودانية هي التي تنشأ من منطلق ديني وبصورة أشد رعونة من تلك التي تنشأ من الإختلافات العرقية والقبلية والفوراق الطبقية والإقتصادية وغيرهم .. الكراهية ما بين الأديان المختلفة قد لا يوجد لها أثر بين عامة الناس، وأقصد بذلك، وعلى سبيل المثال، المسلمين والمسيحيين العاديين، ولكنها تكون كبيرة ما بين المتزمتين من الطرفين .. فقد عاشت الناس العادية في سوداننا على مدى عصور من الزمان في سلام مجتمعي مشهود وحتى اليهود السودانيين، وعلى قلتهم، لم يكن هناك من يضمر لهم شر أو كراهية من عامة الناس

أما الكراهية الأشد نكاءة وفتكاً والتي ترتقي للقتل وإشعال الحروب والإبادة هي التي تشتعل في رحاب الدين الإسلامي ما بين النقيضين الأشد تطرفاً، أي ما بين مؤمنين وملحدين، وأيضاً لا نجد لها أثر كبير ما بين العامة من الناس بحيث يكون في الأسرة الواحد من هو مؤمن ومن هو ملحد وقد لا يتواجد ما يفسد الود في البيت الواحد أو يخلق القطيعة .. وتتماثل الصورة في الإمتداد المجتمعي .. ولكن تلك الكراهية القميئة ما بين مؤمن وملحد، تتفاقم في بيئتها الخصبة وهي الساحة السياسية لدرجة تزعزع السلم المجتمعي وتدخل البلاد كلها في آتون الحروب بشقيها الباردة والساخنة وتعطل كل شيء

ولكن، ومن منطلق عدلي، يتوجب علينا تحديد الطرف الأكثر تربصاً وسعياً لتأجيج تلك الكراهية فنجدهم الإسلاميين، وخاصة ركاب سفينة الإسلام السياسي، والذين هم قد بادروا بالعداء السافر بالإستيلاء على السلطة بقوة السلاح ثم سعوا لقمع ومصادرة الحريات بشتى ألوانها وصنعوا التمزق الأكبر في نسيج المجتمع السوداني .. يستغلون العاطفة الدينية الجياشة عند الغالبية الساذجة من الناس كعدة وعتاد حربي ضد الآخر .. وذلك الآخر هو الجمع الذي يشمل الملحدين والّلادينيين واليساريين والعلمانيين والمسلمين المعتدليين والذي هم في بعض المنعطفات يصنفون كملحدين .. وهذا الآخر بكليته يعتبر ملحداً وعدواً غاشماً طالما ناهض إسلاميي الإنقاذ الحاكمين في المعترك السياسي .. أما الملحدين فنجدهم يستلون سيوفهم لا لسبب غير إسترادا حرياتهم .. وحتى اليوم لا نجد لهذا الآخر أذية أوقعها على الشعب السوداني كما فعل إسلاميي الإنقاذ.

mailto:[email protected]@msn.com