عمر البشير الشكوي والاستعانة بالاخرين من جور الامريكيين بقلم محمد فضل علي .. كندا

عمر البشير الشكوي والاستعانة بالاخرين من جور الامريكيين بقلم محمد فضل علي .. كندا


11-24-2017, 04:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1511537249&rn=1


Post: #1
Title: عمر البشير الشكوي والاستعانة بالاخرين من جور الامريكيين بقلم محمد فضل علي .. كندا
Author: محمد فضل علي
Date: 11-24-2017, 04:27 PM
Parent: #0

03:27 PM November, 24 2017

سودانيز اون لاين
محمد فضل علي-ادمنتون كندا
مكتبتى
رابط مختصر



في مفارقة وسابقة غريبة من نوعها في تاريخ السياسة السودانية احتفت وسائل الاعلام العالمية والعربية بالعنوان الرئيسي لخبر زيارة الرئيس السوداني عمر البشير الي روسيا وبث شكواه الي الرئيس بوتين من الامريكان في مشهد درامي فريد ولقطات حية مصحوبة بالترجمة الفورية لحديث الرئيس البشير الذي عبر عن شكواه بصوت " متهدج " بينما ظل الرئيس بوتين يستمع اليه دون ان يصدر عنه اي رد فعل او يظهر حتي تعبير علي وجهه يشارك فيه الرئيس السوداني المكلوم احزانه.
حديث الرئيس البشير المشار اليه تحول عمليا الي حديث الساعة الذي تناولته وسائل الاعلام العالمية بعناوين لاتخلوا من " الهمز واللمز " والسخرية المبطنة من مضمون هذا الحديث.
بعيدا عن روح السخرية والتهكم الظاهر والمستتر الذي عم القري والحضر وبلاد وصحف واجهزة اعلام العرب والعجم من حديث الرئيس البشير الي الرئيس بوتين ولكن هذا الحديث والشكوي المرفقة معه لم تاتي من فراغ وانما لها اسباب وجذور حقيقية دفعت الرئيس السوداني الي القيام بهذه الخطوة التي يعتبرها وقائية من وجهة نظره ولايلام عليها البشير وحده والسوأل الذي يطرح نفسه ماهو دور النخبة الاعلامية والسياسية والعباقرة والمفكرين من الاخوان والمستاجرين من سدنة هذا النظام الذين يحيطون بالرئيس ومن الذين يحتلون المكاتب المذركشة في القصر والحزب الحاكم ويستمتعون بمخصصات غير محدودة من الاموال ويسكنون العقارات الفاخرة اين كل هولاء واولئك واين هو موقعهم وموضعهم من مجريات الامور وكيف سمحوا لرئيسهم ورمز دولتهم ان يظهر بهذا المظهر الهزيل.
ركز الرئيس السوداني والذين حوله من " الحواة " وارباب المصالح كل جهدهم خلال اكثر من عامين في مجهودات امنية واعلامية ودعائية للتقرب الي الولايات المتحدة الامريكية واعطوا هذا الهدف اولوية قصوي وانفقوا فيه القناطير المقنطرة من الذهب والفضة وانتهي الجميع الي محطة رفع العقوبات الامريكية التي رقص لها البعض في شوارع الخرطوم وحدائق البيت الابيض الامريكي بطريقة غير مبررة وغير لائقة .
ويبدو ان الرئيس السوداني ظل يتصرف بناء علي معلومات غير حقيقية وغير واقعية بناء علي تحليلات ساذجة عن رضاء الامريكان عنه وعن امكانية تطبيعهم العلاقات معه واشياء من هذا القبيل.
تناسي الرجل ماحدث اثناء زيارة الرئيس الامريكي بعد انتخابه الي السعودية التي بالغت بدورها بالاحتفاء بالرجل وكيف ان الاتصالات الامريكية السعودية في هذا الصدد انتهت بابلاغ من يهمه الامر في الخرطوم باستحاله اي لقاء رسمي بين الرئيس السودان واي مسؤول امريكي ناهيك عن الرئيس وانتهي الامر بالسيد البشير الي امسية تعزية فنية خرطومية كان طرفها المبدع السر قدور صاحب الروائع الشعرية والفنية واغنية
" يا ريت الذائعة الصيت " .
الاسبوع الماضي زار وفد امريكي رفيع العاصمة السودانية واستقبل استقبال اسطوري حاشد استخدمت فيه كل وسائل الابهار الفني والديكوري والفلكلوري والموسيقي الرائع في رسالة مضمونها نحن اناس متمدنين ومتحضرين ولسنا جماعات او اخوان متاسلمين ورقص السادة الضيوف بالسيوف ولاول مرة يختفي الشعار الشهير المصاحب لكل مناسبات الانقاذيين وانفض سامر الجميع دون ان يلتقوا بالرئيس وهذا هو بيت القصيد فقد ادرك الرئيس البشير الحقيقة ووصلت اليه الرسالة واضحة وضوح الشمس ان الامريكان يريدون التطبيع مع السودان دون الرئيس.
شكوي الرئيس البشير الي الرئيس بوتين وملامح وجهه اثناء هذا الحديث كانت تعبير حي لانهيار الاحلام ونتائج الانسياق وراء اوهام السحرة الدعائيين الذين يخلطون بين ادارة الازمات والعلاقات الدولية وصناعة المهرجانات.
الي جانب انها كشفت ان النظام القائم في الخرطوم لايملك رؤية استراتيجية لتحالفاته وسياساته الخارجية التي ظلت تتغير بتغير الظروف في عالم تعمه الفوضي والانهيارات الامنية والاقتصادية بطريقة ترشح السودان في ظل حالة الفراغ السياسي والانهيار المتوالي لركائز ومؤسسات الدولة السودانية الي الانضمام الي خارطة الدول التي تحولت الي مقابر جماعية مالم تحدث معجزة حقيقية وبروز تيارات قومية حقيقية تنقذ السودان من الانقاذ وتحول دون احتمالات الفوضي وانهيار المتبقي من الدولة السودانية وسوء المصير.
sudandailypress.net