الرئيس في الجزيرة ..!! بقلم عبدالباقي الظافر

الرئيس في الجزيرة ..!! بقلم عبدالباقي الظافر


11-19-2017, 04:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1511104080&rn=1


Post: #1
Title: الرئيس في الجزيرة ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 11-19-2017, 04:08 PM
Parent: #0

03:08 PM November, 19 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


باسم من تتحدث الوزيرة.. كان ذاك السؤال يتحرك البارحة في دوائر الحزب الاتحادي الديمقراطي.. إنعام عبد الحفيظ وزيرة الإعلام في حكومة الجزيرة تشغل ذات المنصب نيابة عن الحزب الاتحادي الأصل.. إنعام وقعت في ورقة أعيان الجزيرة تبايع الرئيس لولاية ثالثة.. وجه الحرج ليس في أن البيعة لا تتسق مع الدستور فحسب بل إن الورقة المروسة كانت تحمل اسم المؤتمر الوطني وأن الوزيرة صنّفت نفسها باعتبارها قيادية دون أن تذكر اسم حزبها أو حتى صفتها الدستورية.. ورقة إيلا حوت أسماء ذات صفة محايدة مثل منظمة الشهيد .. وأُخرى لم تحدّد موقفها مثل الحركة الإسلامية.. وأحزاب صديقة مثل حزب التحرير والعدالة.. كل هؤلاء وضعهم إيلا في كيان حزب المؤتمر الوطني وفي ذات الوقت شطب إيلا بجرة قلم تسعة عشر من أبرز قادة الحزب.
سافرتُ لمدني يوم الخميس الماضي لتغطية رحلة السيد رئيس الجمهورية.. منذ لحظة دخولنا (إستاد ود مدني) كان التوتر سيد الموقف.. عند المدخل كان أحد الحراس يُعيد تعمير سلاحه بعد أن دخل في مشادة بسبب إصراره على التقيد بالتعليمات التي تمنع دخول أي شخص عقب دخول السيد الرئيس وهو عُرف برتوكولي متعَارف عليه في إطار احترام رأس الدولة.. رغم ذلك تم تجاوز هذه القاعدة .. حركة الإسعاف في نقل الأطفال المصابين والذين تأثروا بالإنهاك حيث كان يقف نحو (٦٩٠) طفلاً منذ منتصف النهار كانت مؤشراً للقلق.. تلك حكاية قد نعود إليها في باب استغلال القصر في أداء أدوار سياسية في أثناء مواسم الدراسة.
ما الذي يفسر كل ذلك الارتباك إبان زيارة الرئيس لولاية الجزيرة.. بالطبع أن تحدث الزيارة في موسم الاختلاف الكبير فذاك أمر يضع بظلاله على الحدث.. لكن هنالك مؤشرات يجب أن نتوقف عندها.. قبل أيام كتب قيادي شاب في المؤتمر الوطني يرشح إيلا لرئاسة الجمهورية في العام ٢٠٢٠.. القيادي الشاب يكتسب وضعاً استثنائياً باعتباره نجل قيادي كبير جداً ومؤثراً في الحزب الحاكم.. لهذا تم تداول هذا المقترح في دوائر واسعة داخل الحزب الحاكم.. الرئيس البشير طرق على ذات الطبل ولو على سبيل المزاح حينما أكد أنه سيؤيد إيلا في انتخابات العام ٢٠٢٠ لو قدمه المؤتمر الوطني.. على ضوء هذه الإشارات كان على إيلا وهو سياسي لمّاح وذكي ويعرف سقوفات اللعبة وثمن الطموح الجامح أن يلقي بعصاه.
أمسك إيلا بـ(المايك) على مقربة من رئيس الجمهورية .. سرد بشكل درامي مطالب أهل الجزيرة في كل عام.. طلبوا منك سيدي الرئيس جامعة فكانت المناقل .. وشوارع فكانت لهم .. لهم مطلب واحد هذا العام ثم صمت.. ظننا إن أيلا سيطلب من الرئيس أيلولة مشروع الجزيرة للحكومة الولائية.. أو أن يمتد الشارع الموازي لشارع الموت حتى الخرطوم ليحفظ أرواح أهل الجزيرة..مطلب إيلا الذي أحرج الرئيس كان ولاية ثالثة للرئيس.. لهذا السبب كانت الربكة حاضرة في إعداد وثيقة البيعة التي تم إعدادها على عجل.
في تقديري .. وضع إيلا حزبه والرئيس البشير شخصياً في ورطة.. بدأ للجميع كأن إيلا يكافئ البشير على دعمه له في خلافات الجزيرة.. والبشير لو أراد التجديد لن يحتاج لمؤازرة تخرج من ولاية تعيش حالة طوارىء بسبب خلافات المؤتمر الوطني.. كما أحرج الوالي حزبه الذي صرح قبل أيام أن مؤسساته لن تحدد مرشحها للرئاسة إلا في العام ٢٠١٩.. الرسالة الخاطئة التي أرسلها إيلا أن الرئيس لا يمانع من العودة في العام ٢٠٢٠ إن تم الإلحاح عليه خاصة أنه قد قبل وثيقة المؤازرة المفاجئة على وجه الأشهاد .
بصراحة.. لم يكن توقيت زيارة الرئيس للجزيرة موفقاً في هذا التوقيت.. كان متوقعاً من الرئيس أن يستدعي المختلفين مع إيلا للخرطوم ويطيب خاطرهم ثم يذهب إليهم في الجزيرة وقد اجتمع صفهم.. كان يمكن للرئيس أن يسجل زيارة للبروفسور من الله رئيس المجلس المحلول خاصة وأنه من أهل السبق في تاريخ الحركة الإسلامية.. لهذا ربما تزيد زيارة الرئيس من الخلافات بدلاً من أن تخمدها.



assayha