عم عبد الرحيم في المحطة الخطأ..!! بقلم عبدالباقي الظافر

عم عبد الرحيم في المحطة الخطأ..!! بقلم عبدالباقي الظافر


11-17-2017, 03:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1510930427&rn=0


Post: #1
Title: عم عبد الرحيم في المحطة الخطأ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 11-17-2017, 03:53 PM

02:53 PM November, 17 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


في هذا المكتب الصغير في وسط مدينة فيلادلفيا الأمريكية تزداد الحركة في شهر ديسمبر من كل عام.. شركة (سبتا) للمواصلات تجتهد في حصر خسائر العام.. بعد الحصر سيتم رفع الخسائر لمجلس البلدية ويتم دفع الأموال اللازمة لسد العجز.. يتكرر ذلك كل عام لأن الحكومة تصنف شركة المواصلات العامة باعتبارها مقدم خدمة.. وعبر هذه الفلسفة استقرت خدمة المواصلات العامة التي تشمل بصات وقطارات تعمل على مدار الساعة.
أمس الأول عقد والي الخرطوم الفريق عبد الرحيم محمد حسين مؤتمراً صحفياً تحدث فيه عن مختلف قضايا الساعة بولاية الخرطوم.. صحيح أن هموم الولاية أكثر من الهم على القلب.. لكن تبدو مشكلة المواصلات واحدة من هذه الأزمات المستفحلة .. الوالي اقترح استجلاب قاطرات تعمل بالكهرباء بالإضافة لاستيراد ٥٠٠ بص جديد.. لكن هل ستحل هذه المشكلة عبر هذه الأبيات؟.
البداية تبدو بسؤال عن القاطرات التي تم استيرادها من الصين ومازالت من أهل الأعراف.. هذه القاطرات تم استيرادها من جيب دافع الضرائب.. منذ سنوات وهذه القطارات رابضة في بورتسودان.. بحجة أن هنالك ملاحظات على ملابسات استيرادها.. المشكلة ما زالت مجمدة دون أي حل.. قبل أشهر استوردت السكة حديد قاطرات من ذات الدولة وكان بالامكان الاستفادة من هذه القاطرات حتى لو بإعادة تصنيعها .. لكن ذلك لم يحدث والآن تتحدث ولاية الخرطوم عن استيراد قاطرات جديدة قبل أن نعرف مصير تلك المحتجزة في الميناء.
ذات الواقع يخيم على بصات الولاية.. في المخازن السرية البعيدة عن أعين الناس تقف مئات البصات عاجزة عن الحركة.. إعادة تشغيل هذه البصات ليست مسألة في غاية الصعوبة .. بالذات إذا استوردت وفق المواصفات.. لكن الحقيقة أن معظم هذه البصات دخلت السوق السوداني وهى لا تناسب تضاريس البلد.. بل إن بعضها أفنى زهرة شبابه في دبي.. وبدلاً أن يذهب إلى مزابل الصناعات الحديدية جاءنا يتقدل في حفرة النيلين.
في تقديري .. أن المشكلة التي يجب أن تدركها ولاية الخرطوم أنها دخلت في ورطة يوم أم ولجت ميدان تشغيل المواصلات العامة.. ومن قبل ولسنوات طويلة كان القطاع الخاص يقوم بهذه المهمة على أكمل وجه .. تدخل الحكومة أدى لانسحاب القطاع الخاص من الخدمة بسبب عجزه عن المنافسة أمام خصم تجاري مدعوم من الدولة ويعمل بآلياتها في كثير من الأحيان.
بصراحة.. مطلوب من الحكومة وبأعجل ما تيسر الانسحاب من العمل في مجال النقل بالبصات وتمليك هذه البصات للمواطنين بأسعار مجزية .. حتى في مجال القطار على الحكومة تقديم مشاريع نموذجية وذلك لأن القطاع الخاص غير قادر الآن على الولوج في هذا الضرب من الصناعة ذي التكلفة العالية.
assayha