العنصرية.. الذي لا يقال ..!! بقلم عبدالباقي الظافر

العنصرية.. الذي لا يقال ..!! بقلم عبدالباقي الظافر


11-16-2017, 01:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1510837008&rn=1


Post: #1
Title: العنصرية.. الذي لا يقال ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 11-16-2017, 01:56 PM
Parent: #0

12:56 PM November, 16 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


قبل نحو عامين طلبني شيخ كبير عمل سابقاً في أحد البنوك الحكومية.. كان الشيخ يتحدث بألم عن ابنهم الذي تم تعيينه في موقع سيادي رفيع جداً.. موجدة الشيخ أن ولدهم اعتذر عن مساعدتهم في إعادة تأهيل المشفى الصغير في القرية.. كان منطق المسؤول الذي أغضب الأهل أن مشاهم يقع في إطار سلطة الولاية، وأنه يشغل موقعاً قومياً.. لم أكن منتبهاً لموقف المسؤول المنطقي، لكن دهشتي كانت في رد فعل الأهل مما اعتبروه عقوقاً من الابن.. لكن الدهشة توارت خجلاً عندما عدّد لي الشيخ (عمايل) آخرين تولوا مناصب أقل قيمة، إلا أن بصماتهم كانت حاضرة.. من بينهم وزير جاء بجامعة كاملة إلى قريته الصغيرة.
منذ مدة يتحدث المهندس عبد الله مسار بلسان صريح في البرلمان .. مستوى الصراحة لامس العنصرية في بعض الأحيان.. لكن البارحة استخدم مسار الآلة الحاسبة حيث أكد أن كردفان ودارفور تصلها من خدمات الكهرباء مائة ميغاواط فقط من جملة (٣٥٠٠) ميغاواط تنتجها البلاد رغم أن الغرب الكبير يسكنه (٤١٪‏ ) من سكان السودان.. صحيح أن مسار بالَغ حينما اتهم جهات نافذة بتعطيل كهرباء الفولة.. والصحيح أيضاً أن منظار مسار لم يغطِّ أجزاء أخرى تعيش في ظلام دامس وأسلاك الكهرباء تعبر فوق رؤوس المواطنين كما في النيل الأزرق .. لكن رغم ذلك ينبغي الرد على مسار عبر الأرقام وليس الاتهام بالعنصرية.
هنالك مفاهيم سالبة تندرج في إطار العنصرية.. مثلاً البعض ينتقد محمد طاهر إيلا والي الجزيرة لمجرد استعانته بعدد من الشخصيات ذات الكفاءة من خارج ولاية الجزيرة.. ذات المشاعر السالبة لمستها في البحر الأحمر خاصة في بورتسودان حيث هنالك تصنيف للوافدين للمدينة منذ مئات الأعوام باعتبارهم غرباء يجدر أن يعودوا إلى مواطنهم الأصلية أن وجدت.. قبل سنوات أيضاً طرحت في ولاية الخرطوم عاصمة كل السودان معادلة أولاد الخرطوم في محاصصة توزيع كيكة السلطة .
في تقديري أن علينا أن نقدّر حساسية بعض الأطراف التي تعيش في ظروف غاية الصعوبة.. زرت شرق السودان قبل أيام وسألت الله أن يغفر لحكامنا وحكوماتنا.. على بعد عشرات الأميال من العاصمة الشرقية بورسودان يصبح حلم جرعة ماء رهيناً بوصول (تنكر) المياه في موعده.. المشافي الريفية على قلتها توجد في الإمكان غير المناسبة.. لكن ذاك البؤس المحيط يتحول إلى نعيم مقيم داخل مدينة بورتسودان التي باتت تشبه مدينة القاهرة في المعمار وغيرها من المدن الإقليمية خاصة على مستوى التنظيم والنظافة.
لا أحسب أن هنالك عنصرية تترصد أطراف السودان. لكن الحقيقة الحكومات تخاف من أهل الحضر فتسارع في خدمتهم من أجل اتقاء شرور الثورات الشعبية.. لكن هذه القسمة غير العادلة ولا حتى المتوازنة جعلت الريف يهرب إلى أطراف المدن فتختل المعادلة الاقتصادية والاجتماعية.. لهذا من المهم تقسيم الخدمات وفقاً للأثقال السكانية وفي إطار معادلات اقتصادية.. لا أدري سبب الإصرار على أن تمتد الشبكة القومية للكهرباء إلى أقصى غرب السودان أو حتى شرقه.. المعادلة الأصح إقامة محطات كهربائية ضخمة في تلك النواحي حتى لا تهدر الكهرباء في رحلة اكتساب الولاء السياسي .
بصراحة الحديث عن العنصرية ليس كله شر .. في أحيان عديدة ينبه الحكومة لمواقع الزلل.. الأسوأ من ذلك أن يعجز الناس عن التعبير عن ذلك الإحساس فيتحول إلى غضب جمعي يعبر عنه في موجات كراهية عارمة وعنف جامع.. بينكم ومسار الأرقام يا سادة.


.assayha