شِراكات عند اللزوم .. !! - - بقلم هيثم الفضل

شِراكات عند اللزوم .. !! - - بقلم هيثم الفضل


11-16-2017, 01:19 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1510791560&rn=0


Post: #1
Title: شِراكات عند اللزوم .. !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 11-16-2017, 01:19 AM

00:19 AM November, 15 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

في خيمة الصحفيين العام الماضي وفي ندوة عن الهم الثقافي كان المتحدث فيها وزير الثقافة ، أعلن السيد الوزير أن الفكرة التي ينطلق منها في تخطيطه الثقافي الإستراتيجي تنطلق من مبدأ أن الوزارة ليست معنية بصناعة وتفعيل الواقع الثقافي ، ثم أفاد أن الوزارة تتطلَّع إلى شراكات مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والفرق والتجمعات الإبداعية والفنيه تتمكَّن من خلالها الوزارة في تحقيق مخططاتها (المبهمة) المتعلقة بإدارة وتفعيل الواقع الثقافي ، ثم وقبل أيام وفي ندوة متخصصة في تطوير وتنمية المنتوج السياحي إذا بنافذين في وزارة السياحة والتي هي حسب إعتقادي وزارة إستراتيجية لما يحتويه السودان من موارد سياحية غنيه و متعدِّدة يصرحون أيضاً أن لا سبيل إلى تفعيل ولا تطوير يمكن أن يحدث في هذا المجال دون شراكات مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني ، ويذكرني هذا الأمر ذلك المبدأ الذي فحواه (كلمة حق أُريد بها باطل) ، لأن هذا المبدأ يصلح أن يندرج ويُحشر حشراً في كل المهام التي تتطلع بها الدولة ، فالأداء الطبي العمومي لن ينصلح حاله ولن يستقيم إلا بتضافر جهود المجتمع والدولة وكذلك الأداء التنموي العام في كل القطاعات المنتجه والخدمية ، مضافاً إليها الأمن الداخلي وما سمعناه يتردَّد مئات المرات في كل المحافل الشرطية فيما يعني أن لا نتنائج باهرة وملموسة دون حدوث شراكات تضامنية بين المجتمع والشرطة وسائر الجهات الأمنية ، غير أني ومن منظور آخر أرى أن مصطلح (شراكة الدولة مع المجتمع) هو في باطنه مصطلح تضليلي وتشوبهُ روح مُتفشيه من التقاعس واليأس ألمت بالمؤسسات حكومية ، حيث أنها تريد أن (تتكافأ) و(تتساوى) في واجباتها مع المجتمع في أعباء تنفيذ مخططاتها وما عليها من واجبات ، وليعلم السيد وزير الثقافة والسيد وزير السياحة ورهطهم من الموظفين والتابعين ثم كل النافذين في الوزارات والمؤسسات الحكومية الأخرى ذات البعد الفني أو الخدمي ، أنهم المسئولون الأوائل والوحيدين عن النجاحات والإخفاقات التي تحدث في قطاعاتهم التي تولوا إدارتها ووضعوا مخططاتها وأهدافها ، ذلك لأنهم يأخذون عن ذلك أجراً ومخصصات ، أما الشعب أو المجتمع أو منظمات المجتمع المدني أو الجمعيات الشعبية المتخصصة في مجالات فنية وإبداعية أو خدمية أو إنسانية ، فدورهم لا يرتقي إلى مستوى مصطلح (شراكة مع الدولة) ، بقدر ما هو مجرد (إسهام) في الدفع بمسيرة المخططات العامة الدولة ، فالدولة عندنا أصبحت عند المهام والإلتزامات والصعاب (تتواضع) وتتساوى مع المجتمع لمجرد التنصل من مسئولياتها ، أما في حالة الإحتفال والتفاخر وإقتسام خيرات البلاد ومواردها ومناصبها (تتعالى) على شعبها ومجتمعها ومنظماته وجمعياته بحيث تصبح أي الحكومة هي الأعلى بالسلطة والنفوذ والإمكانيات ، ويصبح المجتمع في ذلك الحين ممثلاً للمحكوم المُتسِم بالدونية والخضوع والإنكسار.