| 
 | Post: #1 Title: والمزاهر في المَهَاجِر !  بقلم أيمن الصادق
 Author: أيمن الصادق
 Date: 11-10-2017, 05:13 PM
 
 
 04:13 PM November, 10 2017 سودانيز اون لايننصف الكوبأيمن الصادق-sudan
 مكتبتى
 رابط مختصر
 
 [email protected]
 
 
 
 قبل سنوات تناولت بنصف الكوب – هنا - موضوع هجرة العقول والكفاءات السودانية ، وأذكر أنه قد  أحدث نقاشآ واسعآ ، وبمنابر عدة ، عندها أيقنت أنه موضوع يجب أن نفرد له مساحات كبيرة  نتناوله فيها بإستفاضة ، وكما أننا نتابع بصورة مستمرة أخبار مواطنينا في المهاجر ، قصص النجاح ، وحكايات الألم ، منها المحفز ، وفيها المحبط .
 الزملاء بسودانيزأونلاين ( دوت كوم  ) كثيرآما يكون لهم السبق ؛ و يأتوننا بأجمل الأخبار ، وقصص المَهاجر خاصة من أميركا ( لسودانيين أمريكان ) ولا أخفي عنكم سادتي أنني بقدر ما أسعد لأحاديث مثل هذه ؛ أحزن لكونهم كفاءات ، بعضهم ترك البلاد قسرآ ، وهاجر منهيآ مضايقات يتعرض لها، أو  لم تتاح له الفرصة ، وربما حرصآ على تمسكه بطموحاته وأحلامه التي أصبح بين خيارين معها إما الهجرة لتحقيقها ، او التنازل عنها ...  وكثيرة هي أسباب الهجرة والإغتراب ، فبلادي قد تكون من أكثر البلدان التي تلفظ بنيها (وللأسف  الكوادرمنهم )  والكفاءات في  مختلف المجالات ، بل حتي العمال المهرة وغير المهرة ، ولا تسأل  عن العلماء الذين لهم بصمات واضحة وفي مجالات مختلفة بالعالم ، وتركوا أثرآ في كل الأماكن التي مرو منها  ، وثقوا بأنه يملأؤهم الحزن والأسى لكونهم غير قادرين على تقديم مالديهم لبلادهم بصورة كاملة  !
 حقيقة لا أعلم ماهي  الظروف التي حملت أسرة عضو مجلس أيوا المنتخب مزاهر صالح على الهجرة  - على الرغم من أنه هنالك حوارات عديدة اجريت معها لكن الوقت لم يسعفني لمطالعتها – إلا أن العبرة في أنها هاجرت حديثآ من السودان لأميركا ( أرض الأحلام ) وفي ظرف عشرون عامآ أصبحت مرشح للحزب الديمقراطي ، وحازت على ثقة المواطنين الأمريكيين ، فالسنوات التي قضتها في بلد أجنبي هاجرت إليه حديثآ مكنتها  من الوصول لهذا الموقع ، في الوقت الذي يكافح فيه أقرانها بالداخل ( داخل السودان وطنها السابق ) وعلى مدى سنوات هجرتها هذه للحصول على وظيفة !! ، وربما البعض منهم قد استسلم واتجه للتنقيب العشوائي عن الذهب أو اتجه لمجالات أخرى بعيدة عن مجال تخصصه .
 وعلى مدى اليومين الماضيين لاحظت ان البعض يستنكر تناول موضوع فوز مزاهر بمواقع التواصل الإجتماعي وغيره ، متحججين بأنها أصبحت مواطنة أمريكية وغير ذلك ... سادتي علينا أن لا ننظر للأمر من هذه الزاوية بسبب أنها قصة نجاح وألم معآ ، نجاح للسودانيين الأمريكيين وخاصة الأيويين منهم ( المقيمين في أيوا ) وألم  لمن هم في الداخل ، ولكونها في أرض الأحلام ، حيث الديمقراطية والحكم الرشيد ، وعلى الرغم من جذورها القريبة  المنظورة أخذت فرصتها ونالت ثقتهم  ولم نسمع أن هاجمها أحد بأنها مهاجرة أو قبيلتها كذا ، وأصلها وفصلها وما يتبع ! ...
 مزاهر مجرد مثال لقصص كثيرة وبطبيعة الحال يسعد كل سوداني عندما يسمع عبارة " من أصول سودانية " وكل من تابع  فيديوهات الإحتفال بفوزها سمع الزغاريد وهي فرحة  للسودانيين هناك قادتهم الي العودة الى الجذور ، وهو إحساس ذو شجون .
 هنالك ألم باقِ وهو أن موضوع هجرة العقول والعلماء أبدآ لم يزعج أو يقلق متخذي القرار ، ولعلي طالعت بهذا الخصوص  مانشيت ( وهو تصريح )محبط جدآ بإحدى الصحف إعتذر عن إيراده أو ذكره حتى !
 أخيرآ معلوم أن المواطنين من بعض الدول قد يقصدون أميركا أو استراليا أو أي دولة ( من دول المعاني الحرة ) وللإقامة فيها لمختلف الأسباب ، وقد تمتد إقامتهم لعقود ومع ذلك تجدهم لايفكرون في التقدم بطلب لنيل جنسية تلك الدولة ؛ لكن للأسف أجد بعض مواطنيَ مجبرين على السعي لنيلها لمخاوف قد تبدو منطقية أو لمواقف مروا بها خلال ترحالهم شعروا خلالها بهوانهم (على الناس) .
 كما أرجو أن يتمسك الشباب بأحلامهم ،خاصة أولئك الذين لم تتاح لهم الفرصة   ، وحتمآ سياتي يوم يشعر فيه  كلٌ منهم بأنه جزء من واقع شارك ( هو ) في صياغته .
 وكم من علامات !
 
 | 
 |