أولى الخَطى ..!! بقلم الطاهر ساتي

أولى الخَطى ..!! بقلم الطاهر ساتي


11-09-2017, 02:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1510232444&rn=0


Post: #1
Title: أولى الخَطى ..!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 11-09-2017, 02:00 PM

01:00 PM November, 09 2017

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


:: بعد منافسة انتخابية خاضتها مع أربعة منافسين، المهندسة مزاهر محمد علي صالح أول إمرأة سودانية تفوز بمقعدها في مجلس مدينة ايوا الأمريكي .. وهكذا أمريكا .. الأرض التي يراهن فيها الإنسان - لينجح في الحياة - على (الموهبة والطاقة)، وليس على الدين والعرق والقبيلة والحزب والحسب والنسب .. وما أسموها - أمريكا - بأرض الفرص إلا لتعدد فرص الفرد في إتخاذ القرارات المناسبة لموهبته ورغبته، والمؤدية في ذات الوقت إلى الهدف بلا متاعب .. أي تمشى الخطى المجتهدة هناك - نحو الهدف - بلا أي قيود دينية أو قبلية أوعرقية أو طائفية.. !!
:: والكثير من أهل السودان بالخارج يشرفون بلادهم ويمثلون شعبهم في مواقع عملهم وسكنهم خير (تمثيل وتشريف)، و ما مزاهر صالح إلا أحدهم .. ولكن ما يستدعي عرض وتوثيق تجربة نجاح مزاهر - في منافسات انتخابات مجلس مدينة ايوا - هو إختيار المواطنين هناك مهاجرة إفريقية عربية مسلمة بكل ثقة بحيث تمثلهن في مجلس المدينة.. اختروها بمختلف ألوان طيفهم العقائدي والعرقي والثقافي، وهذا ما لايحدث في العالم الثالث (والأخير طبعا)..فالسؤال - في هذا العالم البائس - عن نسب ودين وقبيلة المرشح يسبق آمال الناخبين إلى صناديق الاقتراع، وتلك العوامل هي التي تحرك يد الناخب نحو الصندوق وليس برامج المرشح ..!!
:: وكان شيخ الاسلام ساتي ماجد قد كتب عن قيمة الحرية والعدالة واثرها في تحقيق (الغايات السامية)، بحيث يقول : (إني هاجرت إلى بلاد الحرية والعدالة في مدة تزيد على خمس وعشرين سنة، وكنت أنظر إلى أناس من مهاجري الشرق يتكلمون عن الاسلام بوعر الكلام، ولما نظرت إلى هذه التعديات قمت ضد المقاومين، وكنت أرد عليهم في (الجرائد الحرة) .. وكنت أجدُ عنتاً كبيراً من المقاومين، ولكن بفضل الله - ثم بفضل عدالة حكومة أنكل سام - لم يكونوا يقدرون على عمل شيء فيما كانوا يقاومون به ضد هذا الدين الطاهر).. !!
:: و مزاهر صالح أيضاَ - كما ساتي ماجد - استغلت مناخ الحريات و عدالة الدولة لتحقيق هدفها السامي، أي تحقيق حًلم الفوز بهذا المقعد الذي يَعد أولى خطى الساسة هناك نحو مقاعد الكونغرس وغيرها من المواقع العليا.. إشراقة، مزاهر، مشاعر، معاوية، خالد، فيروز محمد علي صالح، أبناء أسرة كريمة أحسنت تربيتهم وتعليمهم بالجنيد بولاية الجزيرة، حيث كان يَكافح والدهم عاملاَ بمصنع سَكر الجنيد قبل أن ينتقل إلى رحمة مولاه تاركاً مزاهر وشقيقاتها وأشقائها لوالدتهم التي واصلت درب الكفاح حتى تفوقوا بفضل الله .. تخرجت مزاهر في كلية الهندسة المدنية بجامعة السودان، ثم هاجرت إلى أمريكا في العام (2002)..!!
:: وهناك لم تستسلم مزاهر لكآبة الغربة ومتاعب الحياة الزوجية، بل درست وتأهلت ثم إنصهرت في المجتمع الأمريكي من خلال مراكز ومظمات المجتمع.. وعن فكرة الترشح لعضوية مجلس مدينة ايوا، تقول مزاهر صالح لرشان أوشي بالمجهر السياسي : (أنا أعمل الآن من أجل تغيير مدينة آيوا لكي أجعلها تنفع كل الناس بغض النظر عن أنهم أقليات أم مهاجرون أم أصليون أو بسطاء أو أثرياء، لأننا هنا سنربي أبناءنا..كنت أجمعهم في مائدة مستديرة للبت في حل مشكلة ما، ومن هنا طفرت إلى ذهني فكرة الترشح، لإكمال ما بدأته بشكل رسمي)..وهي أولى الخَطى في مشوار المليون ميل، كما يقول طموح مزاهر صالح في (أرض الفرص) ..!!

fb