قرشي لعبد الرحيم أبو ذكري بقلم عبد الله علي إبراهيم

قرشي لعبد الرحيم أبو ذكري بقلم عبد الله علي إبراهيم


11-06-2017, 11:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1510006701&rn=0


Post: #1
Title: قرشي لعبد الرحيم أبو ذكري بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 11-06-2017, 11:18 PM

10:18 PM November, 06 2017

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر



(نشرت أيام ولايتي على صفحة الميدان الأدبية في 1964-1965 القصيدة التالية للشاعر العجيب عبد الرحيم أبو ذكرى، رحمه الله، هذه القصيدة عن مصرع فتى الجيل الوسيم أحمد القرشي طه. ولم أجد للقصيدة دوراناً على الألسن على عذوبتها الهامسة التي هي ميسم شاعرية أبو ذكرى. ولا أعرف حتى لو نشرت في ديوانه "الرحيل في الليل". وليس الديوان بين يديّ لأحكم. وأنشرها هنا بمثابة ولاء لخصوبة جيلي: جيل "جمر الجسد وصندل الشعر" في كلمة لمحمد المكي إبراهيم. وسنأتي في تاريخه ذكر حريق جسد السماني في مدني في شتاء 1965 احتجاجاً على حل الحزب الشيوعي وكلمة على عبد القيوم عنه.
لأنه يُقْدُم حين يُحَلِق الكريه

وفي مكان قلبه ركيزة من الحجر
لأنه ابن أبيه
اخترقت جبهته الدخان والرصاص والخطر
وظل واحداً أقوى من الباطل والمذياع
ومن رصاص قاتليه
*****
من يومها لم تنَم البلاد إلا في ضريحه
ولم تضم جرحَها القاتلَ إلا تحت وهج روحه
صار لها محطة الوصول
والفرش والمسكن بعد السفر الطويل
تذكر المعذبون إذا رأوه أنهم معذبون
فغضِب المعذبون
وعرف الفقير أنه الغني والمجرم أنه الأمين
ومذ أشارت يده للمطر
أزهرت المستنقعات تحت دفق دمه (وسالت)الحقول
وانفتحت في كل بيت كوة إلى السهول
ونبضت على امتداد النيل والصحراء جثة القتيل
بني له في كل قلب عاشق لأرضنا سكن
أجج في صدر الشيوخ نعرة الشباب
فاختفت اللحى والأعين الغائرة المفترسة (المندرسة)
وفي عيونه رأى الصغار الماء والأنهار
تَدْفُق، ثم تشعل الصحراء بالخضرة، والقفار
وجعل النساء ينسين الرجال جائعين في الحقول
وتترك العصافير الغناء أدبا
ويهجر السنجاب حرصه والنمل كَدَه، ويهرعون
إليه، والليمون فوق كتفه يُسَاقِط الثمار
وأقبل الليل فناموا تاركين جثة الفتي إلى الكلاب
لم تدفنوا يا فقراء الأرض القرشي . . . فادفنوه
لا تتركوه في العراء . . . لا تتركوه
أنتمو له أبوه
وتركوه في العراء
تعدو على جثته التربة والأمطار
وحولها يَفُح عاصفٌ نزق
يجرف برد الليل والبوار والدمار
وليس إلا حفنة من الكلاب تستبق
تحت جدار، وفي فم كل كلب من قميصه مزق
****

يا قرشي عليك من أبناء أرضنا السلام

ما زلت يا والدنا أقوى من الذين وسخوا يديك
أقوى من العباءات الوقورة والأحذية التي مشت عليك
ركيزة للضعفاء والمُضَيَقين والمُستغْفَلين
يا أنت يا مبارك الوجه وكل الخير في يديك
وكل ما يُهَبه فقيرُنا يأخذه من راحتيك
وكل ما نشتله نسنده عليك
ونستريح لو يدركنا الإرهاق بين ساعديك
***
لأنت حرب الظالمين حتى يسقطوا
أنت أبو المُسْتَغفلين حتى ينظروا ويعرفوا
أنت أبو المستضعفين حتى يكبروا ويعصفوا
يا رحمة الله عليك
يا رحمة الله عليك