بين إيلا والمجلس التشريعي بقلم الطيب مصطفى

01:54 PM November, 01 2017

سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

ما كنتُ لأعقّب على أحد كبار الصحفيين ممن ظلوا يساندون والي الجزيرة محمد طاهر إيلا ظالماً أو مظلوماً لولا إنكاره أن الرجل حرّض الجماهير على احتلال المجلس التشريعي.
لن أكذب عيني وذلك الفيديو الذي ملأ الدنيا وشغل الناس لأصدق ادعاء لا يقوم على ساقين ذلك أن إيلا لم يكتفِ بالدعوة إلى احتلال المجلس إنما طالب بمنع انعقاده إلى أن يصدر قرار رئاسي بحله ! يفعل إيلا ذلك بالرغم من علمه أن أولئك (الأعداء) أحق منه بالبقاء كونهم منتخبين في حين أنه مُعيّن!
تلك كانت قاصمة الظهر التي كشفت درجة الاستبداد الذي بلغه إيلا وهو يمزق الدستور الذي نصب أولئك النواب المنتخبين، المُحتَقرين لدى إيلا، رقباء عليه وعلى حكومته ومشرّعين لقوانينها ولوائحها.
ليت ذلك الصحفي الكبير تجاوز الحديث عن إنجازات إيلا التي، مهما عظمت، لن تبرر خرق الدستور الذي أقسم إيلا على التقيّد به والعمل بمقتضاه كما لن تجيز له ممارسة التسلط والطغيان على مجلس منتخب حتى لو كان إيلا قد أفلح في نقل تلك الولاية الفقيرة إلى مصاف ولايات الدول العظمى تقدماً ورفعة.
إنه الطغيان الذي تلبس الرجل الذي لم يكن كذلك في الأيام الخوالي ولكنها السلطة عندما لا تُكبح بقيم التواضع وزواجر مخافة الله رب العالمين.
لقد والله عجبتُ كيف يجيز إنسان كائناً من كان لنفسه أن يصبح خميرة عكننة أينما حلّ، يشق صف حزبه ويوتر الأجواء بين قياداته وقواعده ويًحيل وحدتهم إلى نزاع وشقاق؟!
أود أن أذكر .. أن الوالي المعين أو القادم من خارج الولاية سيغادرها طال الزمن أم قصر، أما المواطنون والقيادات السياسية من أهل الولاية فإنهم باقون في ولاياتهم، ولذلك لا يحق للقادم المؤقت أن يعكر صفو الولاية ويمزق وحدتها وتماسكها كما لا ينبغي للقيادة السياسية في الحزب أن تقدم المؤقت على المقيم.
فعل إيلا ذلك في ولاية البحر الأحمر التي شاهدتُ فيديو متداولاً للرجل خلال زيارة قام بها في عيد الأضحى الفائت، يحرض فيه مواطني سنكات بلهجة الهدندوة ويقول: (رغم بعدي عنكم نحن متابعين موقفكم وأحيي وقفتكم وتماسككم في قضية ولدنا بدري وقضية أحمد همد (رئيس المجلس التشريعي المقال) التي أثبتت أصالة معدنكم وأؤكد لكم أنني مهما بعدتُ عنكم بتواجدي في الخرطوم أو مدني أنا معكم ولن نترك كائناً من كان يلعب في أرضكم وبلدكم وأثق تماماً أنكم لن تفرطوا في بلدكم لأي شخص ..أنا معكم في كل قضاياكم ومشاكلكم ما بنخاف من زول سواء كان جن أو إنس تماسكوا وتوحدوا ما تخافوا من زول يعمل ليكم حاجة)!
قال إيلا ذلك خلال زيارة قام بها لولايته السابقة حيث لم ينس أجندته السياسية القديمة حتى بعد أن غادر البحر الأحمر، ومعلوم أن إيلا اعترض على إعفاء أحمد همد الذي كان رئيساً للمجلس التشريعي ولن أتحدث عن علاقاته الإقليمية المشوبة بكثير من علامات الاستفهام، ولن أزيد لكني أنزعج بشدة من لغته التحريضية وهو يتدخل في قرارات الوالي الحالي ويحذر: (لن نترك كائناً من كان يلعب في أرضكم وبلدكم)! ويدعوهم إلى التماسك والتوحد لمواجهة عدو متربص يضمره في نفسه الأمارة!
أزيدكم كيل بعير .. فقد شاهدت فيديو لطلاب مدارس ثانوية جيء بهم صباح أمس من قرى بعيدة بعد أن تركوا مقاعد الدراسة وحُشدوا ببصات مدفوعة القيمة حاملين لافتات لا يعرفون معنى ما كُتب فيها ووقفوا يصرخون أمام المجلس التشريعي وقد حزنتُ والله، بعد أن ضحكت، من هذه الألعاب الصبيانية وتساءلت عن من منح هؤلاء إذناً بالخروج والاحتشاد بينما القوى السياسية بكبارها تنتظر الشهور ذات العدد للحصول على تصديق بالتجمهر ولا تجد من يسمح لها (بقولة بغم) !
أشفق والله على هذه البلاد مما تفعله نخبها السياسية التي اختزلت وطنيتها في أطماعها السياسية وفي انتماءاتها لقبائلها ومناطقها الجغرافية وفي عنصريتها المنتنة، لم يثنها ما تراه من دمار وخراب وموت في محيطها الجغرافي الملتهب ولم يحد من أطماعها وازع من دين أو وطنية.
أرجع لأقول إن على المركز أن ينتصر للدستور لا إلى الأفراد مهما كانوا وليعلم القائمون على أمر المؤتمر الوطني أن الدستوريين الذين أقسموا بالله تعالى سواء في البرلمانات أو المواقع التنفيذية على خدمة الوطن ومواطنيه وليس للحزب، لا يجوز لهم أن يقدموا الولاء للحزب على الولاء للوطن وقبل ذلك على الولاء لله رب العالمين.




assayha

(رغم بعدي عنكم نحن متابعين موقفكم وأحيي وقفتكم وتماسككم في قضية ولدنا بدري وقضية أحمد همد (رئيس المجلس التشريعي المقال) التي أثبتت أصالة معدنكم وأؤكد لكم أنني مهما بعدتُ عنكم بتواجدي في الخرطوم أو مدني أنا معكم ولن نترك كائناً من كان يلعب في أرضكم وبلدكم وأثق تماماً أنكم لن تفرطوا في بلدكم لأي شخص ..أنا معكم في كل قضاياكم ومشاكلكم ما بنخاف من زول سواء كان جن أو إنس تماسكوا وتوحدوا ما تخافوا من زول يعمل ليكم حاجة)
ما الجريمة في الاغتباس اعلاه : هل هي متابعته لمشاكل اهله.. مساندته لاحمد همد؟ حرصه ان لا يلعبث احد بموطنه الصغير ....حثه على عدم الخوف؟ الاغتباس يؤكد وطنية الرجل ووفائه لعشيرته واهله فهو كما قلت غريب لابد له ان يعود لموطنه !!

لأقتباس وليس الاغتباس يا بتاع إيلا أنت .. هههههه

الأقتباس وليس الاغتباس يا بتاع إيلا أنت .. هههههه

وانت ذاتك كلمة اقتباس همزة وصل لانها مصدر لفعل
خماسي

Quote: ليت ذلك الصحفي الكبير تجاوز الحديث عن إنجازات إيلا التي، مهما عظمت، لن تبرر خرق الدستور الذي أقسم إيلا على التقيّد به والعمل بمقتضاه كما لن تجيز له ممارسة التسلط والطغيان على مجلس منتخب حتى لو كان إيلا قد أفلح في نقل تلك الولاية الفقيرة إلى مصاف ولايات الدول العظمى تقدماً ورفعة.

ده تناقض غريب
اين كان هذا المنطق صبيحة 30/6/1989 المشئوم
كان فى دستور و نظام ديمقراطى و حكومة منتخبة ... ليه ما ادنت الانقلاب ؟ و الادهى و الامر كنت من اكبر داعميه و بل وصل بك الحال بالاحتفاء
بانفصال جزء عزيز منه حتى يستمر حكم الانقاذ الباطش البائس الخارق للدستور