ترى كم من أهل الخرطوم.. أنقذ واليهم!؟ بقلم محمد لطيف

ترى كم من أهل الخرطوم.. أنقذ واليهم!؟ بقلم محمد لطيف


10-30-2017, 02:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1509368405&rn=1


Post: #1
Title: ترى كم من أهل الخرطوم.. أنقذ واليهم!؟ بقلم محمد لطيف
Author: محمد لطيف
Date: 10-30-2017, 02:00 PM
Parent: #0

02:00 PM October, 30 2017

سودانيز اون لاين
محمد لطيف-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


لعل السؤال الذي يشغل بال الكثيرين الآن هو.. لماذا الآن..؟ أي لماذا تحمست ولاية الخرطوم الآن لإغلاق جسر النيل الأزرق.. بعد الإعلان عن أنه لا يصلح للعمل يوما واحدا..؟ والسؤال بهذه الصيغة وكأنه يوحي بسؤال آخر.. لم العجلة..؟ ولكن السؤال الأخير هذا سيتبخر ولا شك.. ويصبح لا محل له من الإعراب.. حين يضع أمامك المختصون الحقائق التالية..
الاختبارات التي تمتعلى الكوبري: 1ـ عام 1981 فريق من جامعة ليهاي الأمريكية. 2ـ عام 1994 شركة آيباك السودانية برئاسة بروفيسور دفع الله الترابي. 3ـ عام 2004 شركة ألقان التركية. أيضا مستشارها بريفسور الترابي. 4ـ 2008 استشاري ألماني قدم تقريرا للسكة حديد وضح فيه خطورة وضع الكوبري. 5ـ 2009 شركة جيلين الصينية.
وقد أجمعت كل التقارير السابقة على ضرورة صيانة الكوبري منوهة إلى تدهور الوضع الإنشائي في الفترة الأخيرة، مما استدعى اتخاذ القرار الصعب بإجراء الإصلاح وإعادة التأهيل الشامل للكوبري بصورة مستعجلة وأخذ توصيات جميع الدراسات السابقة في الاعتبار.
إذن.. يتضح أن تنفيذ التوصية بمراجعة الوضع في جسر النيل الأزرق قد تأخر في الواقع لما يقارب الأربعين عاما.. ولم يكن متعجلا كما يبدو للبعض.. أو يحاول أن يصور البعض الآخر.. ولكن ثمة إفادة مهمة ربما تبرر هذه العجلة..
بعد ظهيرة نهار الخميس الماضي تلقيت اتصالا هاتفيا من السيد والي الخرطوم.. كان سؤاله دون مقدمات وبعد التحية: إنت وين..؟ فاستعذت بالله.. ثم توكلت عليه.. وقلت له: أنا في بحري.. فأنا أعرف مثل هذه الأسئلة من عبد الرحيم.. فحين يسألك أين أنت الآن.. فهذا يعني أنه يريدك الآن.. وليست هذه هي القضية.. بل المشكلة أنه في تلك اللحظة يمكن أن يكون في أقصى جنوب الكلاكلات.. أو شمال الجيلي.. أو حتى في غرب الحارات.. المهم أن تكون حيث هو.. لذا استعذت.. وأحمد الله أن كان رحيما بي فقد جاءني صوت الوالي عبر الهاتف.. (خلاص بعد عشرة دقايق لاقيني في نص كوبري النيل الأزرق).. قلت في سري.. هينة دي يا سعادتك.. لكن قشعريرة سرت في جسدي وأنا أتصور أن الجسر العجوز يتهالك تحت أقدامنا.. ولم أكن أتوقع قط أنني سأشعر بالفعل بتلك القشعريرة.. بل وبرعب حقيقي.. وأنا أرى بأم عيني.. أجزاء من هيكل الجسر الرئيس قد بدأت في التساقط.. قبل قرار إغلاقه.. وجدت السيد الوالي رفقة رهط من معاونيه.. المهندس مستشار دكتور الطيب الريح خلف الله إسبان للاستشارات الهندسية.. استشاريو مشروع التأهيل قادونا في شرح مطول.. وعرض مرعب.. بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. حول أوضاع الكوبري وأحواله.. ورغم أنني من سكان الخرطوم بحري الذين يعبرون هذا الجسر يوميا منذ عشرات السنين.. إلا أنها كانت أول مرة أعرف فيها أن ثلث الجسر تقريبا عبارة عن خشب.. خاصة في الجهة الشمالية.. والسبب أن ذلك الجزء كان يفتح ويغلق لمرور البواخر التي تتجه لجنوب السودان.. حين كانت لنا بواخر.. وكان لنا جنوب.. أما المرعب حقا فكان حين هبطنا لأسفل الجسر.. وإذا بقطع الأخشاب تتساقط.. والذي بقي في مكانه تحول إلى (نشارة) وهي مسحوق الخشب لمن لا يعلم..!
أما الأشد رعبا وإثارة فقد كانت تلك الكميات الهائلة من مظاهر الصدأ والتآكل الذي غزا الحديد الذي يشكل الهيكل الرئيس للجسر.. المستشار دكتور الطيب أبلغني أن قرار إغلاق الجسر كان قد صدر حتى ولو لم يتوفر التمويل للتأهيل.. وذلك لخطورة الوضع.. غير أن الوالي وحكومته نجحوا في الحصول على التزام المالية الاتحادية بتوفير التمويل المطلوب..!
من الطرائف ونحن نحاول المرور عبر الجسر متفادين أكوام مواد الصيانة.. ونتفادى الآليات والعمال.. فاجأني الوالي بسؤال.. إنت واقف في نص الكوبري.. هل يمكن تشغيل الكوبري جزئيا..؟
سألته والدهشة تعقد لساني.. كيف يعني..؟ قال لي والله أحمد قاسم قالوا قال ممكن.. قلت له على الفور.. طوالي ترجعوا الوزارة عشان يفتحوه جزئيا ويستمر في التأهيل.. أما المفاجأة فقد كانت حين سألتهم وكأنني قد اكتشفت الكنز.. لماذا لا تحولوا هذا الجناح الغربي إلى مسار ثالث للسيارات.. قال لي المهندس الصافي آدم مدير الطرق والجسور.. أصلا دي الخطة كدة.. قلت له.. إذن لما لم تعلنوا ذلك.. أجابني بنبرة لا تخلو من حيرة.. والله بلغنا الصحفيين لكن ما عايزين ينشروا.. وحين رأى دهشتي زاد بقوله.. التكلفة أيضا فقط 6 ملايين وليست 10 ملايين دولار..!


alyoumaltali