Post: #1
Title: الأنا !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 10-30-2017, 01:56 PM
01:56 PM October, 30 2017 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*لاحظت كثرة استخدام المفردة أعلاه هذه الأيام.. *هي..... وشقيقها (الآخر)..... في غالب كتابات نقادنا الأدبيين.. *فما من نص نقدي يخلو- تقريباً- من عبارة (الأنا في مواجهة الآخر).. *ولا غرابة في ذلك إن نظرنا إلى (الأنا) بدواخلنا.. *فسوف نجد أنها تستسهل محاكاة (الآخر)... في كل الذي تحسد عليه الآخر هذا.. *تحسده أولاً... ثم تغار منه....... ثم تشرع في تقليده.. *فالحسد- مثل المحاكاة - ظاهرة سودانية تفوق بنسب متفاوتة ما لدى شعوب أخرى.. *وقد أشرت إليها - مرةً - مثلما أشار إليها عبد الله الطيب.. *وإن كانت إشارتي من زاوية المعايشة فإن إشارة أديبنا الراحل تمت من زاوية تاريخية.. *قال إن أشد قبائل العرب حسداً هي التي هاجرت إلى بلادنا.. *وقبل فترة أشار إلى هذه الظاهرة أيضاً زميلنا زهير السراج في مقال طويل.. *وهي- إلى جانب ظواهر أخرى- تفسر أسباب (حالنا) الآن.. *فحين تغلب الطبائع السالبة على الإيجابية تتباطأ مسيرة النمو... في كل شيء.. *في السياسة... في التنمية... في السلوك... وحتى في الرياضة.. *ولابد من نقد صادق لـ(الأنا الجمعي) إن كنا ننشد إحداث نُقلة حضارية لأنفسنا... وبلادنا.. *وربما كانت الأنا التي تخصنا أقرب إلى التفسير الفرويدي.. *ومن ثم فهذا يشرح جانباً من عللنا التي أتحدث عنها... من منطلق نفساني.. *ومعروفة نظرية فرويد عن الـ(Ego).... والـ(Id).. *والتاريخ الذي لا يكذب- ولا يتجمل- يثبت بعضاً من صحة كلامنا هذا.. *فبلادنا سارت أولى خطوات التحضر إبان حقبة التركية.. *وعرفت لأول مرة الديوانية... والإنشاءات... والتخطيط... والتنمية.. *وما قبل ذلك كانت حقب من سيادة (الأنا العشوائية).. *ومع هذه العشوائية ميل إلى العنف... والحسد... والأنانية... وحب الشهوات.. *شهوات السلطة... والبطن... والفرج... وراجعوا كتابات الرحالة.. *فجميعهم بلا استثناء - قديمهم وحديثهم - أفاضوا في الحديث عن هذه الطبائع.. *ثم توقفت مسيرة التحضر فور سيطرة المهدية على البلاد.. *وكانت (الأنا الأنانية) - ذات القسوة- هي الصفة الغالبة في مناحي الحياة كافة.. *وظلت العاصمة - طوال تلكم الحقبة - محض قرية بدائية.. *ثم تواصلت مسيرة التحضر ما إن استلم كتشنر مقاليد الأمور.. *وكانت البداية بالسكة الحديد... ثم مباني الحكومة... ثم الطرق المعبدة...ثم كلية غوردون.. *ومنذ الاستقلال- وإلى الآن- ظلت خطوات تحضرنا في حالة تعثر.. *فكم من دولة نالت استقلالها معنا- أو بعدنا- وتجاوزتنا بمراحل في سكة التحضر.. *بينما نحسن نحن فقط الانتصار لـ(الأنا) على حساب (الآخر).. *و في أزمتنا الكروية الراهنة خير مثال على ذلك.. *فليت جدل الأنا والآخر في نقدنا الأدبي يتحول إلى جدل نقد ذاتي لأنفسنا.. *لك أنت... وهو... وهي........... و(الآخر).. *و............. أنا !!!.
assayha
|
|