| 
 | Post: #1 Title: قرار عاطفي بقلم أيمن الصادق
 Author: أيمن الصادق
 Date: 10-28-2017, 03:53 PM
 
 
 03:53 PM October, 28 2017 سودانيز اون لايننصف الكوبأيمن الصادق-sudan
 مكتبتى
 رابط مختصر
 
 [email protected]
 
 
 
 تابعنا الأيام الماضية الجدل العالمي الكبير الذي حدث بسبب  القرار الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية – والتي  إضطرت الى إلغاءه فيما بعد – والخاص بتعيين رئيس زيمبابوي روبرت موغابي سفيرآ للنوايا الحسنه للأمراض غير المعدية (مثل أمراض القلب والأزمة وغيرها) وأثار الأمر  موجة سخرية وانتقادات من دول مؤثرة ، وبعض المنظمات  وخاصة تلك التي تدافع عن حقوق الإنسان ، وكذلك المعارضة في زيمبابوي .
 وفي الحقيقة من الطبيعي أن يٌقابل قرار مثل هذا بالرفض القوي والإستهجان اذا علمنا أن روبرت موغابي والذي يناهز الأربعة وتسعين عامآ ديكتاتورآ عتيدآ ،  وأحد المعمرين الذين  يحكمون بالعالم ، ويحكم بلاده يقبضة حديديه منذ نحو أربعين سنةُ  كانت كفيلة بتدمير زيمبابوي ، ويشهد الجميع بإنهيار النظام الصحي فيها تمامآ ، وزيمبابوي تعيش اليوم تحت وطأت الحصار الذي تفرضه كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ، والثمن بالطبع يدفعه المواطن هناك .. كما جرى بعقوبات السودان مثلآ ( تُفرض العقوبات على الأنظمة كإسلوب ضغط ؛ وتحولها الأنظمة لفاتورة بقاء له في الحكم ويدفعها عنه المواطن !) .
 ولم تمر ساعات   من إعلان قرار تعيينه سفيرآ للنوايا الحسنة حتى بدأنا نستقبل تصريحات الإستنكار وبيانات الإدانة للخطوة  من جهات مختلفة في العالم ، أقواها –برأيي – تلك التي صدرت عن رئيس الوزراء الكندي الشاب جاستين ترودو  حيث قال : " كنت إعتقد أنها مزحة سيئه  " فمعك حق سيدي ؛ كيف يكون عندك حقيقة وأن الحكام في منطقتنا جاثمين بعدد سنين عمرك ؛ وزيادة في كراسي الحكم  ولا أحاديث عن تداول للسلطة أو نهاية ولاية حكم !
 كذلك قالت الخارجية الأمريكية في بيان : " إن قرار تعيينه يتناقض مع مبادي الأمم المتحدة ، وأن موجابي يمثل خطرأ بالنسبة للسلام والإستقرار "  ومن المؤكد أن الولايات المتحدة اتخذت خطوات أكثر من مجرد اصدار بيان في هذا الأمر ، وبالتأكيد لن تغيب  بريطانيا ( مستعمر الأمس ) عن الموضوع ، والتي تَعتَبِر أن الأمر يعنيها بالدرجة الاولى حيث جاء التعليق الرسمي لبريطانيا قائلآ : " ان القرار مفاجئي ومحبط في ضوء العقوبات الأمريكية والأوروبية " فضلآ عن بيانات إدانة قوية صدرت عن الجهات الدولية المؤثرة ، وتحت هذا الضغط المتصل إضطرت منظمة الصحة العالمية الي إعلان إلغاء تعيين موغابي سفيرآ للنويا الحسنة وصدر القرار عن مدير منظمة الصحة العالمية إدهانوم غيبريسوس ، والذي قال ان ذلك حرصآ لمصلة الوكالة الأممية .
 وأجدني أسوق العديد من المبررات في مسألة تعيين موغابي – غير المقبول هذا -  والتي إن اخذنا بها يمكن أن نجد العذرلذلك ؛  منها أن القرار عاطفي بنسبة كبيرة ؛ إذ ان مدير المنظمة الأفريقي  الأثيوبي  إدهانوم غيبريسوس ربما أراد أن يصنع من الديكتاتور العظيم موغابي شخص إيجابي على الأقل يخدم أهداف منظمة الصحة العالميه ، وشئ آخر برأيي يجب أخذه في الإعتبار وهو انه يحكم زيمبابوي لعقود وأن الأمر الواقع هو التعاون معه لاغير ، وربما تم تدارس الأمر في المنظمة ووقع عليه الإختيار من بين العديد من الشخصيات المؤثرة والبارزة لما له من سلطة وقبضة فأرادو إستقلال موقعه لخدمة أهداف المنظمة .
 والشئ الثاني الذي يمكن أن أشير له هنا أن السيد إدهانوم ربما  أراد أن تكون المنظمة في عهدة أكثر فاعلية ، و أن تتسم بتحقيق نتائج عاجلة مع سرعة الاستجابة ،وهذا قد يجعله يتجاوز العديد من العقبات والقيود ليمد يد التعاون مع شخص مثل موجابي .
 أخيرآ موضوع قرار  تعيين ،  وإلغاء تعيين الديكتاور الهَرِم هذا لن يمثل نقطة سوداء لشخص عملي مثل إدهانوم غيبريسوس ، فمعروف عنه  أنه رجل سياسي ودبلوماسي محنك ، عمل بجهد بتوجيهات الاتحاد الافريقي في مجالات الصحة  ، وخاصة  مكافحة الإيبولا ، كما أنه معروف عنه المرونة والإستماع للجميع عندما كان وزيرآ للصحة في اثيوبيا ، ونذكر أن الجميع تحدث عنه بالخير عندما كان مرشحآ لشغل منصب مدير عام  منظمة الصحة العالمية .
 
 
 
 | 
 |