في انتظار تشطيب الشقة ..!! بقلم عبدالباقي الظافر

في انتظار تشطيب الشقة ..!! بقلم عبدالباقي الظافر


10-26-2017, 02:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1509024240&rn=1


Post: #1
Title: في انتظار تشطيب الشقة ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 10-26-2017, 02:24 PM
Parent: #0

02:24 PM October, 26 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



قبل أيام اتصل عليَّ صديق مغترب يسألني إن كانت الشقق قد اكتمل تشطيبها.. وقتها كنت خارج الشبكة، ولم أطلع على صحف اليوم.. لكن تفاصيل الخبر التي جعلت صديقي يصرف النظر عن إرسال بعض المال للسودان في انتظار الجائزة، كانت تثير الحسرة والدهشة.. الحكومة أعلنت أنها ستقدم حوافز للمغتربين الذين يحوِّلون أموالهم عبر الجهاز المصرفي.. حزمة المكافاءات تشمل عشرة آلاف شقة.. إضافة لحوافز أخرى.
في البداية تبدو الفكرة هلامية.. ستتحول الحكومة إلى مقاول يبني الشقق، ثم يقوم بتوزيعها على المغتربين.. وقتها سيجد السوق الأسود أسلوباً آخر أكثر جاذبية.. في النهاية لن تتمكن الحكومة من الإيفاء بتعهداتها.. الأمر الثاني أن مجرد الإعلان عن مكافأة لم يتم الإعداد لها جيداً يصبح عاملاً في تأخير التدفقات النقدية من جمهور المغتربين.. سينتظر الناس إعلان (اليانصيب) الحكومي.. وحينما يكتشف الجمهور أن الحكومة عاجزة عن السيطرة على تدهور العملة الوطنية وسيهتف الناس (سينما أوانطة أدونا فلوسنا).
حتى هذه اللحظة يبدو لي أن الحكومة قطعت تذكرة الى محطة رفع العقوبات.. لم تكن مصدقة أن القطار سيصل تلك المحطة.. الآن وزير المالية يطلب من الشعب الانتظار تسعة أشهر أخرى.. يعد الفريق الركابي أن وزارة المالية ستتخذ إجراءات من أجل كبح جماح الدولار.. ويبشرنا الوزير أن خزائن البنك المركزي تئن بالدولار.. هنا بالضبط مكمن الخلل.. عرض النقود والتحكم في الاحتياطات النقدية من صميم عمل البنك المركزي.. لكن الآن وزارة المالية تتعامل مع البنك المركزي باعتباره إدارة داخلية ملحقة بمكتب الوزير.
من ناحية أخرى اعترف رئيس الوزراء بفشل الحكومة والشعب في معركة الدولار.. علي محمود رئيس اللجنة الاقتصادية طالب بتدخل البنك المركزي في سوق شراء الذهب واحتكار التصدير.. هنا أيضاً تقع الحكومة في خطأ تكليف البنك الرقابي بمهمة خارج مهامه الأساسية.. لكن كل ذلك يفيد باضطراب الرؤى الحكومية.. الآن سقطت ورقة التوت.. في السابق كان يتم التعلل بالاستهداف العالمي والمقاطعة الأمريكية.. لكن الحقيقة أننا لا نملك إستراتيجية اقتصادية للخروج من المأزق.. وتبدو الحكومة عاجزة عن اتخاذ تدابير صعبة خوفاً من الفاتورة السياسية.
في تقديري أن مسار التعافي واضح.. أخطأت الحكومة برفع حالة الترقب الشعبي حينما أوحت أن تحسناً كبيراً في حياة الناس سيتحقق بمجرد رفع العقوبات.. كسبت الحكومة جولة بانخفاض مفاجيء سيعقبه ارتفاع حينما يدرك الناس الوهم الذي أشتروه بحرِّ مالهم.. الطريق نحو التعافي يمر عبر زيادة الإنتاج والإنتاجية.. هذا الخيار سيحتاج لبعض الوقت لنجني الثمار.. المشاريع ذات العائد السريع تتمثل في القدرة على جذب استثمارات أجنبية سريعة.. وفي ذات الوقت بث الثقة عند العاملين بالخارج ليعودوا للتعامل مع القطاع المصرفي.. وهنأ يجب أن نضع في الاعتبار أن كثيراً من هذه المدخرات أصلاً متدفقة داخل الدورة الإنتاجية بالسودان، ولكن بعيداً عن بصر الحكومة.
بصراحة.. الحكومة تحتاج إلى منقذ اقتصادي.. نحتاج إلى فريق اقتصادي يقوده رجل شجاع له القدرة على كتابة روشتة تعويم الجنيه واطلاق سراحه من القفص الحكومي.. الى أن يحدث ذلك سنظل في محطات التردد والخوف وانتظار المجهول والشقق المشطَّبة.

assayha