Post: #1
Title: موسم الهجرة !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 10-19-2017, 02:14 PM
01:14 PM October, 19 2017 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*ولا نتحدث عن الهجرة إلى الخارج.. *فهي ليست ذات موسم واحد... وإنما مواسم على مدى سنوات (التمكين).. *فعملية التمكين هذه كانت ذات (قوة طرد مركزية).. *ومن (المطرودين) هؤلاء من هاجر... ومنهم من هام على وجهه... ومنهم من مات غبناً.. *ولا نتحدث كذلك عن موسم الهجرة إلى الشمال.. *فصاحب هذه الرواية الخالدة هو صاحب العبارة الخالدة (من أين أتى هؤلاء؟!).. *ولكن لا موسمه... لا عبارته... يعنيانا في شيء هنا.. *وإنما الهجرة التي تعنينا... ونقصدها... هي الخاصة بالرجوع إلى الماضي.. *فموسم الهجرة إلى الماضي هذا هو الذي نعايشه الآن.. *هاجرنا ببدعة البكور (17) عاماً إلى الوراء لنرجع إلى محطة الزمن القديم.. *أو محطة الزمن الحقيقي... لا (المشاتر)... ولا (المكاجر).. *واحتجنا إلى ما يقرب من عشرين عاماً لنكتشف خطأً كان يمكن تصحيحه في ساعات.. *أو المتحكمون في (زماننا) هم الذين اكتشفوا هذا الخطأ (الزمني).. *وهاجرنا بفضيحة السلم التعليمي (الثعباني) ستة وعشرين عاماً لنرجع إلى السلم الأول.. *واحتجنا إلى كل هذا (الزمن) لنكتشف اعوجاج السلم.. *لنكتشف أنه سلم يهبط بمستوى تعليمنا نحو (الأسفل) ولا يصعد به إلى (الأعلى).. *لنكتشف أنه أسوأ... وأغرب... سلم تعليمي في العالم كله.. *أو أن الذين اكتشفوا هم من (نجروا) خشب السلم بما يشبه منشار (سفاح كنساس).. *فكان من ضحاياه عشرات الآلف من الفاقد التربوي.. *ولا نعني الفاقد التربوي كمصطلح يرمز إلى الذين يتساقطون من سلالم التعليم.. *وإنما نعني به حتى الذين تسلقوه... أو ما زالوا يتسلقون.. *بل وحتى الذين أوصلهم... أو وصلوا به... إلى ما نطلق عليه مجازاً (شهادات عليا).. *فحملة الماجستير والدكتوراة أنفسهم فاقد تربوي... الآن.. *وتتواصل مسيرة الهجرة إلى الماضي في موسم التعقل الفجائي هذا.. *ولا ننسى الهجرة إلى ما قبل نقطة (دنا عذابها).. *فبعد قرابة الثلاثين عاماً من مناطحة الصخر اكتشفنا أننا نحن الذين (تعذبنا).. *ولا ندري ما هو القادم الذي سنُهاجر به إلى ماضيه.. *أو إلى ماضينا الذي كنا به... وعليه... وفيه..... قبل فلسفات التجريب الخاطئة.. *ويمكننا أن نقول : قبل التعلم (الثوري) لحلاقة الرؤوس.. *رؤوس الناس... والاقتصاد... والسياسة... والتعليم... والإدارة... وحتى (الزمن).. *طيب ؛ هل هذه الهجرة تستحق تشجيعاً أم تشنيعاً ؟!.. *والإجابة : بل تستحق تشجيعاً حتى وإن أتت متأخرة (أكثر من اللازم).. *وأي شيء خلاف ذلك قد يؤدي إلى استشعار (العزة بالإثم).. *وندفع - من ثم - أثماناً أكثر من التي دفعناها إلى الآن جراء القرارات الخاطئة.. *فربما يستمر موسم الهجرة العكسي إلى أن نبلغ لحظة (الإنقاذ).. *ويتحقق شعار (رجِّعونا !!!).
assayha
|
|