البريء لا يطلق ساقيه للريح بقلم كمال الهدي

البريء لا يطلق ساقيه للريح بقلم كمال الهدي


10-16-2017, 08:12 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1508181133&rn=0


Post: #1
Title: البريء لا يطلق ساقيه للريح بقلم كمال الهدي
Author: كمال الهدي
Date: 10-16-2017, 08:12 PM

07:12 PM October, 16 2017

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


كتبت بالأمس مقالاً حول ما سطره الكاتب ( الهندي) عز الدين عن حادثة الدبلوماسي المشينة ورجوته في نهاية المقال أن يتحفنا برأيه حول حادثة اغتصاب الفتيات بواسطة أحد رجال الاعمال.

• وللتنويه فقد وجدت في المقال ( الكامل) للكاتب تناوله لحادثة الاغتصاب التي قام بها رجل الأعمال، لكن يبدو أن وراء الأكمة ما وراءها.

• واليوم طالعت مقالاً لرئيس تحرير صحيفة السوداني ضياء الدين بلال حول القضيتين.

• قدم بلال في مقاله محاضرة لا نختلف حولها فيما يخص نهمنا الشديد كسودانيين ( في الآونة الأخيرة) لتلقي الشائعات ونشرها بسرعة البرق.

• هذا أمر لا نختلف مطلقاً حول فداحته وضرورة النهي عنه.

• لكن إن سلمنا بأن شيئاً من ( التوم والشمار) قد أضيف لقصة رجل الأعمال مُغتصب الفتيات، فبماذا يمكننا أن نخفف تصرف الدبلوماسي الكارثي؟!

• لم استبعد فرضية إن يكون للأجهزة الأمنية صلة مباشرة بالأنباء التي رشحت حول حوادث اغتصاب الفتيات الصغيرات التي يقوم بها رجل الأعمال.

• وإعطاءً لكل ذي حق حقه ، أقول أنني ( دقس) لأول مرة في هذه ، ولا أمضي سريعاً إلى فرضية المؤامرة الأمنية في قضية حوداث الاغتصاب، إلى أن نبهني أحد محرري الراكوبة في رسالة استفسار حول وصول مقالي السابق لهم إلى احتمال أن يكون الترويج لهذا الخبر مقصوداً بغرض التخفيف من حدة التناول لقضية الدبلوماسي.

• هؤلاء القوم كثيراً ما سعوا لإلهائنا ببعض الأخبار في أوقات محددة.

• حتى رفع العقوبات الذي صدعونا به لم يكن فيه ما يستحق التناول الكثيف لأنه ببساطة لن يعني للمواطن السوداني أي شيء.

• ولو كان رفع العقوبات سيخفف عنا المشقة والعناء لشعرنا ولو بأثر قليل لبلايين النفط الذي ذهبت إلى جيوب البعض دون أن ينوب أي مواطن سوداني شريف منها دولاراً واحداً.

• إذاً ليس مستبعداً أن يكون تناول حوادث الاغتصاب المذكورة في هذا الوقت قد تم لغرض التغطية على ما يهمهم أمره أكثر، أي الدبلوماسي.

• وما يجعل هذه الفرضية منطقية هو أن جرائم رجل الأعمل مستمرة - حسب الخبر - منذ زمن ليس بالقصير ، وقيل أن شرطة أمن المجتمع ظلت تترصده منذ فترة ولم تجد طريقة للقبض عليه متلبساً، إلا الآن فقط!

• وهو لم يأت بشيء مختلف هذه المرة حسب سياق الخبر حتى يتمكنوا منه.

• فقد استأجر شقة بالقرب من سكن داخلي للبنات ( حسب عادته).

• وتوقفت عربة تحمل شقيقة الضحية تحت البناية لتصعد الصغيرة، قبل أن يلحق بها رجال الأمن ويتم القبض عليه متلبساً..

. فما الذي منع الشرطة طوال الفترة الماضية من القبض عليه بسيناريو شبيه!!

• أعود لمقال ضياء الدين لأقول أنه قصد منه التخفيف من حدة جرم الدبلوماسي لكونهما ينتميان لنفس المدينة حسبما ذكر ضياء.

• إذاً المقصود أولاً وأخيراً من مقال ضياء هو الدبلوماسي وما حكاية رجل الأعمال المُغتصب، إلا نوعاً من ( التوابل) التي أضافها الكاتب لمقاله ليزداد تماسكاً واتساقاً.

• ويبقى السؤال: ما الذي يمكن أن يخفف ( فعلة) الدبلوماسي.

• كل ما ذكره ضياء لا يغير من الأمر شيئاً.

• فالرجل لم يُدان اجتماعياً وإعلامياً فقط كما ذكر الكاتب، بل دونت ضده الشرطة الأمريكية اتهاماً صريحاً وما كانت ستطلق سراحه لولا بطاقته الدبلوماسية.

• والحديث عن معرفة رئيس تحرير السوداني الجيدة بأسرته أيضاً لا يغير في الأمر شيئاً، فكم من شخص ينحدر من أسرة محافظة وذات سمعة حسنه لكنه يأتي بالعجب، وإلا فمن أين أتى المثل ( النار بتلد الرماد)!

• لا أظن أن هناك من أساء لأسرة الدبلوماسي، حتى ينبرئ ضياء الدين للدفاع أو يجد أن ( الصمت عار وجبن لا يليق به وكتمان للشهادة ) حسبما جاء في مقاله.

• فالدبلوماسي هو من أساء لأسرته وزوجته وطفلته ومنطقته وكافة أهل السودان بمثل هذا التصرف الصبياني القبيح.

• وقد بحثت عن ( شهادة) ضياء الدين التي آثر عدم كتمانها، فلم أجدها.

• الشهادة تكون لو أن ضياءً أكد لنا أنه كان برفقة الدبلوماسي يومها داخل تلك الحانة وأن الرجل لم يلمس الفتاة أو يقترب منها مجرد الاقتراب.

• أما أن نتحدث عن أسرة شخص ونحاول الاستناد عليها كحائط صد يمنعه من الوقوع في الخطأ فهذا لا يكفي.

• لا نشكك اطلاقاً في حسن خلق أسرة الدبلوماسي لا الكبيرة ولا الصغيرة ولا نأتي إطلاقاً علي أي فرد منهم بما يغضب، لكن نقف فقط أمام كلمات ضياء عنه هو شخصياً حين قال ( لم نسمع منه أو عنه كل خير، تميز ونباهة وحسن خلق).

• إذا كان الدبلوماسي المعني بهذه الصفات فلم يكن هناك سبب واحد يدفعه لدخول البارات في تلك الساعة المتأخرة من الليل، سيما وهو يقوم بمهمة وطنية تستوجب الالتزام والانضباط.

• كما أن الفيديو الذي تم تداوله في الأيام الماضية لهذا الدبلوماسي أثناء إحدى الجلسات الأممية قد بين للناس ما إذا كان الرجل متميزاً ونبيهاً أم لا).

• لا ننتظر لجان تحقيق وزارة الخارجية ولا يهمنا كثيراً ما ستسفر عنه التحقيقات لأن السوابق في هذا الشأن لم تعكس لنا رغبة جادة في تطبيق اللوائح والعقوبات على المخالفين.

• لكن يوم أن يثبت براءته للقضاء الأمريكي ( كلمنا يا ضياء)، ولو أننا لا تعرف برئء من ماذا بعض أن وجدوه في البار بعد منتصف الليل وهو الدبلوماسي!

• والشخص الواثق من براءته لا يطلق ساقيه للريح في مثل هذه الحالات، أو يسعى لاستغلال بطاقة هويته الدبلوماسية، بل يواجه ويصر على اثبات هذه البراءة.