كلام ساكت ..!! بقلم عبدالباقي الظافر

كلام ساكت ..!! بقلم عبدالباقي الظافر


10-16-2017, 02:12 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1508159554&rn=1


Post: #1
Title: كلام ساكت ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 10-16-2017, 02:12 PM
Parent: #0

01:12 PM October, 16 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


تفاجأ برج المراقبة الجوية بمطار بغداد حينما علم أن طائرة النواب ستعود فوراً .. الطائرة المعنية كانت تقل وفداً من مجلس النواب العراقي للمشاركة في مراسم تشييع جثمان الرئيس العراقي السابق جلال طالباني في مدينة السلمانية.. حينما وصل الوفد الموقر إلى حيث الوداع الأخير وجد الجثمان ملفوفاً بعلم كردستان.. حدث نقاش عنيف والجثمان مسجى في انتظار الدفن.. حينما أصر الأكراد على رمزية علمهم في هذه اللحظة التاريخية انسحب الوفد العراقي وعاد بذات الطائرة إلى بغداد.
قبل أيام عقدت الحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو مؤتمراً في كاودا.. المؤتمر تبنى حق تقرير مصير منطقة جبال النوبة في سابقة تاريخية.. في أول رد فعل رسمي "استهون" الحزب الحاكم بالحدث عبر تصريح لنائب رئيس الحزب.. الأستاذ إبراهيم محمود، وصف الأمر بأنه " مجرد مزايدات ساكت".. ثم ختم تصريحه المقتضب بأن مشروع السودان الجديد مات للأبد.
لكن في ناحية أخرى كان مشروع السودان الجديد يرفع يده ويؤكد أنه موجود .. حيث عقدت الجبهة الثورية المنشقة مؤتمراً عاماً في باريس.. المؤتمر انتخب مني مناوي رئيساً خلفاً للدكتور جبريل إبراهيم.. جزء كبير من مكونات هذا الكيان بالإضافة لكيانات أخرى ترفع شعار السودان الجديد.. لهذا الزعم بأن هذا المشروع مات للأبد يعتبر تحليلاً لا يتسق مع المعطيات السياسية.. بل ربما هى حالة إنكار قد تؤدي إلى تقليل فرص الوصول إلى تسوية سياسية شاملة.
لفت نظري تصريح للسيد مناوي تحدث فيه بلغة مختلفة.. حيث رحب المعارض الشرس برفع العقوبات الأمريكية عن السودان باعتبار أن آثارها تقع على كاهل الشعب السوداني.. الأمر الثاني وصف مناوي تضمين تقرير المصير لجبال النوبة في النظام السياسي للحركة الشعبية باعتباره أمراً مخيفاً.. صحيح أن مناوي حاول أن يجد تبريراً سياسياً للمطالبة .. ولكنه في ذات الوقت كان حذراً وناصحًا مخافة أن يكون في المطالبة تفتيتاً لوحدة السودان واضعاً في الاعتبار ما حدث في جنوب السودان .
في تقديري أن على الحكومة السودانية أن تستوعب العبر والدروس من التاريخ القريب.. في منتصف التسعينات دعمت الحكومة الجناح المنشق في الحركة الشعبية رغم نزعته الانفصالية .. وقتها اضطر الراحل جون قرنق أن يركب الموجة .. في النهاية كان تقرير المصير حاضراً في مفاوضات نيفاشا.. التاريخ يعيد نفسه والحكومة تبتهج بانشقاق الحلو وتستهتر برفع شعار تقرير المصير.. في هذا النهج التكتيكي قصر نظر سياسي.. من واجب الحكومة وحزبها الحاكم أن تقلق وجبال النوبة تحاول أن تهرب من المركب الغارق.. وموسى محمد أحمد مساعد الرئيس يحذر من تهميش شرق السودان .
بصراحة.. اطمئنان الحكومة لفكرة تقرير مصير جبال النوبة يجب أن يثير قلقنا جميعاً .. ربما هنالك من يفكر في التخلي عن أجزاء مزعجة من الوطن بحجة الاستقرار السياسي.. لكن من واجبنا جميعاً أن نقف في وجه من يريد تفتيت البلاد .. ربما تكون التنمية العادلة والشاملة مفتاح الحل لتحقيق الرضاء السياسي.


assayha