تصريحات الوزراء السابقين بقلم د.أمل الكردفاني

04:04 PM October, 07 2017

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

كان هناك مؤتمر عقده الباز عالم ناسا ومجموعة من الخبراء وتم عرضه على التلفزيون ؛ كشف فيه الباز عن اكبر بحيرة مائية تحت الارض وهي بدارفور وتم رصدها عبر الاقمار الصناعية.... وكان هذا اكتشافا مذهلا ..مما دفع الحضور للتفاعل مع هذا الاكتشاف بالاسئلة والردود ... الى أن منح أحد الوزراء السابقين في عهد الصادق المهدي فرصة للمداخلة ، فتنطع قليلا واكفهر وجهه ثم اهطع رأسه ثم قال وهو مسبل الجفنين: هذا اكتشاف قديم وكنا نعلمه في عهد الديموقراطية وليس بجديد.
ربما يكون صادقا ؛ لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تعلنوا اكتشافكم هذا في عهد الديموقراطية وانت وزير مسؤول؟ ولماذا لم تبدأوا العمل على الاستفادة من اكتشافكم هذا؟
أسلوب تبخيس عمل الآخرين وانجازاتهم متفش عند الانسان السوداني الذي يرفض الاعتراف بقيمة الآخر حتى لو كانت في مصلحته ومصلحة الدولة والشعب . وهذا ما نراه عمليا عبر المناكفات المستمرة بين الاحزاب في عهد الديموقراطية وحتى اليوم حيث يقوم كل طرف بمحاولة اغتيال الطرف الآخر معنويا وادبيا.
الدكتور التجاني الطيب وزير المالية الأسبق في عهد الصادق المهدي كتب مقالا رائعا جدا عن الأزمة الاقتصادية ورفع الحصار ، فأظهر بدون شك علما غزيرا ، وعقلا راجحا وبالتالي مخرجات وتوصيات لا غبار عليها على حد فهمي البسيط للاقتصاد واسراره.
لكن السؤال نفسه يتم طرحه على الدكتور التجاني: أين كنت أنت في عهد الديموقراطية؟
في الواقع الاقتصاد السوداني في عهد الديموقراطية كان منهارا بلا أدنى شك.. لقد اعلنا المجاعة في ذلك الزمان ، كانت مجاعة حقيقية ، كان الخبز معدوما والبنزين معدوما والجاز معدوما والكهرباء معدومة والمياه معدومة... السيد الدكتور: أنا شخصيا كنت أقف في طوابير الخبز التي تمتد من حي الى حي آخر لأيام متتابعات وفي النهاية لا أجد شيئا... كانت صفوف البنزين تمتد من محلية الى محلية وتلف العاصمة كلها بدون أي أمل حتى في السوق الأسود... كانت الكهرباء تقطع بالشهور ، أما المياه فنشتريها من اصحاب الحمير ؟؟؟ فأين كنت انت بعلمك الغزير هذا؟؟؟ هل وصلت اليه الآن فقط وكان غائبا عنك؟؟؟
عبد الرحيم حمدي بعد أن صار وزيرا سابقا بات يصدر تصريحات يكتشف فيها ثغرات الوضع الاقتصادي ويضع حلول لها، وسؤالي أين كان عندما كان وزيرا؟؟؟
لماذا لا يشغل الوزير عقله وهو في السلطة كما يشغل عقله وهو خارج السلطة؟؟؟
لماذا يصاب الانسان السوداني بالتبلد العقلي عندما يمنح منصبا في الدولة...
هذه الأشياء والتصريحات والتعليقات ليست جديدة على كل وزير يتم اقالته فينقلب ليتحول الى محلل عبقري للوضع وكأنه يستجدي ان يتم ارجاعه الى منصبه؟؟؟
ماذا كنت تفعل في منصبك ؟؟ هل كنت تفكر في غناك الشخصي قبل كل شيء بحيث التهيت بمنصبك كمصدر دخل أكثر من كونه تكليف لتحقيق مصالح الوطن والشعب؟
انني فعلا في حيرة... ومن كان لديه اجابة فليراسلني بها عاجلا...