بركات الدولة الباركه .. !! - - بقلم هيثم الفضل

بركات الدولة الباركه .. !! - - بقلم هيثم الفضل


10-05-2017, 01:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1507163282&rn=0


Post: #1
Title: بركات الدولة الباركه .. !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 10-05-2017, 01:28 AM

00:28 AM October, 05 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

ما زال بعض الحالمين أو المُرجفين من الوُعاظ في بعض المساجد يجتهدون في تأويل ما يحدث في هذا الوطن من إحباطات وإسقاطات سلبية في كل النواحي ، على ما يسمونه (بإنعدام البركه) ، و ذلك لأن الناس في هذا السودان أصبحوا غير صادقين أو غير مخلصين في نواياهم ، هذا على حد قولهم ، ولا أدري ماهية النوايا التي يقصدونها فإن كانت هذه النوايا متعلِّقة بعلاقات العباد مع رب العالمين فذاك شأن لا يخصنا ولا يخص الدُعاة ولا الأئمة لان النوايا لا يعلمها إلا عالم الأسرار تجلت قدرته وعظُم سلطانه وقديماً قالوا (النية زاملة سيدا) ، مثل أولئك المتربصين بنوايا الأمة وخصوصاً الكادحين منهم هم في حقيقة الأمر بقصدٍ أو دون قصد يُداهنون لإرضاء الحاكم والفئة النافذة من أصحاب السلطة والمستحوذين على خيرات هذا الوطن ، وما أستغربه أن هذه المداهنة والتزلُف المزري لا يُفضي بهم إلى مكاسب واضحة تستدعي وقوعهم في هذ الغي الخطير ، إلا إذا كانوا يفعلون ذلك من باب إيثار السلامة تحاشي الندامة ، على هؤلاء المرجفين والمخادعين الذين باتوا ينتشرون في معظم المساجد ليوحوا للناس أن ما نزلت عليهم من كوارث بسبب ما إقترفته أيدي حكومة المؤتمر الوطني في حق هذا الوطن وهذا الشعب من جراحات وأوجاع إنما هو بسبب (خلل) معنوي أو مادي مُتعلِّق برضاه سبحانه وتعالى عنا أو تقصيرنا تجاه ما تتطلب عبادته الحقة ، أن يتوبوا عن إغتيال معنويات هذا الشعب ويرجعوا إلى سواء السبيل ، فهم بذلك يُشكِّكون في علاقة العباد برب الخلق أجمعين ، بل ويشيرون إلى أنه سبحانه وتعالى يُسطِّر أقداره على العباد عبر ردود الفعل المُباشره والعياذ بالله وفي ذلك تجاوز فقهي كبير يحتاج إلى فتوى أولي العلم ، أما بخصوص ما أصاب هذه البلاد من مصائب في كرامتها وسيادتها على أراضيها ومعاش أهلها وإنفراط ميزان العدالة الإجتماعية فيها وتفشي فساد أولي النفوذ فيها ، وإتكَّال حكومتها الكُلي على أكتاف شعبها في محاولاتها للبقاء على سُدة السلطة ، عبر إجمال موارد الدولة وإيراداتها في الضرائب والجمارك والجبايات وسائر الأتاوات ، فضلاً عن رفع يدها كُلياً عن دعم كافة الخدمات والسلع الأساسية التي يتطلبها العيش الكريم للبسطاء من أبناء هذه الأمة ، هي بالتأكيد صناعة أيدي الفساد الذي أُسس له عبر فكر الخيانة والطعن في الظهر ، أضف إليه فكر التمكين السياسي والإقتصادي والثقافي بالقدر الذي أفضى إلى إقصاء 90 % من أبناء الشعب السوداني خارج دائرة فاعلية الدولة والمجتمع المدني على جميع المستويات ، وبذلك تبدَّلت معايير الحكم على الأشياء وكذلك الأخلاقيات والسلوكيات العامة ، أنظروا كيف أُغتيلت فضيلة ترسيم المستحقين للوظائف العامة في السودان عبر الكفاءة والتخصص والنزاهة والمساواة ، ثم أنظروا إلى التفاوت الطبقي الذي فاق حد الحكمة الشرعية من إفشاء مبدأ العطاء بالعمل في الإسلام ، يا أيها المجتهدين في ربط ما يحدث لهذا السودان من مصائب وكوارث بمسائل غيبية و(فقهية) عليكم برأس الرمح في هذا الموكب الحزين .. وأفتوا أوأنصحوا قيادة المؤتمر الوطني للرجوع إلى الحق والدين القويم وأخيراً أقول ( تُعرف الصحائف من عناوينها ) .. فتفكَّروا يا أولي الألباب.