حدثني الشوش..!! بقلم عبدالباقي الظافر

حدثني الشوش..!! بقلم عبدالباقي الظافر


10-01-2017, 03:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1506868855&rn=1


Post: #1
Title: حدثني الشوش..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 10-01-2017, 03:40 PM
Parent: #0

02:40 PM October, 01 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


شعر السفير ببعض الحرج فأخفى الخطاب الوارد من الخرطوم لعدة أيام.. الخطاب المعني يطلب من السفير السوداني بقطر ابلاغ الأديب الضخم البروفيسور محمد ابراهيم الشوش أن يحزم حقائبه ويعود للخرطوم.. استخدم الخطاب المسيئ للأدب كلمة المذكور أعلاه في وصف الشوش الذي كان يعمل في وظيفة ملحق إعلامي.. في حوار صحفي أجريته مع الشوش قبل سنوات أفادني أنه اكتشف أن وظيفة الملحق الإعلامي تليق بموظف في الدرجة السابعة، وذاك حسب وظفها الوظيفي.. وأنه لم يكتشف ذاك التوصيف إلا بعد أن وصل الى دوحة العرب.
من حين لآخر تتجدد ذكرى وظيفة الملحق الإعلامي كلما تم اختيار شخص غير مناسب لوظيفة في غاية الأهمية.. قبل أيام وافق الرئيس على تعيين زميلنا الصحفي المخضرم مصطفى عبدالعزيز البطل ملحقاً إعلامياً في سفارة السودان في لندن.. ولأن البطل خبير بدهاليز إصدار القرارات المهمة منذ أن كان مسؤولاً رفيعاً في مجلس الوزراء قبل أكثر من ثلاثة عقود جاء قراره مختلفاً.. أمهل القرار البطل مهلة تسعين يوماً لتصفية أعماله مع حكومة ولاية (مينسوتا) الأمريكية حيث يعمل منذ سنوات.. كما رفع القرار وظيفة البطل الى الدرجة الثانية الخاصة.. رغم كل هذه الترقيعات إلا أن الوظيفة أقل من قامة البطل والذي حينما كان (يهز ويرز) في مجلس الوزراء، كان سفيرنا في لندن مجرد طالب جامعي يكثر من ارتداء (الجنز) الأمريكي .
واحدة من مشكلات حكومتنا هذه أنها لا تعطي الإعلام حقه من الاهتمام.. بعد وصول الانقاذ الى السلطة في تلك الليلة كانت مهتمة بالأمن المباشر.. وظفت معظم الكوادر ذات القدرات في الأجهزة الأمنية ورصيفاتها.. منذ ذاك التاريخ تم تنميط الحقل الإعلامي بأنه يحتمل استيعاب أنصاف المواهب.. كلما أزور سفارة سودانية في الخارج أجد أن ملحقنا الإعلامي يعاني التهميش حتى في أثاث المكاتب.. بل إن هذه الوظيفة باتت للترضية أو استراحة محارب لشخصيات مزعجة.. وفي بعض الأحوال من أجل استيعاب الظروف الصحية لشاغلها.. أو تحسين الظروف المادية.. بمعنى أن هذه الوظيفة فقدت هدفها الأساس والمهم جداً والمرتكز على تحسين صورة السودان في المخيلة العالمية.
في تقديري.. بداية اصلاح الأمر تكمن في استيعاب أهمية هذه الوظيفة.. واحدة من مشكلات بلدنا أن صورتها سالبة جداً بين العالمين.. بالطبع جزء من هذا السوء لا يمكن اصلاحه بالمساحيق الإعلامية.. لكن جزء آخر قابل للتصحيح إذا ما تم اختيار الآليات المناسبة، ومنها بالطبع الإعلامي المقتدر.. هنا تكمن أهمية إبعاد الثنائية عن هذه الوظيفة التي يجد شاغلها أنه يعمل في الخارجية، ولكنه تابع لوزارة الإعلام.. هذا الوضع المزدوج يجعل من الملحق مجرد موظف ثقيل الدم في وسط دبلوماسي متجانس.. الخطوة الأولى تبدأ بأن يتم تذويب الوظيفة في السلك الدبلوماسي، حيث يتم انتداب الشخص المعني من مؤسسته الإعلامية وتسكينه حسب مؤهلاته بين اخوته الدبلوماسيين.. وينتهي هذا الامتياز بنهاية مدة التكليف.. الخطوة المهمة أن تخصص ميزانية محترمة لمستشارية الإعلام تمكنها من صنع التغيير الصعب.
بصراحة.. على كل حال يستحق البطل أن نبذل له التحية العسكرية كونه تمكن من تحرير الملحقية الإعلامية بلندن والتي مكث فيها الدكتور خالد المبارك حتى وصل خريف العمر.. وبصراحة أكثر ستفقد الحكومة مهاجماً إعلامياً يجيد التهديف من زوايا مختلفة.. شهادة البطل الآن ستكون مجروحة بـ(الاسترليني).


assayha