Post: #1
Title: شر الأنثى !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 09-29-2017, 04:14 PM
03:14 PM September, 29 2017 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *من الذكريات ما يبقى كامناً في تربة الذاكرة.. *فإذا ما نزل عليها ماء الحياة اهتزت وربت وانبتت واقعاً بهيجاً... أو أليماً.. *والماء هذا قد ينزل جراء رائحة... أو منظر... أو مؤانسة.. *والذكرى التي نحن بصددها لا أدري موقعها من إعراب التصنيف النفسي.. *قد تكون عند بعض أطرافها بهيجة... وعند البعض الآخر أليمة.. *أما بالنسبة لي فلا هذا ولا ذاك... بما إنني كنت طرفاً في أقصى أطراف حكايتها.. *كنت طرفاً يراقب من على البعد... والجبن أحياناً نعمة.. *ومؤانسة من أحد هؤلاء الأطراف أمس تجذبني سنوات عديدة إلى الوراء.. *إلى حيث ذاك الطرف الذي كنت أرصد منه مغامرات الأطراف.. *ونفخ محدثي الروح في هذه الذكرى الهامدة بداخلي لتدب الحياة في أوصالها.. *فأبصر سحب أصيل ذلكم اليوم تنتشر في السماء.. *وأسمع عواء كلاب الحي... وزغردة عصافير أشجاره... وقهقهة ظريفه (الماجن).. *وأحس بلسعات نسيمه المائل للبرودة بفعل الغيوم.. *وأستشعر رهبة إزاء البيت الغامض الذي ينتصب أمامي بأسواره العالية.. *وأحاول تخيّل كيف تبدو سيدته المتوحشة داخله.. *ليست سيدة المنزل وحسب... وإنما سيدة من يعملون تحت إمرتها أيضاً من الرجال.. *وكانوا جميعاً متوحشين مثلها... عدا خادمتها اليافعة.. *تخيّل كيف تعيش حياتها الخاصة بعيداً عن وداعتها المصطنعة بالخارج.. *وكيف تضرب من يتسورون حائطها من الصغار ابتغاء الثمر.. *فقد قيل أن كل من تسول له نفسه أخذ ثمار من حديقتها غصباً تضربه بلا رحمة.. *وقيل بل يضربه رجالها تحت إشرافها هي... السادي.. *وقيل أيضاً أن الرجال يكتفون بجلب الضحايا إليها... وتتكفل هي بالباقي.. *فما من أحد من الذين جربوا يصدقنا أصل الحكاية.. *وربما يكون مكراً من تلقائهم لينال كلٌّ منا ما نالوه هم بداخل البيت المخيف.. *وبما أن أفراد (شلتنا) لم يجرب منهم أحد... فقد قرروا التجريب.. *وكان ذلك أصيل يوم بُعث من مرقده لتبدو السنوات لي يوماً... أو بعض يوم.. *ولولا أن كرتنا الوحيدة أصابها عطب لما فكرنا أصلاً.. *أو في الحقيقة ؛ لما فكر كل أفراد مجموعتنا إلا جباناً واحداً... هو أنا.. *وطفقت أرقب دخولهم البيت- من فوق السور- واحداً إثر آخر.. *ثم خروجهم- عبر الباب- واحداً تلو آخر... مهرولين.. *ولكن الخروج لم يكن مثل الدخول؛ الأيدي فيه نحو الأعلى... تسلقاً.. *بل كانت إما تدعك (وراءً) أو- وهذا ما حيرني- (أماماً).. *أما الذي أثار حيرة مفجر الذكرى في رأسي هو تفضيلي خيار (أبعد من الشر).. *فقلت له : وإلى الآن أنا أفعل ذلك... ثم أغني له.. *سيما إن كان أنثوياً !!!
assayha
|
|