المزيد و المزيد من الترضيات لميليشيا الجنجويد! بقلم عثمان محمد حسن

المزيد و المزيد من الترضيات لميليشيا الجنجويد! بقلم عثمان محمد حسن


09-23-2017, 05:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1506185705&rn=0


Post: #1
Title: المزيد و المزيد من الترضيات لميليشيا الجنجويد! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 09-23-2017, 05:55 PM

04:55 PM September, 23 2017

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-
مكتبتى
رابط مختصر





· تتميز الدول الراشدة بسيادة العدل و المساواة بين أفراد مجتمعاتها
.. أما (تمكين) فئة في المجتمع و خنق بقية الفئات، فهو سمة الدول
الفاشلة مثل دولة نظام (انقاذ المتأسلمين) في السودان من قيعان الفقر إلى
قمم الغنى و الرفاهية..

· ذهبتُ قبل حوالي أربع أعوام إلى وزارة المالية لمتابعة حقوقي على
وزارة الاستثمار بعد أن قبلت الوزارة تحمل أعباء تلك الحقوق عن وزارة
الاستثمار.. و هناك التقيت مهندساً يمتلك شركة حفريات جاء يحمل شيكاً
بمبلغ حوالي 5 مليار جنيه، و هو مبلغ كبير جداً في ذلك الوقت، و أفاد
المهندس بأن المبلغ عبارة عن مستحقاته عن حفر آبار و تركيب مستلزمات الري
في مزرعة تمتلكها ميليشيا الجنجويد بمنطقة غرب أم درمان..

· هذا، و قرأتُ في الاسبوع الماضي بصحيفة الراكوبة الاليكترونية عن
وجود معسكر لميليشيا الجنجويد بمنطقة طيبة الحسناب... و أن حميدتي، قائد
الميليشيا، كلف جماعة ما لإقناع ملاك المزارع بالمنطقة لبيع مزارعهم. وأن
الجماعة عرضت أسعاراً مغرية على الملاك أو من ينوبون عن الملاك.. و أن
الجنجويد سبق وأن اشتروا أعداداً كبيرة من المزارع بالمنطقة..

· لم يكتفٍ ميليشيا الجنجويد بالاستيلاء و التمدد في حواكير أهالي
دارفور قهراً، لكنهم يتمددون حالياً في كل مكان في السودان.. و منطقة (
طيبة الحسناب) ليست آخر منطقة سوف تمتد إليها سيطرتهم، يساعدهم نظام
البشير في ذلك التمدد دون مراعاة لمصلحة الأهالي و أجيالهم القادمة..

· و نتساءل:- بأية صفة يكلف حميدتي مناديب، أو سماسرة، لإغراء و
مساومة ملاك الأراضي لبيع أراضيهم.. و هل بند شراء الأراضي مضمَّن في
ميزانية قوات الجنجويد؟ كلنا نعلم أن للجنجويد ميزانية مترفة، و أن لهم
مخصصات خاصة بهم وحدهم يتم تجنيبها بعيداً عن كشوفات المراجع العام؟..

· لكن باسم من يتم استخراج شهادة البحث للأراضي التي يشترونها؟ هل
تستخرج باسم الفريق/ حميدتي أم باسم قوات الدعم السريع- الاسم الرسمي
للجنجويد ؟!

· ثم، ما جدوى إنشاء هذا النوع من المزارع/ المنتجعات لمجتمع
المنطقة؟ ما مصلحتهم المستدامة؟ و هل يتم استيعاب بعض سكان المنطقة في
وظائف عمال زراعيين، أم سوف يضطرون، بعد بيع مزارعهم، للعمل في التجارة
الهامشية في المدن و الأرياف بعيداً عن منطقتهم؟

· إن كلمة ( الجنجويد) تثير الكثير من اللغط بسبب طبيعة تكوين
الميليشيا غير الطبيعي.. و لمجافاة وجودها لمنطق النظم العسكرية، و
بالتالي عدم الموضوعية في ضمها للأمن أو القوات المسلحة..

· و لإرضاء منتسبيها، تنهال عليهم الترقيات بلا ضوابط، و في تجاوز
للأعراف العسكرية يترقى حميدتي لرتبة فريق دون دخول أية كلية حربية .. و
يتاح لهم التمتع بامتلاك ما ليس بوسع أفراد القوات النظامية امتلاكه من
أراضٍ و ضياع و خلافهما..

· لا نستكثر أن يمتلك الفرد من الجنجويد (السودانيين) أي قطعة أرض،
أو التمتع بأي مورد من الموارد المتاحة في السودان.. وفق القوانين و
العدل و المساواة بين جميع أفراد المجتمع.. لكن المعلوم لدى جميع
السودانيين أن القوانين محبوسة في الأضابير، و لا يتم تفّعيلها سوى لهضم
حقوق المواطنين ( الآخرين).. و تسهيل تدفق المال للميليشيات و المتنفذين
و أقربائهم..

· و في البنوك أموال سائبة تأتي المتنفذين و ميليشياتهم من غير تعب!
و بلدوزر الفقر يدوس كرام المواطنين.. و لا شيئ يهم!

· و سوف يتشبه الجنجويد برب البيت الذي للدف ضاربٌ في ضيعته الباهرة
في ضيعته و مزرعته بالسليت...و بنائبه علي عثمان محمد طه بمنتجعه الفخيم
حيث يجري اللقاءات التلفزيونية تحفُه الراحات... و تأتيهم الرحلات في
العطلات... مشروبات و مشويات و راحات.. راحات.. و بعد الشبع و الارتواء،
يسد صدى التكبيرات آفاق المنتجع:- الله أكبر! ثم يجتمعون لتوزيع كيكة
السلطة و الثروة بمزااااج!

· المزارعون، أصحاب الأرض، لا يجدون التمويل اللازم للاستثمار في
الأراضي الزراعية.. و لا شوارع معبدة تربط مزارعهم بالسوق.. و لا يفكر
النظام سوى في سفلتة الطرق إلى مزارع المتنفذين و الجنجويد و منتجعاتهم
لربطها بالشوارع الرئيسية..

· إنها سياسة التمكين التي قادت السودان لاستيراد العدس من تركيا و
الزيت من السعودية و البرتقال من مصر و المانجو من جنوب أفريقيا..

· و السودان يقترب من الحضيض، و هو في طريقه إلى التلاشي الحتمي..

· إن منهج إقصاء أهل الزراعة من السودانيين عن الاستثمار فيها و
تقريب كل من هب و دب من غير الممارسين لها و تمكينهم في الأراضي الزراعية
المملوكة لممارسي العمل الزراعي، هو المنهج السائد في جميع الأنشطة
الاقتصادية في دولة ( التمكين).. و كذب البشير حين قال في إحدى تجلياته
أن السودان يسع الجميع!

· كذب البشير!

· إننا نعيش حالة أقرب إلى حالة (مزرعة الحيوانات) للكاتب/ جورج
أورويل حيث جميع الحيوانات متساوية لكن بعضها أكثر مساوة من الحيوانات
الاخرى " All animals are equal, but some animals are more equal than
others!"

· ذلك ما أدركه المستنكرون لما يحدث في طيبة الحسناب، فما يحدث في
السودان هو عين ما جاء في كتاب ( مزرعة الحيوانات)... و هو واقع يتطلب
انتفاضة/ ثورة ليس فيها خروج على المبادئ المتفق عليها.. ثورة يسع فيها
السودان جميع السودانيين..

· و جاء في الأخبار أن د. موسي كرامة، وزير الصناعة، استنكر، بشدة،
سياسيات القطاع المصرفي التمويلية ، ووصفها بأنها منحازة الى المترفين. و
أن فلسفة البنوك قائمة على دعم الأغنياء، مقابل اهمال القطاع التقليدي. و
دعا الى انتهاج وسائل تمويل جديدة تساعد صغار المنتجين.

· بعد هذا، لا تسأل عن السبب في بيع أصحاب الأراضي بمنطقة طيبة
الحسناب مزارعهم؟ و لماذا يشتري الجنجويد المزارع بأسعار خرافية..