Post: #1
Title: السراب !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 09-23-2017, 04:15 PM
03:15 PM September, 23 2017 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*كان حدثاً غير عادي في محيطنا الدراسي.. *وربما غير الدراسي أيضاً... ولكني أحكي عن الذي عايشته.. *أو ربما كانت لحظة تستحق تحليلاً نفسياً بما فضحت من مكبوتات دفينة.. *فضحتها غصباً... أو عمداً... أو صدفةً... أو لا شعورياً.. *وكان من بين المفضوحين ثلاثة من الذين كلفوا بمهمة ضمي إلى تيارهم (اليميني).. *فقد كانوا الأكثر حرصاً على تكرار مشاهدة (السراب).. *والأشد إعجاباً ببطلة الفيلم ماجدة الصباحي إلى درجة نعتها بالتي (يُخشى عليها).. *يُخشى عليها ممن؟!... ومن ماذا؟!... هذا ما لا يحتمل الجهر.. *ولقي الفيلم رواجاً في المدينة وقراها وضواحيها..... وفي مدرستنا.. *وفي مدرسة أخرى تزامن مع عرض الفيلم حدث عجيب.. *حدث لو وقف عليه نجيب محفوظ لاستلهم منه مادة نفسية لفيلم مشابه آخر.. *لا نجيب دارس الفلسفة وحده... وإنما دارسو علم النفس كذلك.. *لاستلهموا منه ما يعضد نظريات لديهم... أو يرفدهم بنظرية جديدة.. *وكان لهذه المدرسة مسرح مثل مسرح مدرستنا... ولكنه (حي).. *فرغم أن مدرستنا هي الأفضل تصنيفاً وتأسيساً وأثاثاً إلا أن مسرحها (ميت).. *وعلى مسرح تلكم المدرسة تمخطرت حسناء ذات ليلة.. *كانت بطلة المسرحية؛ فسلبت العقول والقلوب والنفوس كحال ماجدة الصباحي.. *أو ما هو مخبوء داخل هذه النفوس... وكامن في ما وراء العقول.. *في العقل الباطن الذي هو مستودع (المخلفات).. *مخلفات التجارب الإنسانية غير المرغوب فيها كما في حالة بطل السراب.. *وكما في حالة الذين تعاطوا مع بطلة المسرحية (حالة كونها ذكراً).. *وكما في حالة الكثيرين من (مرتادي) السراب منا.. *فبطل السراب - نور الشريف - كان يعيش حياة جنسية (سرية) مع المومسات.. *فلما جاء أوان الحياة (العلنية) - الشرعية - أصابه العجز.. *ولم تجن منه عروسه سوى السراب بعد طول ترقب... ولهفة... وانتظار.. *وبطل مسرحيتنا دفع ثمن وضعيته الأسرية (وسط البنات).. *ثمن (تدليله) كفتاة بين شقيقاته الخمس.... وثمن مبالغته هو في (الدلال).. *ولا أقول ثمن ملاحته التي هي نعمة من الله.. *وعانى بعد ذلك مع مجتمعه المدرسي مثل معاناة بطل السراب مع عروسه.. *وانتبه إلى أنه (مشروع) مستقبلي لزوج ماجدة هذا.. *وكثير من أبناء دفعتنا كان السراب سبباً في اكتشافهم المخبوء في دواخلهم.. *اكتشافه في الوقت المناسب... قبل حلول أوان (المحك).. *وتفاوت المخبوء ما بين لهو مع (مساكنة)... واطمئنان لخادمة... واستئناس بوافدة.. *وكل ذلك تحت سمع وبصر أسر لا ترى في الأمر بأسا.. *لا تراه بعين نجيب محفوظ الفلسفية... ولا عين سيغموند فرويد النفسية.. *فمعظم نار نفسيات الكبر من مستصغر شرر الطفولة.. *ومنها (جحيم السراب !!!).
assayha
|
|