تخليد الذات ... بقلم عبدالباقي الظافر

تخليد الذات ... بقلم عبدالباقي الظافر


09-22-2017, 04:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1506092707&rn=0


Post: #1
Title: تخليد الذات ... بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 09-22-2017, 04:05 PM

03:05 PM September, 22 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


في اجتماع أحد المجالس العلمية لمؤسسة أكاديمية عسكرية كان المدير يطلب ثلاث من درجات الدكتوراه الفخرية.. توجهت العيون مندهشة إلى صاحب المقام السامي.. لكن الجنرال شرع في توزيع الألقاب الأكاديمية واحدة للقائد الأعلى ثم أخرى للقائد المباشر .. توقف الجنرال من الاسترسال حتى يهيئ مرؤوسيه للمفاجأة .. ثم أضاف "الثالثة لشخصي الضعيف تقديراً لجهدي في خدمة الوطن" .. كانت تلك واحدة من محن الإنقاذ كما يقول أستاذنا شوقي بدري رد الله غربته.
قبل سنوات تقدم مواطن بطلب إنشاء كلية خاصة باسم البشير.. كان الطلب محرجاً للجنة المنوط بها أمر تقييم الطلبات.. رفض الطلب مشكلة وتمريره أيضاً يحمل مؤشرات باعتباره محاولة للتكسب والاستثمار في اسم رأس الدولة.. بصعوبة تم تجاوز المأزق باعتبار أن اسم البشير قومي ولا يجوز حصره في مؤسسة تعليمية ربحية.
أمس تابعت باهتمام كبير زيارة الرئيس إلى نيالا حاضرة جنوب دارفور.. قدّم الرئيس خطاباً جماهيرياً مفعماً بالعواطف وصدق المشاعر.. لكن (الهتيفة) أفسدوا الأجواء بشعارات تمجيد شخصية تستهدف الرئيس.. بل اللافت أن أنصار الوالي آدم الفكي استغلوا المناسبة لتمرير رسائل سياسية .. حيث هتف البعض (التنمية شعار وآدم الفكي خيار).. وأحسب أنهم أرادوا استغلال مشاعر الحماس لتثبيت آدم على ولاية الناس، كما حدث قبل أيام مع أيلا في الجزيرة.
هنالك نماذج كثيرة لبعض رموز الإنقاذ الذين يحاولون تخليد أسمائهم عبر وضع اليد.. هنالك مركز تابع لوزارة الداخلية في شارع عبيد ختم يحمل اسم مساعد الرئيس إبراهيم محمود حينما كان وزيراً للداخلية.. مدير الشرطة الحالي وضع اسمه على واجهة مجمع سكني كبير.. هنالك من كان أكثر ذكاءً ومرر التخليد بشكل غير مباشر مثل إنشاء مؤسسة تعليمية ضخمة في مسقط الرأس.. أو الاستئثار بمشفى حكومي لعشيرته الأقربين.. أو مد شارع معبّد إلى قرية نائية لكنها أنجبت وزيراً نافذاً.
في تقديري على الحكومة أن تمنع هذه الممارسة ولو بسن قانون.. لا يعقل أن تسمى المؤسسات العامة بأسماء من بيدهم القلم.. في ظاهر الأمر محاولة لتخليد الذات عنوة.. الأبعد من ذلك أنها مؤشر للتردي في الممارسة السياسية وجنوح نحو الشمولية السياسية.
بصراحة.. أعجبت بالمشير سوار الذهب قبل أيام وهو يمنع مواطناً من استغلال المناسبة الجامعة في الأبيض في الغزل في تجربة سوار الذهب.. صدح المشير بصوت حازم" تكلم في ما ينفع الناس".. مثل سوار الذهب جدير بالتخليد.. هل سمعتم بشارع يحمل اسم هذا الرجل الذي سلم السلطة إلى حكومة منتخبة؟

assayha