حماس وتوقيع الحل النهائي بقلم د. غازي حسين

حماس وتوقيع الحل النهائي بقلم د. غازي حسين


09-21-2017, 06:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1506013780&rn=0


Post: #1
Title: حماس وتوقيع الحل النهائي بقلم د. غازي حسين
Author: د. غازي حسين
Date: 09-21-2017, 06:09 PM

05:09 PM September, 21 2017

سودانيز اون لاين
د. غازي حسين-
مكتبتى
رابط مختصر





اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي حماس حركة إرهابية انطلاقاً من عمليات المقاومة التي نفذتها ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي وألحقت أضراراً كبيرة بالكيان الصهيوني.
وتصفها قيادة فتح والسلطة بأنها نفذت انقلاباً مسلحاً واستولت على السلطة في قطاع غزة بشكل غير مشروع. وتقول عنها الفصائل الفلسطينية الوطنية والقومية أنها تراجعت عن المقاومة المسلحة التي حملتها وحملت الشعب الفلسطيني الالتفاف حولها وأكسبها الفوز بالانتخابات الديمقراطية عام 2006 والشرعية النضالية والدستورية.
وتنتقدها أوساط فلسطينية واسعة بما فيها معظم فصائل المقاومة لاستفرادها وحدها بالسلطة في قطاع غزة. وتكرر ظاهرة الفئوية والفصائلية في السلطة كقيادة فتح، كما حاولت تطبيق نسخة دينية متشددة من إدارة الحكم في القطاع.
وجاءت مؤخراً السعودية والإمارات العربية وصنفتها منظمة إرهابية لإرضاء إدارة ترامب ولتعزيز تحالف دول الخليج مع الولايات المتحدة وإسرائيل لمواجهة إيران والقضاء على حركات المقاومة العربية والإسلامية، وفي الوقت نفسه تدافع الدول الغربية عن التطرف الديني اليهودي والإرهاب الصهيوني الذي انبثق منه وتصف ممارسة إسرائيل للاستعمار الاستيطاني والعنصرية والإرهاب بالدفاع عن النفس، مع العلم أن إسرائيل أخطر وأبشع دولة إرهابية على كوكب الأرض. وتتحمل العصابات اليهودية الإرهابية المسلحة وإسرائيل المسؤولية عن إدخال الإرهاب والحروب في بلدان الشرق الأوسط وانتشار التطرف الديني الوهابي والتكفيري في العالم.
لقد أكد فقهاء القانون الدولي في أوروبا إبان الحرب العالمية الثانية، كما أكد بعدها القانون الدولي الديمقراطي شرعية منظمات المقاومة الوطنية في البلدان الأوروبية ضد الاحتلال النازي. فلماذا إذاً أيدت الدول الأوروبية حركات المقاومة ضد الاحتلال النازي. وتصنِّف منظمات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي بالإرهابية.
ومن المفجع حقَّاً أن السعودية والإمارات العربية اعتبرت حركات المقاومة الفلسطينية والمقاومة الإسلامية في لبنان حركات إرهابية لإرضاء الدول الغربية والصهيونية العالمية حفاظاً على كراسيها. وكانت السعودية قد طرحت مبادرة الأمير فهد ومبادرة الملك عبد الله التي تعرف بالمبادرة العربية.
هذه الحقائق تدفع المحلل والمراقب العربي إبداء الرأي في وثيقة حماس الجديدة ويتساءل: هل أثمرت الجهود الصهيونية والغربية والضغوط الهائلة التي مارستها على حماس بتحويل قيادة حماس تماماً كما نجحت مع قيادة فتح وحملتها لتوقيع اتفاق الاذعان في أوسلو عام 1993 وإلغاء الميثاق الوطني في عام 1998 في غزة وبحضور الرئيس الأمريكي بيل كلنتون ووقوفاً وبرفع الأيدي كما طالب الفاشي نتنياهو؟ هل جاءت وثيقة حماس الجديدة والتفريطية لاستعدادها على توقيع الحل النهائي كما أوصت أجهزة المخابرات الإسرائيلية عام 2007 مجلس الوزراء المصغّر برئاسة نتنياهو بوجوب توقيع فتح وحماس على الحل النهائي؟
يعمل ترامب على تحقيق صفقة القرن بتطبيع السعودية ودول الخليج للعلاقات مع إسرائيل وتصفية قضية فلسطين وإنهاء الصراع العربي الصهيوني وإقامة الناتو العربي بقيادة الولايات المتحدة والعدو الإسرائيلي وبتمويل من السعودية وبقية دول الخليج لتخليد وجود إسرائيل في قلب الوطن العربي وللحيلولة دون زوالها الحتمي. إن المقاومة الفلسطينية المعاصرة هي أنبل ظاهرة في العالم للقضاء على آخر كيان الصهيوني استيطاني ونظام عنصري وإرهابي في قلب الوطن العربي.
وارتكبت حماس خللاً هائلاً في التعامل مع شركاء الوطن. ورسَّخت الانقسام الذي عمل عليه العدو الصهيوني منذ تأسيسها. بالتالي تتحمل قيادتي حماس وفتح وإسرائيل مسؤولية بروز الانقسام واستمراره وعدم حله.
وكانت منظمة التحرير قد انخرطت في النظام العربي والمفاوضات الكارثية بينما انخرطت حماس مع محمد مرسي وأمير قطر وأردوغان وفي الاتصالات السرية مع جهات غربية ولترويضها عن طريق الرباعيتين العربية والدولية ونظام كمب ديفيد ورئيس السلطة الفلسطينية. وهكذا ألحقت حماس أفدح الأضرار بالنضال والحقوق والمقاومة المسلحة الفلسطينية.
وتعلن المصادر الإسرائيلية وصحيفة معاريف الصادرة في 16/6/2016 «إن دولة حماس هي دولة عدو ومنذ «الجرف الصامد» «الحرب العدوانية على القطاع عام 2014» تثبت حماس بأن إدارتها للقطاع عقلانية فلم تطلق حتى ولا رصاصة أو صاروخ واحد منذ نحو ثلاث سنوات. في كل واحدة من الحالات الــ 49 من إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل عملت حماس ضد مطلقي النار». وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن مصلحتها اليوم هي حفظ السيادة الوحيدة القائمة للإخوان المسلمين في العالم العربي. وتزعم جريدة احرونوت الصادرة في 16/6/2016 «إن حماس وإسرائيل ليستا معنيتين بالمواجهة».
ويتحمل العدو الإسرائيلي المسؤولية الجسيمة عن الأوضاع المأساوية اتي يعيشها يومياً المواطن الفلسطيني في قطاع غزة جراء تحويله إلى معسكر اعتقال أخطر وأسوأ من معسكرات الاعتقال النازية. وتتحكم إسرائيل في كل صغيرة وكبيرة في القطاع حتى في توريد الكهرباء وأموال الضرائب التي تقتطع منها ثمن الكهرباء، وذلك خلافاً لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949.
وثيقة حماس الجديدة هي محاولة لإنهاء عزلة حماس الفتحاوية والخليجية والإقليمية وحل بعض مشاكلها والمحافظة على بقاء قطاع غزة في يديها وإعادة العلاقات الجيدة مع الرئيس السيسي وكسب ود ترامب والدول الغربية، والتفاهم مع قيادة فتح حتى مع دحلان لتمرير مبادرة ترامب وتوقيع الحل النهائي.