استراحة محارب لابن الأكرمين..!! بقلم عبدالباقي الظافر

استراحة محارب لابن الأكرمين..!! بقلم عبدالباقي الظافر


09-21-2017, 02:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1505999133&rn=0


Post: #1
Title: استراحة محارب لابن الأكرمين..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 09-21-2017, 02:05 PM

01:05 PM September, 21 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


في تلك الأمسية قبل عامين حُشر الناس حشراً في القصر الأبيض.. كان الصحافيون يتهامسون عن سر ذاك اللقاء الحاشد.. أعلن وزير المعادن الدكتور أحمد الكاروري أن بلادنا ودعت القرون العجاف وأنها حققت إعجازاً غير مسبوق في المشرق والمغرب.. شركة روسية عبر استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد اكتشفت في بلدنا كنوز سيدنا سليمان.. حقلين من الذهب يبلغ إنتاجهما ترليون وسبعمائة مليار دولار.. وحسب الوزير أن الحكومة ستشرع في غضون ستة أشهر لاستخراج الذهب من الحقل الأصغر الذي تبلغ مكنوناته من الذهب ٢٩٨ مليار دولار.
من أقصى المدينة هتف رجل أشعث أغبر أن الروسية من الكاذبين.. أعلنت وزارة المعادن حملة تأديبية في حق الخبير الدكتور محمد أحمد صابون الذي كان يعمل مستشاراً للوزارة من مقر إقامته بروسيا.. حيث تم الاستغناء عن خدماته مصحوباً باللعنات الرسمية.. الدكتور صابون تحدث بلغة الخبراء واصفاً شركة (سيبرين) الروسية بالمغمورة.. وشكّك في الأرقام والتي وصفها بالخيالية.. رغم ذلك لم ينتبه عاقل لهذا المنطق الرصين.. منطق الكاروري العاطفي كان عاجزاً حينما طلب من الرئيس إعدامه إن كانت تلك المعلومات غير دقيقة.
من المقرر أن تنتهي فترة عقد الشركة الروسية في أكتوبر المقبل.. لم تنتج الشركة خلال عامين أي كميات تجارية مما جعل وزارة المعادن تحرر خطاب إنذار مشفوعاً بمهلة إضافية لا تتجاوز المائة يوم.. ذات الشركة كانت قد وعدت الحكومة بتوفير خمسة مليار دولار كقرض بضمان ما تحت الأرض.. لم توفِ سيبرين بالوعد بحجة أن العقوبات الأمريكية حالت دون وصول المال إلى السودان .. تلك الإشارة الواضحة لم تجد من يستوعبها بين دراويش الخرطوم.
أمس الأول كان السماني الوسيلة رئيس لجنة الطاقة بالبرلمان يتحدث للصحافيين حول ذات الملف.. الوسيلة أكد أن وزارة المعادن أقرت بخطأ التعاقد مع شركة سيبرين الروسية .. وأن الوزارة لم تتحقق من إمكانات تلك الشركة .. من المحزن جداً أنه ليست هنالك أي شروط جزائية تعيد لنا بعض من ماء الوجه المسكوب حينما ضحكت علينا الشركة الروسية دون أدنى مسؤولية.. المسرحية تم عرضها على مسرح القصر الرئاسي الذي يمثل بعض من رمزية السيادة.
في تقديري يجب ألّا يغلق الملف بهذه البساطة.. تلك الحادثة المؤلمة تؤكد أننا نتعامل بكثير من الغباء في بعض المشروعات الاستراتيجية.. لم يلفت انتباهنا غياب السفير الروسي من ليلة العرس.. بل إن السفير الراحل اضطر بعد أيام إلى التصريح أن شركة سيبرين ليست حكومية.. رغم ذلك ابتلعنا الطعم وشربنا المقلب.. لهذا من الواجب على البرلمان تكوين لجنة تحقيق تستجوب كل من شارك في هذه المهزلة التي جعلتنا أضحوكة بين العالمين.. مثل هذا الدرس يجب أن يتم التوقف عنده كثيراً حتى لا يتكرر في المستقبل.
بصراحة.. هنالك دولة تنظيم عميقة في السودان.. ماذا كان سيحدث لو أن الكاروري كان في مقام الخبير صابون.. دون أدنى شك أن نصيحة ابن الأكرمين سيتم الاستماع إليها بأذن صاغية.. في أغلب الظن أن الوزير السابق رغم هذه (الخرمجة) سيكون في استراحة محارب.

assayha