إنحرافات فقهية .. !! - - بقلم هيثم الفضل

إنحرافات فقهية .. !! - - بقلم هيثم الفضل


09-19-2017, 11:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1505860536&rn=0


Post: #1
Title: إنحرافات فقهية .. !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 09-19-2017, 11:35 PM

10:35 PM September, 20 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

ينتابني هذه الأيام إعتقاد أن ديننا الإسلامي الحنيف قد أصبح مُستهدفاً بآفة الإنصرافية وضحالة توجهات فقهاؤة فيما يتعلَّق بتحقيق الأولويات والثانويات ، أحد شيوخ الأزهر الشريف وعلى ما يبدو أنه من الرعيل الأول الذين يُفترض فيهم قدراً من الوقار والغيرة على الدين ، ومن ثم الخوف من قُرب إنتقاله إلى الدار الآخره كونه على ما يبدو قد تجاوز التسعين من العمر، يشغل وقت الناس في المنابر ووسائط التواصل الإجتماعي بفتوى تتعلَّق بجواز أوعدم جواز معاشرة الزوجة الميته ، وللحقيقة هذا ما ظللنا نعانيه على مستوى تطوُّر وتنامي حالة العلوم الفقهية وإختصاصاتها ومدى جدواها في مساندة المجتمع المسلم ودعم إحتياجاته المُتعلِّقة بمعرفة أمور العبادة فيما يُعتبَّر (نادراً) وغير مطروق ويحتاج إلى مزيد من الإجتهاد والبحث ، فما زالت معظم البلدان الإسلامية بما فيها السودان تعاني من (كلاسيكية) في مجال البث الفقهي والديني تجاه الجمهور ، فعلى سبيل المثال ما زالت البرامج الدينية في أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية لا تتزحزح عن فكرة الفتوى الشرعية في أمور بسيطة مُتكرِّرة ومتداولة ومتوفِّرة في أبسط الكتب ، بل إن معظمها قد فرغ من إستذكارها عامة الناس وهم دون السابعة من عمرهم ، كيف لتلك الأجهزة الإعلامية أن تهدر وقت المشاهد في برامج للفتاوي يمكن لكافة الجمهور أن يحصل على إجاباتها من إطلاعات بسيطة وُميَّسرة وفي متناول اليد ، لماذا لا يكون الخطاب الديني المّوَجه من خلال أجهزة الإعلام والمنابر والمنتديات الدينية خصوصاً خُطب الجمعة مركزاُ إستراتيجياً للبحث والإستدلال والإجتهاد في مسائل فقهية وفكرية إسلامية (مواكبة) لتطلعات الجمهور وإحتياجاته المُلِّحة فيما تفرضه عليه التطورات المختلفة التي تترى في واقعنا اليومي المعاصر ، لماذا يقتصر دور دار الإفتاء وهيئة كبار العلماء عندنا في (تكرار) و(إجترار) ما بّتْ فيه السلف الصالح وإنقضى أمر الإختلاف حوله ، إن قاعدة عدم فصل الدين عن أمور الدنيا يقتضي أن يُقدِّم فقهاؤنا في العالم الإسلامي وعندنا في السودان رأيي الدين وتوجيهه فيما يتعلَّق بمجريات السياسة والإقتصاد والإدارة والقانون والثقافة والفنون ، لن نقف في هذا المضمار إلى أن تقوم الساعة عند نقطة (مبطلات الوضوء) و(كفارات الصيام للنساء) و( تحري هلال شهر رمضان) وغيرها من المواضيع التي باتت متوفِّرة في مناهج التعليم الأوَّلي ، وحتى إن إحتاج إليها القِلة من المسلمين فإن الحصول عليها لا يتطلب نصب الكاميرات ومكبرات الصوت وإجتماع الناس ، هناك تحديات فكرية كبيرة تواجه الأمة الإسلامية ولا يمكن إيجاد حلول ناجعة لها إلا عبر الإجتهاد الفقهي وتطوير وتنمية إستراتيجية إستغلال العلماء والفقهاء في إنجازها ، ماذا عن دور الوسطية في دعم الوحدة الوطنية وإثبات تفوَّق الفكر الإسلامي في مجالات نصح الحاكم ومحاربة الفساد والفقر والغلاء والغِش والمخدرات ودعم مبدأ (أن الناس قد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) والدفاع عن حقوق الفقراء والمُستضعفين والمظلومين ، وفوق كل هذا وذاك إزكاء شعيرة (النُطق بالحق) في وجه الباطل ، لمثل هكذا أشياء ومواضيع يجب أن يُكرِّس رجال الدين والفقهاء جهودهم .. بغير ذلك لن يوضع كل شيء في مكانه.