المواطن أغلى ..!! بقلم الطاهر ساتي

المواطن أغلى ..!! بقلم الطاهر ساتي


09-17-2017, 04:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1505662957&rn=0


Post: #1
Title: المواطن أغلى ..!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 09-17-2017, 04:42 PM

03:42 PM September, 17 2017

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


:: في العام 2009، أجرى الدكتور أبوبكر محمد نور،عميد كلية الصيدلة بجامعة الخرطوم، دراسة كشفت أن المعلومات الإدارية والفنية التي يتطلبها تسجيل الأدوية بالسودان لا تتجاوز ( 65%) من المعلومات المطلوبة.. وهي نسبة تكشف ضعف السلطات الرقابية..وحسب الدراسة، دولاً في قارتنا - يوغندا و زيمباوي ومصر نماذجاً - تطالب الشركات بمعلومات هي ذات المعلومات التي تطالب بها الدول ذات النظام الرقابي المعتمد عالمياً، بريطانيا و أستراليا وهولندا نماذجاً.. ولكن في بلادنا، شركات الأدوية كانت أقوى من السلطات الرقابية، ولذلك تقزمت نسبة المعلومات المطلوبة عند التسجيل إلى (65%)..!!
:: والمهم .. أخيراً، وبعد سجال استغرق أسابيع ما قبل عيد الأضحى ، أعلن المجلس الاستشارى لأمراض الكلى عن تأييده لتغيير دواء يستخدمه زراعي الكلى من العقار الهندى إلى العقار السويسرى.. و يقول المجلس : (الدواء السويسرى يطيل من عمر الكلية المزروعة)، ثم أشاد بوزارة الصحة الاتحادية والصندوق القومى للإمدادات الطبية للتحويل من الدواء الهندى إلى الدواء السويسرى فى إطار سياسة توفير أدوية ذات جودة..!!
:: أخطر أنواع الرأي، وأشدهم فتكاً للمجتمع، هو الذي يأتينا متنكراً بزي (العِلم).. وعلى سبيل المثال، قبل خبر موافقة المجلس الاستشارى لأمراض على هذا العقار السويسري، كان هناك خبر نصه : ( شدد وزير الصحة بولاية الخرطوم بروفسور مأمون حميدة على عدم إستخدام دواء الكلى السويسري قبل إجراء التجارب منعاً لإحداث التأثير السالب على زارعي الكلى، موضحاً أن الدواء الهندي يستخدم منذ عشر سنوات وتغييره الفجائي سيأتي بنتائج عكسية)..!!
:: كان حميدة من المعارضين لاستخدام مرضى السودان للعقار السويسري، وقاتل - سراً وجهراً - لاستمرار العقار الهندي..علماً بأن العقار السويسري هو الأصيل، أي المنتج عبر الشركة البحثية، بيد أن العقار الهندي هو ما يسمى بالرديف والجينيس، والصيادلة لا يحبذون أن نطلق على الأدوية غير الأصيلة مصطلح (التقليد).. ولكن رغم هذا الفرق الواضح مابين العقارين السويسري والهندي، وكأول مواطن - على سطح الكرة الأرضية - يرفض الأدوية الأصيلة، رفض مامون حميدة هذا الدواء السويسري وخاطب الصندوق القومي للامدات الطبية - وجهات أخرى - بهذا الرفض ..!!
:: وبالمناسبة، قبل العام 2009، ولم يكن حميدة زيراً لصحة الخرطوم، كان زارعي الكلي في السودان يستخدمون الدواء السويسري (الأصيل)..ولكن فجأة- في العام 2009 - إستبدلت هيئة الإمدادات الطبية الدواء السويسري الأصيل بالدواء الهندي (الرديف) ..والمؤسف، لم يعترض المجلس الاستشاري لأمراض الكلى ولا وزراء الصحة بالمركز والولايات على هذا الإستبدال المفاجئ وغير الإيجابي..ورغم احتجاج زارعي الكلى وتظاهرهم، ورغم كتابات الصحف - التي حولت قضية الاستبدال إلى قضية رأي عام - تم فرض العقار الهندي على زارعي الكلى ..!!
:: وأذكر أن جمعية زارعي الكلى كانت قد خاطبت النائب الأول السابق، ليًعيد العقار السويسري، ولكن تم فرض العقار الهندي رغم أنف الجميع .. ورفضه السواد الأعظم من زارعي الكلى، وشرعوا في شراء الدواء السويسري الأصلي بأموالهم ..علماً أن هذا الدواء يوزع مجاناً، أي هوبعض الدعم الذي تقدمه الحكومة للمواطن..ويبدو أن حميدة كان يرغب في استمرار العقار الهندي الرخيص (3 جنيهات)، لكي لا يًرهق ميزانية الحكومة بشراء الدواء السويسري الغالي (10 جنيهات)، ولا يعلم أن الإنسان هو أغلى ما في هذا الكون ..!!


fb