Post: #1
Title: تحرمني منك !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 09-14-2017, 02:09 PM
01:09 PM September, 14 2017 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *أتاني بصحيفة (السوداني) قبل سنوات.. *كان يبدو حزيناً...وزالت عن محياه (نورة) الأيام الخوالي.. *أيام كان الطرب أصيلاً...والتلفزيون جميلاً...والضحك نبيلاً.. *أيام (تحرمني منك)...ولم تحرمنا الحياة من أي شيء.. *الآن حُرمنا...وحُرم هو...وحُرمت حتى (تحرمني) من قوة الصبر على الحرمان.. *وكانت أغنية حزائنية...لتضحى موضة لبسة فرائحية.. *ومنذ أن انزوى التلفزيون كئيباً وسط زحمة فضائيات جديدة لم أسمع هذه الأغنية.. *ولكني سمعت عبد الله البشير يؤديها يوماً فازددت حزناً.. *كان مقطع فيديو له وهو (يحرمها) من كل مقومات الطرب...والحزن... والشجن.. *والمكان هو فندق البستان اللبناني بالخرطوم (2).. *وسألت صاحبها- عبد العزيز المبارك - عن سبب الأسى الذي يكسو محياه.. *فأجاب إجابة كنت أعرفها سلفاً...ولكني أحببت سماعها منه.. *فالوطن ما عاد هو الوطن...والغناء ما عاد هو الغناء...والحال ما عاد هو الحال.. *كل شيء بدا غريباً عليه - يقول - عند عودته من الغربة.. *وما درى أننا عايشنا هذه الغرابة لحظة بلحظة...مذ كانت نطفة في رحم غربتنا.. *غربة الداخل التي لا تقل شعوراً بالحرمان من غربة الخارج.. *وكدت - على ذكر الحرمان - أن أناشده الترنم بأغنية (تحرمني منك)... لولا.. *لولا إنني خفت أن أشق عليه...وأرهقه من أمره عسرا.. *وعند وقوفي معه لدى الباب - مغادراً - طلب مني دعوته للغناء لي متى شئت.. *سواء كانت مناسبة فرح...أو مرح...أو (لا مناسبة).. *ولم تأت هذه المناسبة إلى يومنا هذا...ولا حتى (لاءاتها) المانعة لحركة المناسبة.. *ولكن إن نجحت لاءات حاتم الثلاث فربما نحتفي بها فرحاً.. *ومن ثم نحتفل بها طرباً...فننفض غبار النسيان عن بطاقة الدعوة الأثيرية تلك.. *وهي لاءات : لا عطش...لا كُوش...لا حُفر.. *فندعو المبارك ليسمعنا (بتقولي لا)...و(تحرمني منك)...و(ليه يا قلبي ليه).. *فقط ما لم يبدد حاتم مال لاءاته هذه كتبديده أموال التلفزيون.. *وليست الأموال وحدها التي بددها...وإنما الكفاءات والخبرات والنجوم كذلك.. *وصار حال التلفزيون الآن كحال العاصمة التي يريد تجميلها.. *فنحن في زمان الغربة والغرابة والتغرب بتنا لا نثق في وعود طابعها الصراخ.. *ولا نرى إلا عكس الذي نُبشر به في تلفزيون كله كلام.. *ولا نسمع أغاني وردي والكاشف وزيدان إلا بأصوات الفحيل والساتة والبندول.. *ولا نسمع العميد أحمد المصطفى إلا بإذن من ابنه عز الدين.. *ولا نسمع عبد العزيز المبارك إلا بصوت عبد الله البشير.. *فصبراً صاحب المحيا الحزين...فسوف يأتي يوم (لا نُحرم فيه منك).. *وتعود فرائحية أجواء موضة (تحرمني منك !!!).
assayha
|
|