السيناريو الأسوأ.. بقلم عبدالباقي الظافر

السيناريو الأسوأ.. بقلم عبدالباقي الظافر


09-07-2017, 02:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1504790419&rn=2


Post: #1
Title: السيناريو الأسوأ.. بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 09-07-2017, 02:20 PM
Parent: #0

01:20 PM September, 07 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


ما زلت استحضر طُرفة؛ منذ أن كنت صبياً في بحر أبيض.. جارنا عم محمد.. رجل ورع.. يحفظ كتاب الله.. ويعمل بالتجارة في جنوب السودان.. مرة؛ وحين عودة لكوستي، توقف البص في استراحة لتناول الغداء، وأداء الصلاة.. وما أن وقف مولانا لأداء الصلاة ،حتى خطف أحدهم الحقيبة (السمسونايت) السوداء.. واصل عم محمد صلاته، ثم تسبيحه، والناس في استغراب.. بعد الصلاة انصرف الشيخ نحو مقعده مردداً (ما تخافوا المفتاح معاي).. لم يستوعب الناس سر هدوء الشيخ إلا بعد أن أعاد السارق الحقيبة إلى بيت الشيخ في ظهر اليوم التالي.
قبل أيام انهار سد الأعوج بالنيل الأبيض.. انهيار السد يهدد نحو خمسة عشر ألف مواطن، هم سكان القرى المجاورة.. وزارة الموارد المائية ــ التي أنجزت المشروع قبل ست سنوات ــ ألقت باللائمة على السلطات المحلية بالنيل الأبيض، والتي لم تقم بواجب الصيانة.. بل إن الوزارة في ردِّها الغاضب؛ قامت بتعليق العمل في كل مشروعات حصاد المياه، حتى تتأكد من قيام الولايات بمهامها في الصيانة.
بداية؛ لابد من الاقرار أن مشروع حصاد المياه.. مشروع استراتيجي.. يتعلَّق بالأمن الوطني. أغلب المراقبين يعتقد أن أية حرب إقليمية أو عالمية قادمة ستكون بسبب المياه.. هذا يعني أن التعامل مع هذا الملف يقتضي رؤية استراتيجية شاملة.. كيف يمكن أن أمراً بهذه الأهمية يترك لولايات لا يوجد في بعضها إلا حفَّار واحد.. الأمر الثاني كيف تنتهي مسؤولية وزارة الكهرباء والموارد المائية بمجرد التسليم.. وكيف يتصدَّع مبنى خرساني في غضون ست سنوات؟
أشعر الآن بالقلق من تأثيرات سد النهضة على بلدنا الحبيب.. المشروع الأثيوبي يقع على أبواب حدودنا الشرقية.. بحيرة السد العظيم تختزن أكثر من سبعين مليار متر مكعب.. إذا ما حدث السيناريو الأسوأ ستغمر المياه أجزاءً واسعة من السودان، وربما تمسح الحضارة في كل السهل المنبسط في السودان.. الآن من يرعى مصالح السودان في هذا المشروع، هو ذات الوزارة التي تتهرَّب من تحمُّل المسؤولية، وتترك العفش داخل الباص على مسؤولية صاحبه.
في تقديري؛ من المهم أن تتعامل وزارة الكهرباء والمياه مع مسألة انهيار سد الأعوج بمسؤولية كاملة.. البداية؛ تكوين لجنة تحقيق من خبراء من ذوي الخبرة الطويلة، والسمعة الممتازة، للإجابة عن سؤال لماذا تصدع السد.. وكيف يمكن تجاوز هذه الثغرات في المستقبل..؟؟! في المراحل القادمة يجب أن توكل كل المشروعات الاستراتيجية لمؤسسات اتحادية متخصصة، ولا يُترك أمرها ليتشتَّت دمها بين الولايات.
صراحة؛ واقعة انهيار سد لم يبلغ السابعة، تعيد للذاكرة حكايات مماثلة لم تجد المحاسبة، أو حتى المراجعة. ولهذا يتكرر المسلسل في مواعيد مختلفة، وبأبطال جُدد من حين لآخر.. لهذا؛ من الواجب التعامل بحزم حتى لا تتكرر حادثة الأعوج.

assayha

Post: #2
Title: Re: السيناريو الأسوأ.. بقلم عبدالباقي الظافر
Author: هاشم محمدالحسن
Date: 09-09-2017, 06:20 AM
Parent: #1

السد ليس كالمنزل الذي يمكن استخدامه بمجرد استلام المفاتيح.لا للجهة المنفذة للسد من متابعة استخدامه لاكثر من موسم للتاكد من عدم وجود خلل خاصة وان معدلات انسياب مياه الامطار في منطقة اعالي السد تختلف من موسم الي اخر. قيام لجنة فنية بفحص السد فكرة مفيدة. حكاية القاء اللوم علي الولاية كلام يحتاج لمراجعة. تشييد السدود يراعي فيه استدامة العطاء وهو ما يعرف ب Sustainability اما اذا كان السد ترابيا فهذا امر اخر.
شكرا علي مناقشة هذا الامر الهام حيث ان مناطق كثيرة من الريف السوداني تحتاج الي مشاريع حصاد المياه.