نقيض (الشيء)!! بقلم صلاح الدين عووضة

نقيض (الشيء)!! بقلم صلاح الدين عووضة


09-07-2017, 02:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1504790334&rn=0


Post: #1
Title: نقيض (الشيء)!! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 09-07-2017, 02:18 PM

01:18 PM September, 07 2017

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




* في أمثالنا: فاقد الشيء لا يعطيه..
* وفي علم النفس: فاقد الشيء يتحدَّث عنه كثيراً..
* و(الشيء) الذي يعنيه علم النفس هو كل ما يدعو للتباهي..
* ونابليون؛ كان يُكثر من الحديث عن الرجولة.. وعن الغزو..
* فإذا به كان عنِّيناً؛ والغزو الذي أجاده هو العسكري.. دون سواه..
* وأنا تحدَّثت كثيراً أمس عن تدني مستوى لغة الضاد..
* فإذا بأول سطر في كلمتي يحوى خطأً نحوياً جعلني أبكي مثل بكاء الطيب مصطفى..
* مثل بكائه الذي تحدَّثت عنه إزاء حال اللغة العربية في جامعاتنا..
* ولا أدري كيف (اختفى) هذا الخطأ من أصل كلمتي لـ(يظهر) على النسخة الورقية..
* والخطأ هو إضافة تاء مربوطة إلى نهاية كلمة (ثلاث)..
* وبما أن الكلمة السابقة لها هي (لغات)، فإن الذي يصح التذكير.. لا التأنيث..
* والأنظمة التي تتحدَّث عن الديمقراطية كثيراً، هي التي تفتقدها..
* فالسودان ــ مثلاً ــ لم تُضَف هذه الصفة إلى اسمه حين كان يُحكم ديمقراطياً..
* حين كان تحت حكم نظام ديمقراطي (حقيقي)..
* ولكن بعد انقلاب نميري على (الديمقراطية) بات الاسم: جمهورية السودان (الديمقراطية)..
* مع أنه لم يكن هنالك من الديمقراطية إلا نقيضها..
* والشطر الشرقي (الدكتاتوري) من ألمانيا كان يُسمَّى جمهورية ألمانيا (الديمقراطية)..
* وجمهورية الكونغو الديمقراطية لا حرية فيها إلا للرئيس..
* ففاقد الشيء لا يعطيه.. وفاقد الشيء يتكلَّم عنه كثيراً..
* و(الشيء) ذاته ينسحب على الذين يُكثرون من الكلام عن الدساتير..
* فالدول التي تُحترم فيها الدساتير.. تدوم فيها هذه الدساتير دون كثير كلام عنها..
* ودون كثير بنود.. ونصوص.. وشروح فيها أيضاً..
* أما التي تنتهك الدساتير، فهي مغرمة بتجديده.. وتغييره.. وتعديله..
* ومغرمة بحشو كل دستور بآلاف المواد.. والمواد المنبثقة..
* ومغرمة كذلك بإبطال مفعول أية مادة عن الحريات بـ(قوة) قانون مقابل له..
* وإبطال بند تحديد فترة ولاية الرئيس كلما قاربت على الانتهاء..
* فهو مجرد بند لأغراض الزينة.. في دستور هو نفسه وضِع من أجل الزينة..
* وشافيز كان يصف ديمقراطيته بأنها (أجمل) من نظيرتها الأمريكية..
* ثم (يعبث) بدستور فنزويلا كلما أوشكت ولايته على النهاية..
* يعبث بالمادة التي تحدد فترة ولايته.. تماماً كما يعبث بمواد الحريات فيه..
* وأخيراً.. أخذها من قصيرها وعدلها إلى (رئيس مدى الحياة)..
* وما كان يعلم أن حياته هذه قاربت هي ذاتها على الانتهاء.. وليست ولايته فقط..
* ومات؛ وفي نفسه شيء من رئاسة.. ومن مرض نفسي..
* وأنا أُنهي كلمتي هذه، وفي نفسي (شيء) من حتى حيال المهووسين بـ(الشيء)..
* سواء أكان ديمقراطيةً...أم قيماً أخلاقية...أم التزاماً دستورياً..
* ثم لا يفعلون إلا (نقيض الشيء!!!).

assayha