تحدي كوريا الشمالية لامريكا هل يؤدي الى المواجهة العسكرية ؟؟؟ بقلم اسماعيل عبد الله

تحدي كوريا الشمالية لامريكا هل يؤدي الى المواجهة العسكرية ؟؟؟ بقلم اسماعيل عبد الله


09-06-2017, 04:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1504710635&rn=0


Post: #1
Title: تحدي كوريا الشمالية لامريكا هل يؤدي الى المواجهة العسكرية ؟؟؟ بقلم اسماعيل عبد الله
Author: اسماعيل عبد الله
Date: 09-06-2017, 04:10 PM

03:10 PM September, 06 2017

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله-
مكتبتى
رابط مختصر



في عالم اليوم لا مكان للدولة المتواضعة في امكانياتها العسكرية , فمقدرات البلدان العسكرية دائماً ما تمثل الحماية لسوقها و لتجارتها , وبرغم التقدم الكبير لكوريا الجنوبية في الصناعة والاقتصاد والمشاركة الفاعلة في السوق الرأسمالية التي تقودها امريكا , الا ان الامبراطورية الامريكية تهاب اصبع السبابة الكوري الشمالي , ولا تتهيب أقتصاديات كوريا الجنوبية العملاقة و المنداحة في السوق العالمية , ولعلها مقولة ميكيافيلي (ان يهابك الناس خير من ان يحبوك) , هي ما يترجم حال التراشق الكلامي الذي جرى بين الولايات المتحدة الامريكية و كوريا الشمالية , فتجربة نجاح قنبلة متقدمة تقنياً مثل التي اجرتها الاخيرة قبل ايام , لن تجعل سيدة العالم تنام ملء جفنيها , خاصة وان السوق اليابانية و الصينية واقتصاديات النمور الاسيوية , جميعها تصب في معين امريكا الاقتصادي , وحقول هذه الانشطة الاقتصادية الضخمة تقع على مرمى حجر من بيونغ يانغ , فقد يستغرب الكثيرون من سلوك دويلة مساحتها مائة وعشرون الف كيلو متر مربع , بعدد سكان لم يتجاوز اربعة وعشرون مليون نسمة , ان تتجرأ على مواجهة الولايات المتحدة الامريكية , التي لها ترسانة عملاقة من حاملات الطائرات و الغواصات و الجيوش المنتشرة في جميع اركان الارض , هل يعتبر هذا المسلك الكوري الشمالي ضرباً من ضروب الجنون و التهور ؟؟؟ وهل هو و السعي بالقدمين نحو الهلاك والحتف؟؟؟
إنّ الابتزاز هو الذي يقود العلاقات بين الدول و الانظمة في زماننا هذا , من يحمل في يده زر تحكم القنبلة التي تستطيع تفجير الكرة الارضية , هو من يقدر على املاء شروطه على الآخر , وهو من يقوى على حماية شعبه وارضه , ان التحالفات الاقليمية و الدولية , جميعها تنقاد انقياداً اعمى لهذا المبدأ اللا اخلاقي , الا هو (الابتزاز) , ونلحظ ان هذه القوى و هذه التحالفات , تتدرج في تسلسل هرمي من اعلى الى اسفل , من حيث مناوئتها للولايات المتحدة الامريكية , فالدب الروسي الذي خرج من كهفه الجليدي تواً ومعه حلفائه , قد قام بقصف مواقع داعشية في سوريا باحثاً له عن موطيء قدم ونفوذ , في جغرافيا صراع المصالح , ثم يأتي بعد هذا الحلف جمهورية الصين الشعبية ومن معها , وهذا الحف طابعه المهادنة في تعاطيه مع اليانكي الامريكي , ففي اعقاب الخطوة الجريئة التي قام بها الشاب (كيم) , ابدت الصين عدم ترحيبها بهذه الخطوة , فالصين لا تريد ان تخسر اسواقها الجديدة , المفتتحة حديثاً في افريقيا و اوروبا , فلن تنجر الصين وراء جرأة هذا الشاب الطموح , وكما هو معلوم , ان اكبر مدين تجاري للصين هي الولايات المتحدة الامريكية , لذا , سوف تظل جمهورية الصين الشعبية ممسكة بالعصا من منتصفها , حفاظاً على علاقتها مع هذا الذبون الذي يبتلع في جوفه ديونها الخرافية , فهي ديون مستحقة السداد لهذا الدائن الذي اقتحم السوق العالمية بسرعة وانتشار واسع النطاق , فالصراع التقليدي بين امريكا وكوريا الشمالية لن يقود الى المواجهة العسكرية , كما يظن البعض , فهذه حروب باردة , تقف ورائها قنابل كهروميغناطيسية و هيدروجينية ونووية حارقة.
سوف تمارس كل الانظمة القوية ابتزازها للولايات المتحدة الامريكية , وستصل معها الى صيغ توافقية للمضي قدماً في دنيا المال والاعمال , اما البلدان الفقيرة و النامية , فهي من سيموت تحت اقدام صراع هذه الفيلة , لقد سيطر الامريكان على الشق الغربي للكرة الارضية , لكنهم واجهوا تمرداً متمكناً من الشق الشرقي لهذه الارض , لقد باتت النظرية الامريكية لعولمة شعوب هذه البسيطة غير ممكنة التحقق , في ظل وجود قوى حديثة لها هذا النفوذ الاقتصادي والعسكري الكبير , ان هذا التحذير الذي وجهه الشاب (كيم) الى العم (ترمب) , سوف يرسم مساراً جديداً للسياسة الخارجية الامريكية تجاه كوريا الشمالية , لقد سمعنا الرئيس الامريكي يتحدث قبل بضعة ايام , و يقذف بمفردات كاللهب , فيها وعد ووعيد , تجاه هذا الطموح الكوري الشمالي , لكنه وبعد ان وضع هذا الشاب الثلاثيني الكرة امام قدمي ترمب , لم يبد الرجل السبعيني أي ردة فعل تتناسب مع ماسبق وان تفوه به من كلمات شجاعة , لقد تأكد لكل مراقب أن هذه اللعبة شبيهة بصراع الديكة .
بعد ان ازدانت اجزاء من كوكب الارض بشاهق البنيان , المزخرف والجميل , والداعي للرفاهية ورغد العيش , مع تسهيل وتيسير هذه الحياة العصرية الرائعة , لن تعمل شعوب هذه البلدان على إحراق وتفتيت كوكب الارض , لانها هي الاكثر إستفادة وافادة من مخرجات حضارة ما بعد الحربين , كما ان هذه الشعوب تعتبر صاحبة إرث عميق في التاريخ الانساني , وهي الاكثر اكتواءً بنيران الحروب المهلكة , حديثاً وقديماً , لذلك , كل الذي يطرح في هذا الفضاء الاعلامي العالمي , ما هو الا مناورات من اجل التنافس الاقتصادي حول مصادر الطاقة و المياه و ثروات باطن الارض في السوق العالمية ..

اسماعيل عبد الله
[email protected]